يعتبر حوض المسيلة في حضرموت من أكبر الأحواض في شبه الجزيرة العربية الذي يحتوي على مخزون للمياه العذبة و كذلك تميزه باحتوائه على مخزون نفطي وغازي غني . كل هذي الخيرات التي تتمتع بها حضرموت إلا أنها قد تصبح نقمة وآفة خطيرة تهدد حياة البشرية والحيوانية والزراعية في مناطق الامتياز والمجاورة لعمليات التنقيب وإنتاج النفط . لا أحد يدرك مدى حجم الحقيقي لأخطار التلوث الناتجة عن المياه المصاحبة لاستخراج النفط لتعتم الشديد التي تقوم به الشركات النفطية وتواطئ الجهات المختصة في الاطلاع على مدى الأضرار البيئية التي تسببها عمليات الحفر والإنتاج . وكشف الحقائق وتقديم تقارير سنوية حول تلك الأضرار ليعرفها الجميع . حيث في إحدى القطاعات النفطية يتم إنتاج أكثر من 2 مليون برميل يومياً ، يستخرج منها 50 ألف برميل من النفط ، ومليون و950 ألف برميل من ماء يتم إعادة حقنها " Injection wells " او تصريفها " Disposal wells " في باطن الأرض وما هذي الأرقام إلا لقطاع واحد فكيف بالقطاعات الأخرى فسيكون الرقم أكبر من ذلك !! . و يحتوي الماء المنتج على: أملاح عضوية مذابة ، قطرات نفط منتشرة ، مركبات عضوية مذابة ، مواد كيماوية تمت أضافتها أثناء عملية الحفر ، غازات مذابة (مثل كبريتيد الهايدروجين ، ثاني أوكسيد الكربون ) و بعض البكتريا والكائنات الحية ، وبعض الجزيئات الصلبة المنتشرة فيه. أن تركيز هذه المواد يختلف من مكان الى آخر ، كما أن للماء المنتج العديد من الصفات غير الواضحة . هذي الكميات الهائلة من المياه المحقونة لباطن الأرض لها أثرها البيئي والاقتصادي ، فالحقن لابد أن يكون بمعايير وفي الطبقات المناسبة للحقن , وكذلك التصريف أن لا يكون في الطبقات الحاملة للمياه العذبة . وتسبب الحقن العشوائي لتلك المياه في خفض الإنتاج بشكل كبير وتدريجي مع مرور الزمن وذلك لعدم إتباع النظرية " الدفع المكبسي piston like" المعروفة في هندسة المكامن ، ولا يقتصر لذلك فالأضرار البيئية كبيرة فلو اختلطت تلك المياه بالمياه العذبة تسبب بقتل الحياة البشرية والحيوانية والزراعية ، و تسبب في انتشار الأمراض الخطيرة والمعدية مثل السرطان واللوكيميا ( سرطان الدم ) وقتل الثروة الحيوانية والى دمار محاصيل الزراعية وهذا ما يشتكي منه سكان المناطق الامتياز بكثرة الحالات الوفيات ما هو دليل على حقائق لا تتحمل السكوت عليها . فهل من محاسب ؟!! همسة لابد من وجود مشروع ناجع لاستفادة من المياه المصاحبة لإنتاج النفطي ، وإلزام الشركات بعدم تجاهل الملف البيئة والمطالبة بتقارير ومعلومات للأضرار في مناطق الامتياز . فهل سوف يكون دور للسلطة المحلية وأهل الاختصاص من الجمعيات البيئية في ذلك أم أن السكوت سيحل علينا ونكتفي ونقولك لك يا حضرموت ..!! *نواف محمد باقروان - خريج هندسة بترول