حققت مناطق مديرية تريم المختلفة بمحافظة حضرموت نجاحاً باهراً للعصيان المدني منذ الساعات الأولى لصباح اليوم والذي دعاء إليه شباب الحراك الجنوبي السلمي بالمديرية وشوهدت الشوارع وهي خالية تماماً من المارة وإغلاق كامل لكافة المحلات التجارية المختلفة وصارت كافة شوارعها كمدينة أشباح باستثناء تواجد الخفافيش المتمثلين ببلاطجة قوات الجيش التابعين لمعسكر السويري والأمن المركزي ومنتسبي الأمن العام بتريم الشهيرين باسم ((طيور الجنة)) وقيادات حزب الإصلاح الأخواني والمدبجين جميعهم بالأسلحة الفتاكة من آليات الكلاشنيكوف والأطقم العسكرية والدوشكا ومضاد الطيران الذي هاجموا به مواطنين المديرية وشباب الحراك الجنوبي السلمي وأصابوا الكثير منهم باصابات مختلفة من بينهم الشاب الحراكي/يعقوب سعيد باحريش الذي أصيب برصاص العدو في فخذ رجله . كما شهدت مناطق المدينة شبه إغلاق كامل لمعظم المراكز الانتخابية واختفاء الكثير من أعضاء اللجان الانتخابية من المراكز خوفاً على أنفسهم من الغضب الشعبي للمواطنين الرافضين لهذه المسرحية الهزيلة لقوات الاحتلال اليمني المسماة بالانتخابات الرئاسية . فيما واصل بلاطجة قوات الأجهزة الأمنية لقوات الجيش التابعة لمعسكر السويري وبلاطجة الأمن العام بمديرية تريم بمحافظة حضرموت وبلاطجة حزب الإصلاح الاعتداء على شباب الحراك الجنوبي السلمي المدعومين بالأهالي ومهاجمتهم بالرصاص الحي من الأسلحة الآلية ومضاد الطيران والدوشكا والقنابل المسلة للدموع عقاباً لهم على مطالبتهم بإغلاق مواقع اللجان الانتخابية بمناطق المديرية المختلفة ورفضهم القاطع لتلك الانتخابات الهزيلة . كما اعتداءات قوات الأمن المركزي التابعة لقوات الاحتلال اليمني بالضرب المبرح بالعصي الغليظة على شباب الحراك الجنوبي السلمي وعدد من المواطنين بمناطق مشطه و الكودة ورغوة لوقوفهم سلمياً أمام مركز اللجنة الانتخابية في هذه المراكز وتعرض الكثير منهم لإصابات طفيفة نقل البعض منهم إلى المستشفى فيما واصل الآخرين وقفتهم السلمية غير مبالين بقوات سلطات الاحتلال اليمني المغرر بها من قبل حكام صنعاء وبلاطجة حزب الإصلاح الأخواني الفاسد . من جانب آخر قامت قوات الأجهزة الأمنية باعتقال عدد من نشطاء شباب الحراك الجنوبي السلمي واقتيادهم إلى جهات مجهولة وغير معلومة حتى هذه اللحظة ولم يعرف مصيرهم بعد ومن بينهم هادف مبارك عبد القوي التميمي من أبناء منطقة الكودة ونافع سالم عوض سلمان ساحب من أبناء منطقة مشطه وصالح سالم مسيعد من أبناء منطقة خباية وعبدالله الجاوي من منطقة الخليف بتريم وثمانية آخرين لم نتمكن من معرفة أسمائهم بعد فيما المواطن كرامه سعيد قصعور من منطقة الغرف بتريم الذي تم اعتقاله في الصباح واقتياده مكبلا بقيود المجرمين إلى معتقلاً خاصاً بمعسكر السويري ولم يتم الإفراج عنه إلا قبل حوالي ساعة من الآن . وتأتي تلك التداعيات على إثر مواصلة الأهالي على تصعيد مواقفهم الاحتجاجية السلمية على الانتخابات وتسيير عدت مظاهرات احتجاجية سلمية في عدد من مناطق مديرية تريم باتجاه المراكز الانتخابية للتعبير عن الرفض الجماهيري والشعبي الجنوبي لهذه الانتخابات وانعدام مشروعية إجرائها على أراضي الجنوب ، غير أن السلطات اليمنية واجهت تلك الجماهير السلمية بالرصاص الحي من أسلحتها الآلية والدوشكا ومضاد الطيران الذي لا يستخدمها حتى العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل . وما شهدته مناطق مديرية تريم المختلفة منذ مساء يوم الأحد الماضي وحتى اليوم الثلاثاء من أحداث مأساوية دموية ولا إنسانية ولا أخلاقية تأتي ضمن إطار الحملة الهمجية العسكرية التي تقوم بها قوات الاحتلال اليمني بمساعدة من بلاطجة حزب الإصلاح الفاسد ضد أبناء الجنوب العزل والسلميين وتقود بحقهم حملة همجية وحشية شرسة خلفت العديد من الضحايا بين مصابين وشهداء ومعاقين ومعتقلين من أجل تمرير وفرض مسرحيتهم الهزلية واللاشرعية واللاقانونية والمتمثلة في الانتخابات الرئاسية لمرشحهم التوافقي عبد ربه منصور هادي بهدف شرعنه احتلالهم لأراضي الجنوب ومواصلة نهب ثرواته وخيراته واستنزافها بشكل متعمد وبعيداً كل البعد عن الجوانب الشرعية والدينية والقانونية والإنسانية والمواثيق والعهود والاتفاقيات العربية والدولية والإقليمية في ظل سكوت تام لكل المنظمات الدولية والإقليمية المختلفة وكافة الحكومات الخليجية والعربية والدولية والإقليمية عن كل ما يحدث في أرض الجنوب وما يتعرض له أبنائها من انتهاكات واعتداءات وحشية .