العصبة الحضرمية كيان حضرمي خالص لا يقبل من كان جنوبياً أو شماليا ، فالعصبة الحضرمية لديها رسالة وطنية لا تقبل التبعية لا تقبل المتقلبين ولا تقبل ضعيفي الإرادة والعزيمة ، وهي راسخة رسوخ جبال حضرموت لا تهاب أصحاب الكلمات النشاز والعبارات التي تشرب من التصلب الفكري المذموم . والإنسان الحضرمي لديه روح الإخلاص ومبادئ الاستقامة ، كما تجد فيه براءة النقد الناضج والصريح وحرصه على مقاومة الاعوجاج ، إذ من الواجب والمهم تشجيع النقد البناء لأنه السبيل الوحيد لإيقاف الترهل والتدهور في بناء المجتمع الحضرمي . أما التشهير والشماتة فليست بنقد بل تجريح غير طبيعي خارج عن التعديل والتقويم ويسلك طريق الانزلاق والفلتان الثقافي ، وللأسف هناك بعضاً من الذين يتبعون فئة معينة هم تحت طاعتها لا يعصون ما يؤمرون به، و ينجرون مثل العجول بلا عقول لا يدركون أنهم مثل الآلة التي لا تدري ما تقوم به ، فتجده خارجاً عن الوعي البشري غير قادر على الوصول إلى نقطة الارتكاز فيختل توازنه فلا يفرّق بين الإخلاص للوطن او الخضوع للمادة ، وهذا يؤدي إلى اضطراب واسع في سلوكه فيصير لديه مخزون هائل من الانحرافات قد تتحول الى انفصام في الشخصية . وليس من السهل إن تصبح حياة إنسان من غير معنى أو هدف ، بل وقد يتحول مثل البهيمة ليس فيه إلا الروح. وهو إنسان له صورة إنسان فحسب، وله خيال يجمح به إلى فضاء لا علاقة له بالواقع ، وأصحاب الخيال الكاذب هم الذين يخلطون الحقيقة بالأوهام ، لا يميزون مثل صغار الأطفال ولا يفرّقون في كلامهم فالكلام عندهم كلام سواء كان صوابا أم كان خطأ . والناظر إلى العصبة الحضرمية بنظرة المنصف يجد أنها لم تولد من فراغ ، بل هي وليدة أحلام وآمال شعب صبر كثيراً وآن له أن ينعتق ، وهي استطاعت أن تستوعب كل الحلول والملاحظات في ظل التوجس والتوتر المشحون بالأفكار المغلوطة المبنية على خطوات التبعية التي تجر العجول ، وترفض أهل العقول ، الذين يدركون حقيقة الأمر المبنية على أن استقرار الوضع من استقرار حضرموت ، ولا يمكن إن تعتدل الأمور في واقع الحال إلا باستقلال حضرموت وهذه هي الحقيقة التي يديرون وجوههم عنها ، والعصبة وجدت لتبقى وهي لا تصنع لها عدواً ، لكن العدو يوجد نفسه حينما يرى نجاحها فالأعداء لا يموتون أبدا بل هم على تواجد حينما يبرز النجاح للعصبة . ونحن نقول سوف نظل في ما نحن في حاجته والمراد تحقيقه في صلب القضية الحضرمية ، ويجب علينا الاستمرار في التحدي والالتزام بتنفيذ الضوابط على الشكل المطلوب ولو على نطاق ضيق للوصول إلى النهاية المطلوبة والمشرّفة، وان لم نكن حاضرين فيها ، لكننا سنجعلها قاعدة صلبة تتوارثها الأجيال من بعدنا .