قتل شخصان وأصيب آخرون في قصف نفذته القوات الموالية للرئيس اليمني علي عبدالله صالح على أرحب شمال العاصمة صنعاء، فيما اندلعت اشتباكات في تعز جنوبي اليمن، في وقت اعتبر فيه نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن حل الأزمة اليمنية يقع على عاتق حزب المؤتمر الشعبي الحاكم والمعارضة الممثلة في اللقاء المشترك فقد قال مراسل الجزيرة في اليمن إن شخصين قتلا وجرح عدد آخر جراء تعرض قرى في مديرية أرحب إلى قصف مدفعي من قبل قوات صالح. كما أفاد مراسل الجزيرة بأن مسلحين قبليين فجروا دبابتين للقوات الموالية للرئيس اليمني. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شهود قولهم إن تبادلا لإطلاق النار وقع في حي الحصب بتعز بين القوات الحكومية ومسلحين قبليين موالين للثورة من دون الإشارة إلى وقوع ضحايا. وقال البرلماني شوقي القاضي ليونايتد برس إن قوات الحرس الجمهوري قصفت بعنف فجر اليوم مدينة تعز، مشيرا إلى أن القصف طال المحتجين المطالبين بإسقاط نظام الرئيس صالح في ساحة الحرية بالمدينة. ولقيت الدعوة إلى الإضراب التي وجهها المحتجون استجابة واسعة في عدة أحياء من تعز، لا سيما شارع جمال الذي يعتبر أحد أهم المحاور التجارية في المدينة حيث أغلقت المتاجر أبوابها بحسب ناشطين. واستهدف أمس الجمعة قصف بالمدفعية الثقيلة للجيش تجمعا للمعارضين في تعز، متسببا بسقوط 15 قتيلا بينهم ثلاثة أطفال وثلاث نساء، وأربعين جريحا وفق شهود عيان ومصادر طبية. مسيرات من جانب آخر شارك الآلاف من الأشخاص المتجمعين في ساحة الحرية، مركز حركة الاحتجاج في تعز، في مسيرة احتجاجية على القصف الذي تعرضت له المدينة أمس. وخرج الآلاف في مسيرة مشابهة في عدة أحياء من صنعاء، قبل العودة بهدوء إلى ساحة التغيير مركز حركة الاحتجاج. وتزامن التصعيد الأمني مع المهمة الجديدة التي بدأها مبعوث الأممالمتحدة جمال بن عمر، الذي يحاول مجددا دفع السلطات والمعارضة إلى التوقيع على المبادرة الخليجية التي تنص على استقالة الرئيس صالح الذي يحكم البلاد منذ 33 سنة مقابل منحه حصانة هو وأقاربه. مهمة مشتركة من جانب آخر، قال عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس اليمني إن مهمة تنفيذ قرار مجلس الأمن لحل الأزمة في البلاد، تقع على عاتق المؤتمر الشعبي الحاكم والمعارضة (اللقاء المشترك). وقال هادي خلال لقائه اليوم سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر، "لدينا جميعاً مهمة متمثلة بترجمة قرار مجلس الأمن رقم 2014 على أرض الواقع، وتلك غاية يجب أن يضطلع بها الحزب الحاكم والمعارضة على حد سواء". وأشار إلى أن المؤتمر الشعبي رحب بالقرار وسيعمل على ترجمته، لافتاً إلى أن ما تبقى من المفاوضات والمناقشات مع المعارضة وصلت إلى مقاربات كبيرة بحدود 85%. واعتبر أن الشعب اليمني لم يعد قادراً على تحمّل المزيد من هذه الأزمة الطاحنة التي شملت النواحي السياسية والأمنية والاقتصادية، قائلاً "نخاف اليوم من ثورة الجياع التي أنتجتها هذه الأزمة". بدوره، طالب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر بوقف العنف واستهداف المدنيين، وأكد على أهمية استكمال التسوية السياسية فوراً، مشيراً إلى أن مجلس الأمن يراقب حدوث هذه التسوية عن كثب وبأسرع وقت ممكن. ولفت ابن عمر إلى أن تاريخ 21 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري سيكون موعداً لتقديم تقرير لمجلس الأمن حول التقدم في التسوية السياسية، والخطوات التي يجب أن تتم بتعاون كل الأطراف من أجل أمن واستقرار اليمن والخروج من هذه الأزمة بصورة سلمية.