هناك خمس سلطات في أي بلد الأولى التشريعية والثانية القضائية والثلاثة التنفيذية والرابعة الصحافة والخامسة منظمات المجتمع المدني .. ومنظمات المجتمع المدني هي المؤسسات و الهيئات و الاتحادات والجمعيات الغير حكومية والتي لا تهدف للربح . أن سلطة منظمات المجتمع المدني وقوتها لا يستهان بها في البلدان التي تحترم القانون فهذه السلطة الخامسة أطاحت بحكومات واخضعت حكومات أخرى لمطابها الشعبية عبر الإضرابات والاعتصامات وتحريك الشارع .. وهي بالمقابل لها اسهامات في النهضة الاقتصادية والاجتماعية في الدول المتقدمة . ونحن هنا في حضرموت يوجد ليدنا الكثير من هذه المنظمات والاتحادات والنقابات والجمعيات ولكن للأسف القليل منها مستقل ولا يخضع لإملاءات أي جهة والكثير منها مسيس أو تابع بشكل أو بأخر لجهة معينة . لقد استمعت في لشكوى احدى الجمعيات الخيرية الصغيرة والتي قالت فيها الأخت المتحدثة بأنهم لا يجدون دعم ولا مساعدة من الجهات المانحة مع أنهم طرقوا كثير من الأبواب لكن لا حياة لمن تنادي ، وقالت لو كنا تابعين لحزب معين أو تاجر معين لوقفت السيارات المحملة بكل خير أمام باب جمعيتنا لكن نحن لنا الله إلى هنا انتهى كلامها وانتهت الشكوى … لا إله إلا الله حتى عمل الخير أصبح مسيس وموجه حتى توزيع التمور دخلت فيه السياسة ! . لقد قامت هنا في حضرموت تجربة جميلة جداً بإنشاء مجلس تنسيق لمنظمات المجتمع المدني وكان أول مجلس برئاسة الاستاذ القدير / سالم العطيشي وكانت فترة ناجحة وانتهت فترت هذا المجلس ثم حصلت انتخابات جديدة وفي فترة عمل المجلس انتخب لرئاسة المجلس الأستاذة القديرة / فائزة باني وما زالت رئيسة المجلس ونفذ مجلس التنسيق سواء كان برئاسة الاستاذ / سالم العطيشي أو الاستاذة/ فائزة باني نفذ الكثير من المشاريع وورش العمل والتدريب وكان وما زال الداعم لهذا المجلس المنظمة العالمية أوكس فام . لكن لم يرق هذا النجاح لتيارات معينة وحاولوا تسيس مجلس التنسيق لصالح تيار سياسي معين ، ودبر أمر بليل وأحيكت خيوط مؤامرة نجسة وتكشفت هذه المؤامرة عندما دعي لانعقاد اجتماع للجمعية العمومية لمجلس تنسيق محافظة حضرموت وقد أعد سلفاً تقرير مالي وإداري عن الفترة المنصرمة لعمل المجلس وهنا أو خيط أنكشف من هذه المؤامرة بعدم مشاركة رئيسة المجلس أو علمها بهذا التقرير وكان مطلوب منها في الاجتماع أن يقرأ التقرير ويناقش ويمنح الثقة ، وعند السؤال لماذا الاستعجال في عقد اجتماع الجمعية العمومية على وجه السرعة .. كانت حجتهم بان هناك مبلغ مرصود من منظمة أوكس فام لهذا الاجتماع وبما ان السنة المالية منتهية فلا بد من الاستفادة من هذا المبلغ . ونفاجأ بان تيار معين في الهيئة الإدارية لمجلس التنسيق يريد أن يمرر التقرير بأي شكل وحصل هرج ومرج في القاعة واعترضنا على مناقشة التقرير كونه لم يوزع للأعضاء قبل الاجتماع بفترة كافية للاطلاع وتقديم الملاحظات وعند سؤالنا لرئيسة مجلس التنسيق عن التقرير قالت بالحرف الواحد أنا لم اشارك في إعداد هذا التقرير ولا أعلم عنه شيء وحصل هذا بحضور مندوب مكتب العمل والشئون الاجتماعية وكان الاجتماع في قاعة الغرفة التجارية وهنا استشعر الحاضرون بأن هناك شيء وراء الأكمة، واعترض كثير من أعضاء الجمعية العمومية على هذا التقرير وتقرر تشكيل لجنة للنظر في التقرير وإعادة صياغته وهذه اللجنة مقسمة إلى قسمين خمسة أعضاء منها تنظر في التقرير المالي وتدقق فيه وخمس أعضاء آخرين للتقرير الإداري . وانتهاء الاجتماع وقامت اللجنة بعملها كاملاً وأصبح التقرير الجديد جاهزاً إلا أنه لم يقدم للمناقشة والمصادقة عليه ، لماذا أولاً لأنه لا يوجد مخصص لعقد الاجتماع ثانياً لأن أعضاء الهيئة الإدارية للمجلس قدموا استقالاتهم ، ولا ندري هل هم هاربين من مناقشة التقرير لان فيه ما يدينهم لان مؤامرتهم لم تنجح بالسيطرة على مجلس التنسيق بالمحافظة أم هناك عداء شخصي بينهم وبين رئيسة المجلس أو أنهم لجميع هذا الأسباب ، المهم أنهم قدموا استقالاتهم ولا يعلمون بأنهم مازالوا مسئولون عن عمل المجلس الفترة التي كانوا فيها في الهيئة الإدارية للمجلس ولن تصفى ذمتهم إلا بعد مناقشة التقرير السنوي للمجلس ، ثم أن من يحدد أن يستمر مجلس تنسيق المحافظة او يلغى هم أعضاء الجمعية العمومية وليس ثلة من أعضاء الهيئة الإدارية أصحوا يا من لكن مآرب أخرى هذه حضرموت ليست لعبة . أن بعض من يظن نفسة وصي على مجلس تنسيق حضرموت بكل وقاحة وبكل صلف يقرر بأن هذا المجلس لا يصلح وقدم استقالته هو وبعض أعضاء الهيئة الإدارية لإنهاء هذه التجربة الناجحة في حضرموت هو واهم على أقل تقدير . ويبقى مجلس تنسيق محافظة حضرموت قائمة لكن مصيرة مجهول .. أن من حاك خيوط المؤامرة على مجلس تنسيق محافظة حضرموت مؤسسات لها توجهات اسلامية متشددة وأخرى يرعها أحد التجار وجميعهم يريدون السيطرة على مجلس التنسيق لمصالحهم الشخصية . وعندما لم تنجح هذه المؤامرة وتم التصدي لها حاولوا الالتفاف على مجلس تنسيق المحافظة بإنشاء مجلس تنسيق لمديرية المكلا على غرار مجلس الغيل . وكما يقال الخفافيش لا تعمل إلا في الظلام .. تم توجه الدعوة لنا لحضور الاجتماع التأسيسي لمجلس تنسيق المديرية وقد استلمنا النظام الأساسي في المساء والاجتماع في الصباح فمتى نقرأ النظام الأساسي ومتى نقدم عليه الملاحظات .. وعكفنا على قراءة النظام الأساسي حتى وقت متأخر من الليل وفي الصباح حضرنا الاجتماع ومعنا ملاحظات .