على غير ما اعتاده طلاب جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا خلال السنوات السابقة في عملية تجديد القيد ودفع الرسوم الجامعية، إذ كانت العملية تجري خلال سير الدراسة وبعد توافد الطلاب إلى الجامعة من كل مكان، إلا أن هذا العام أعلنت عدد من كليات الجامعة و استناداً إلى توصية مجلس شؤون الطلاب في دورته الخامسة لعام 2013م, المنعقدة في يوم الأحد بتاريخ 25 / 8 /2013م وبناءً على قرار مجلس الجامعة في اجتماعه الاستثنائي المنعقد في 1/9/2013م، والذي حدد فيه موعد تجديد القيد ودفع الرسوم الدراسية بفترة تقارب الأسبوعين فقط تبدأ من تاريخ 8 / 9 / 2013م إلى 19 / 9 / 2013م . هذه الفترة عدّها كثير من الطلاب فترة قصيرة للغاية ولا تفي بإجراءات تجديد القيد خاصة مع بُعد الكثير من الطلاب، وسفر بعضهم الآخر عن أرض الوطن، وقابل طلاب آخرون القرار بأنفس راضية واعتبروه خطوة صحيح للتسريع في عملية بدء الدراسة والحد من قضية التلكؤ في الحضور الدراسي، هذه المشكلة التي تعاني منه الجامعة من قبل طلابها كل عام دراسي جديد . وعن ذلكم القرار قمنا باستطلاع وجهات وآراء عدد من الطلاب الدرسين بالجامعة حتى نضع بقية الطلاب وإدارة الجامعة في صورة جلية عن حجم الرضا أو السلبيات التي لحقت البعض جراءه .. قرار مناسب : استهللنا الآراء الواردة برأي الطالب محمد صالح باغريب، وهو طالب ذو تخصص صحافة وإعلام، مستوى ثالث الذي تحدث إلينا عن انطباعاته حول هذا القرار قائلاً : " هو قرار مناسب من وجهة نظري، وذلك من أجل أن يجعل الطالب يأتي الى الدراسة مبكراً, ومن المعروف أننا نشهد بداية كل عام دراسي جديد ظاهرة اللامبالاة وبالأخص في أول شهر من الدراسة من قبل الكثير من الطلاب وحتى من بعض الدكاترة أنفسهم، وذلك بسبب ظروف ليست أهم من العملية التعليمية ، فمن خلال هذا القرار يضطر الطالب إلى الذهاب الى الجامعة مع بداية العام الدراسي الجديد حفاظا على مستواه التعليمي، فهو أسلوب جيد لعلاج مشكلة التأخر الدراسي " . وفي السياق ذاته توافق الرأي السابق مع رأي الطالبة الإعلامية عبير واكد إذ أكدت عبير أن " القرار مناسب من وجهة نظري لأن تقديم فترة القيد في حقيقة الآمر أشعرني فعلا بلذة العام الدراسي، فمنذ بدايته أحسست أن هنالك طاقم إداري يهتم بكل طالب من ناحية ما هو تخصصه والى أي مستوى سينتقل، خطوة مثل تلك جعلتني اشعر بالمسؤولية والالتزام كطالبة جامعية، وأتمنى أن يظل هذا النظام متوارث لأنه يحمي الطلاب من الغياب منذ بداية العام ومن استهتارهم بالدوم الجامعي بكافه أشكاله " . ويتفق الطالب الإعلامي عبد الله بن سودة مع الآراء السابقة على أهمية القرار مع إبداء بعض التحفظ إذ يشير بالقول " في الحقيقة هو قرار جيد ويشكرون عليه لكن لو يتم تنفيذه ، وذلك كوني ذهبت مرتين لكي أجدد قيدي لهذا العام ففوجئت بأن القرار والبيان الذي نشر هو حبر على ورق ليس إلا!، ولكنني أناشد ومن هذا المنبر من يهمه الأمر بأن يعملوا حلاً سريع للطلاب ليتمكنوا من إتمام إجراءات التجديد، سائلاً الله أن يوفق الجميع الى ما فيه الخير مع بداية هذا العام " . تقييد القيد : في الجهة المقابلة هناك طلاب لديهم تحفظات على القرار إذ يرون أنه تشوبه بعض السلبيات، وقد كان أولهم الطالب عبد الرحمن بن عطية، طالب بقسم الصحافة والإعلام بالمستوى الثالث إذ أشار إلى بعض السلبيات بقوله : " في الحقيقة أنني لم أتفاجأ عند علمي بإصدار هذا القرار من قبل إدارة الجامعة، فكل سنة تصدر الجامعة قرارات مثل هذه نتعجب من مقاصدها..! لكن في واقع الأمر هذا القرار الذي أصدرته الجامعة بما يخص تحديد فترة محدد لتجديد القيد فإنني أعتبره بمثابة تقييد للقيد نفسه ! لأن بعض الطلاب وخاصة الطلاب المغتربين وأصحاب المناطق البعيدة سيصعب عليهم هذا الأمر. والمشكلة إن بعض الطلاب يأتون ويقطعون مسافات طويلة ليصدموا بأن الموظف أو المسئول عن التجديد متأخر أو لم يحظر بعد ! ، فمن هنا أرى أن إدارة الجامعة عسّرت ولم تيسر الأمر للطالب، وملاحظتي في هذا إما أن يلتزم جميع الموظفين المسئولين عن التجديد بمواعيدهم حتى لا يصعبوا هذه المسألة على الطالب، وإما أن يُلغى هذا القرار ويتم تحديد فتره معينة بعد بدء الدراسة يُنهي فيها الطالب أمور التجديد وما شابه مثل سائر السنوات السابقة " . وعلى نفس الصعيد يتفق الطالب محمد ناصر بامخرم مع الرأي السابق حيث عبر عنه بقوله : " حددت الجامعة تجديد القيد للطلاب غير المستجدين بالفترة من 8 19 / 9 وهذا شيء جميل ، لكن الأجمل أن يجد الطالب المنظومة الإدارية كلها متواجدة وهي الموظف المختص بإدارة القبول والتسجيل بالكلية المعنية و مدير إدارة القبول والتسجيل بالكلية المعنية وموظف الصندوق / المحاسب ( لدفع الرسوم ( و رئيس القسم لتعميد الاستمارات و مسئول المكتبة لإخلاء الطرف، ولكن للأسف الشديد يأتي الطالب من منطقة بعيدة ليجد هذا الموظف متأخر وذاك لم يأتِ بعد وهذا في مشكلة إدارية مع الجامعة ، فيأخذ بالدوران ( كجمل المعصرة )، فرجائي من إدارة الجامعة أن تلزم الجميع بالتواجد لأن الوضع اختلف ، ففيما مضى كان التجديد خلال وقت دوام الدراسة ، أما الآن فيجب شد الرحال للتجديد ، فلا يمكن من ناحية الذوق أن نجبر الطالب على الحضور ثم لا يجد الجميع متواجد" . وبخصوص عدم تواجد المحاسب خلال فترة التجديد كتب أحد الطلاب على صفحة التواصل الاجتماعي ( فيسبوك ) شكواه بأنه خلال عمله الإجراءات فقد أتى والمحاسب غير متواجد من أجل استلام مبلغ الرسوم، وينهي تذمره بالقول " طيب في الحالة دي نشتكي عند من ؟ " ، ويضيف آخر " إدارة الجامعة ( مستعبطة ) فهناك ناس تأتي من دوعن علشان تجديد قيد بالنهاية يقولوا لهم المحاسب غير موجود ؟ طيب أيش ذنب الناس ! " طلاب الوادي .. يعانون المشقة : ولا بدّ من أخذ رأي طلاب وادي حضرموت، حيث يبعدون عن المكلا مئات الكيلومترات فكان أن التقينا بالطالب والإعلامي عبد الله باحارثة ليعبر لنا عن رأيه فأبداه بالقول " أرى أن تقديم عملية تجديد القيد للمستويات الثاني والثالث والرابع فيها نوع من المشقة على الطلاب وخاصة ممن ليسوا من أبناء المكلا حيث يتحمل الطالب عناء الذهاب الى المكلا لتجديد قيده في وقت تكون السكنات غير عاملة لأن الوقت ليس وقت دراسة، هذا لو أخذنا بعين الاعتبار الطلاب المقيمين داخل حضرموت، فما بالك بالطلاب المغتربين وأبناء المحافظات الأخرى الدارسين بالجامعة اعتقد أن الأمر سيكون بالنسبة لهم أكثر صعوبة؛ هذا جانب ، من جانب آخر أرى أيضا أن تقديم عملية القيد ستسهم في انتظام الدراسة من أيامها الأولى واعتقد إن قرار الجامعة يصب في ذلك لاتجاه " . الطالب الآخر هو محمد باحفين وهو من طلاب الوادي الوافدين إلى المكلا حدثنا عن رأيه بالآتي : " أن بعض قرارات الجامعة التي تهم في الدرجة الأولى الطلاب تصدر دون الرجوع إلى خطة مسبقة أو إلى أصحاب الشأن وكما أكد رئيس الجمعة في لقاء سابق مع طلاب كليات مجمع فوه " أن الطلاب زبائن ونحن نقدم خدمة"، بمعنى أن لابد أن ترجع الجامعة للطلاب فيما يتماشى مع ظروفهم، فإن غالبية الطلاب منقولين من مختلف مناطق حضرموت ومحافظات الجمهورية وبعض المغتربين المقيمين في دول الخليج الذين يتلقون صعوبة في نقل كفالتهم وتأشيرات المغادرة، وليس بالأمر السهل إنهاء كل المتطلبات في فترة قصيرة مثلما حددت الجامعة في تجديد القيد للطلبة. وأيضا ما تشهده البلاد في الدرجة الأهم من أزمات متكررة تعرقل وصولهم في الوقت المحدد ويعتبر تجديد القيد أمر يهم الطلاب وحدهم ويصب في واحة تفعيل الأنشطة وما إلى ذالك ومن المفترض أن لا يُقَيّد بوقت محدد أو فترة معينة في ظل الوضع الراهن التي آلت إليه البلاد لكي لا نؤزم الوضع على لطلاب أكثر" . فترة زمنية ضيقة : وعن فترة التجديد وضيقها الزمني على الطلاب يوضح الطالب فاروق العكبري رأيه القيم بالقول : " رأيي هو أن قرار تقديم فترة القيد غير مناسب لكل من الطلبة والجامعة أيضاً، لأن عدد الطلاب كثير ومن الصعوبة بمكان حصرهم وإنهاء إجراءاتهم في فتره مؤقتة، كما أنه من المعروف أن تجديد القيد من بداية العام يتبعه عدم حضور كامل من قبل الطلاب، كما أن بداية السنة تحصل بعض الإرباكات، بالإضافة إلى أن هناك بعض الطلاب يتأخرون بسبب مرورهم بظروف ربما تكون مادية وربما لظروف أخرى، مع التأكيد أن دوام الجامعة في هذه الفترة يكون غير مضبوط من ناحية حضور الموظفين الذين يقومون بالإجراءات للطلبة ويأتون في أوقات متأخرة وأحيانا لا يأتون فتحدث خصومات بين الطلبة والموظفين " . دفع رسوم من خلال البريد : تواردت بعض الأخبار عن أن الجامعة ستعمل على ربط الطالب مع البريد حيث سيتم دفع رسوم السنة الدراسية الجديدة عبر البريد، أما عن الكيفية التي سيتم من خلالها الدفع فلم توضح الجامعة هذه الآلية إلى الوقت الحالي . تواصلت مع د. خالد عمر باوزير نائب عميد كلية الآداب فأكد هذا الأمر، ولشرح الآلية أو الإجراءات التي ينبغي للطالب سلوكها فقد طلب مني التواصل مع الدكتور محمد جعفر نائب العميد لشؤون الطلاب، وبالفعل تواصلت مع الدكتور محمد جعفر عبر رسالة بالفيسبوك إلى صفحته الشخصية لكنه أجابني " لم نطلع على رسالتكم إلا صباح يوم الأربعاء لتعثر الاتصال بالنت " فألححت عليه بالقول " وهل لديكم من رد على تساؤلنا ؟؟ نرجو السرعة فضلا " إلا أننا لم نتلقّ أي رد حتى نشر الاستطلاع .