عندما ترى حياتك مليئة بالسعادة والإنجاز والبصمات الإيجابية ، أو تراها مليئة بالعثرات والعوائق , فاعلم أن ذلك نتاج قرارات إما إيجابية أو سلبية . و تأكد أنه لا يوجد فشل ..إنما خبرات وتجارب . ولولا هذه النظرة الى التجارب الخاطئة ما وصلت إليك الكهرباء ولتوقف اديسون مخترعها عند أول محاولة ووفر على نفسه مئات المحاولات وخرج من التاريخ للأبد . و غرقنا نحن في الظلام . إن حياتك اليوم تحتاج إلى قرارات صحيحة مستوحاة من أهدافك و أحلامك واحتياجك أياً كانت فهذه الأهداف والأحلام والاحتياجات ستحدد مسارك وتعينك على اتخاذ القرار المناسب حين تتعرض لبدائل و خيارات متعددة او تحديات ما و لا تعرف ايها تختار او كيف تتصرف حيالها .واعلم ان حياتك هي المكان الذي تحتل فيه منصب المدير رغماً عنك وأنت من تتحمل المسؤولية والتبعات . فالإنسان الذي لا يوجد لديه خطة في حياته سيكون ضمن خطط الآخرين , وستكون قراراته وفق ذلك . أما من يعرف لماذا خلق ؟ وإلى أن سيذهب ؟و ماذا يريد ان يحقق في حياته؟ و ماذا يحتاج ليصل الى حلمه؟ فإن كل قراراته ستكون مبنية على اتخاذ ما يحقق مصلحته العاجلة و الآجلة . وهناك من يتخذ قراراته وفق الأحداث التي تجري حوله ، لهذا سيظل يدور في فلكها ، مالم تكن له رؤية و اهداف يتحكم هو من خلالها بهذه الأحداث ، فأي الرجلين أنت ؟ و تأكد الا تتخذ أي قرار وأنت في حالة انفعال و عدم اتزان نفسي (غضب شديد , حزن شديد , فرح شديد) حيث تؤكد احدى الدراسات أن الانفعال يؤثر على اتخاذ القرار بنسبة 80% . كما أنه لابد أن تعطي نفسك فرصة دراسة هذا القرار والتأكد من أنه يصب في مصلحة تحقيق أهدافك وما تريد ، وهذا من أهم المعايير التي تقيس بها صواب قرارك من خطأه . وتذكر دائماً بأن اتخاذ القرار يحتاج منك إلى شجاعة و قوة و ثقة منك بنفسك . و لتصل إلى نتائج إيجابية لابد من الإقرار بأننا بحاجة ماسة لاتخاذ القرار لحل مشكلة أو لتلبية رغبة أو حاجة و كما قيل الحاجة أم الاختراع لتتولد عندك الشجاعة الكافية فلربما تطلب الامر منك فراق صحبة او ترك وظيفة او تعديل طبع فكل ذلك وارد ما دمت تريد النجاح و تحقيق ما تصبو اليه . كن حريصاً كل الحرص على الاستفادة من أخطاء الماضي وعدم اتخاذ القرارات التي كانت نتائجها سلبية فكثير من القرارات الماضية كانت ولا زالت آثارها إلى اليوم , ابرز مثال متكرر اتخاذ قرار اختيار تخصص الدراسة في الجامعة فكم تجد من اختار التخصص غير الملائم لرغباته وتطلعاته و كذلك قدراته خاصة العلمية و العقلية فتم اختيار التخصص وفق رغبة الاهل او ما هو سائد في المجتمع و تم تجاهل ما تريد انت و ما تقدر عليه. ومن الأمور المساعدة لنا في اتخاذ قرارات صائبة الاستفادة من تجاربنا وأخطاءنا و تجارب و اخطاء الآخرين وعندها سنكون على قدر عالي من الاحتراف في اتخاذ القرارات الصحيحة . كما لا تبخل على نفسك من الاخذ بالاستخارة والاستشارة والرجوع للخطة التي كتبتها في حياتك لتتكون الدفة التي توجه قرارتك .. و تذكر اخيراً ان كل شيء من حولك يحتاج الى قرار فماذا ستقرر ؟ . * كاتب ومحاضر في مجال تطوير الذات