الشباب تلك الفئة المجتمعية الواعدة الناهضة بالأمم كيف نجزم إنها واعدة وإنها ناهضة وإنها الأمل المنشود والغد المشرق وماذا اعددنا لها لينطبق اسمها حقا عليها وتسقط أمامها الفرضيات وتنهار لطموحها الاحتمالات وتكون اسما على مسمى؟؟ من نافلة القول إن لكل فرد في المجتمع حقوقا وواجبات ولا يعطى الحق حتى يؤدى الواجب وهذا هو السياق المنطقي للعلاقة بين الحق والواجب ولكن في مجال التربية نقول انه لا ينطبق هذا السياق فليكون الشاب واعدا فمن حقه على الأسرة والمجتمع أن يعد العدة لتلك الواجبات التي يطلبها من الشباب , فإذا أعطي الشاب كامل حقوقه في نشأته وصغره وأثناء تربيته كان ايجابياً في شبابه وفاعلا في مجتمعه قائما عند كل واجب أما إذا حرم منها ( أي حقوقه ) كان سلبيا وخاملاً لا يملأه الطموح ومتقاعس عن أداء كل واجب . فأي واجب يا ترى ينتظر من شاب لم يتعلم بشكل سليم ولم يتحصل على الرعاية منذ نعومة أظفاره ولم يشبع متطلباته من العطف والاهتمام والدعم والتوجيه والرعاية ؟؟؟ نعم ..انه الاهتمام بهذه الشريحة تربية وتعليما وعلاجا وتوجيها وتوفير سبل الحياة المطمئنة والآمنة والكريمة …. وان تسن القوانين لرعايتهم وحمايتهم وتقديم الممكن لهم حسب الظروف والإمكانات .. وحسب ما يفرضه الواجب الذي ينتظره لا الواقع الذي يعيش فيه . فكثير من الدول تحرم التسرب من الدراسة في سن معين وتحرم تشغيل الأطفال كونهم مصدر فئة الشباب وتنشئ النوادي الرياضية والثقافية والحدائق وتخفض في أسعار تذاكر المواصلات بأنواعها المختلفة وتيسر أسباب الزواج وتفتتح المعاهد المهنية والفنية و تشجع الشباب على الإبداع وتنمية الموهوبين منهم وان تسن القوانين لحماية الشباب من السقوط في حبائل المهلكات والموبقات والضياع والرذيلة . عندها يأتي سداد الدين وتصطف قائمة الواجبات وعندها أيضا نحصد ما زرع فبناء الأوطان وحمايتها أول الواجبات والحفاظ على سلامته وسلامة المواطنين في مقدمتها كما أن الحفاظ على الشباب نفسه هو حفاظ على هذه الثروة وإمكاناتها . أن يكون الشباب شعلة نشاط فهذا بديهي ولكن الأهم أن تكون هذه الشعلة لتنير لا لتحرق أن تكون مثالا يحتذي به وان يكون سباقا للخير لا يلين في الحق لا يماري ولا يتوانى ., يكون في مقدمة الصفوف في فعل الفضيلة وفي شرف البذل والعطاء ونشر الحب والإخاء . فلتهنأ المجتمعات التي زرعت خيرا لتحصد خيرا لنسقط هذه المغهيم على واقعنا ودعونا نتساءل؛ هل حقق المجتمع للشباب حقوقهم؟ هل قدم لهم من مقومات الحياة الكريمة أسبابها أم أن الشباب يسمعون جعجعة ولم يروا طحنا؟؟ إننا نسمع من وسائل الإعلام الرسمية الكثير والكثير من الوعود ومن المشاريع ومن الانجازات … وعندا نبحث عنها فإننا نصعق بالواقع المرير , فالبطالة تنشب أنيابها السامة فينا كل حين … والمهلكات للشباب تنتشر بيننا انتشار النار غي الهشيم فشجرة القات اللعينة سهل لها الدخول في الأسواق وقارعة الطرقات والأزقة في كل (زنقة) وتفيا الشباب الظل ليتناولوه ربما عنوة لأنهم لم يجدوا لتمضية الوقت بديلا والأدهى من ذلك أصبحت شجرة القات الشرط الأساسي لكل اجتماع وتجمع وللأسف الشديد بل ولا يكاد ديوان من دواوين الإدارات الحكومية ومنازل المسئولين إلا وفيه صالون ورواد ومبالغ تهدر وحاجات مصاحبة له ( ما قبله و أثنائه وربما ما بعده ) فساد للشباب وإفساد منظم لهم . الأمثلة كثير لتدمير الشباب … ولقد أُستغل بعض الشباب المغلوب على أمره ليكون معول هدم فمن لا يجد قوت يومه أو مستقبل مجهول فانه مرغما سيندفع إلى المجهول . فلا غرابة أن ينتشر الاتجار بالممنوعات ( حشيش ومخدرات … الخ ) ولا داعي للإفصاح عنها فبالإشارة اللبيب يفهم …فنظرة إلى من يقبع في السجون تعطينا المؤشر, أن الشباب والفراغ دون اهتمام ورعاية مفسدة للمرء أي مفسدة…. ماذا لو وظفت هذه الإمكانات لبناء أندية وملاعب ومسابح ودور رعاية الموهوبين وحدائق للشباب؟ كيف سترى المجتمع …ستجده شعلة من نشاط ومصنع لإنتاج العناصر البناءة التي يعتمد عليها لبناء صرح الوطن .. صرح هذه الأرض الغالية على قلوبنا ألا وهي ( حضرموت ) . إن الحقوق إذا تم صيانتها وحمايتها ورعايتها حق رعاية أتاك الواجب مهرولا لبيك يا وطني وسعديك لبيك يا ارضي وسعديك لبيك يا حضرموت وبروحي أفديك … فعلى الحركة الشبابية المتمثلة بالمجلس الشبابي بحضرموت أن يؤطر لحقوق الشباب وان يتصدى بحكمة لمن يسعى إلى استغفالها وان يعي واجباته ويسعى لتحقيقها بتعاون وتكاتف وروح مسؤولية وان يثبت وجوده فعلا لا قولا