انتهت يوم الاثنين الماضي أشهر مواسم السياحة الدينية في اليمن, حيث بدأ أهالي حضرموت شد رحالهم إلى أقصى شرق وداي حضرموت في مطلع شهر شعبان ، في رحلة روحية ونزهة صوفية حيث يقع قبر نبي الله هود عليه السلام. ويستوطن الأهالي لمدة أسبوع القرية المحيطة بالقبر التي بنيت خصيصا لهذا الموسم السنوي الذي يغور تاريخ تنظيمه هنا إلى سوق الشحر العربي الجاهلي قبل الإسلامي وأعيد إحياؤه من قبل مدرسة حضرموت الإسلامية منذ زهاء 700 عام ليمثل نزهة روحانية سنوية عامة يجتمع خلالها الأهالي من كل المدن والقرى لإقامة الصلوات الجماعية وحلقات الذكر والابتهال إلى الله في ذلك الموقع القصي الذي يعج أثناء الموسم بالزائرين و بالأسواق الشعبية والصناعات الحرفية المحلية.. ويشهد كذلك إقامة ألوان من الفنون الشعبية عند ختامه. وتقام ( زيارة هود ) سنويا في الفترة من 6 شعبان وحتى 13منه ويعتبر يوم العاشر من شعبان هو يوم الذروة عندما تقام فيه أكثر المراسيم جماهيرية ما بعد صلاة الفجر وحتى المساء. وشهد مواسم هذا العام ضعف في الزيارة بسبب انعدام المشتقات النفطية، كما شهد تدني ملحوظ في بسطات البيع. وتتوفر للزائرين المحليين وغير اليمنيين خلال الموسم كل وسائل الإقامة والإعاشة والمواصلات بسهولة ويسر وبتكاليف قليلة. وأحيي المشاركون في الزيارة فعالياتهم ضمن إطار برنامج موحد متوارث مثلما اعتاد على إقامته آباءهم وأجدادهم منذ مئات السنين في ترتيب منسق تعمه أجواء روحانية مهيبة. وتعتبر أيام الزيارة أيام عطلة عن العمل بالنسبة للمزارعين والعمال، فالفلاحون يعتبرون أيام الزيارة ثمانية أيام، وهي أيام استراحة لهم، وهم يعدّون أنفسهم بالتمتّع بهذه الأيام حتى أنهم يقولون في أشعارهم من شدة فرحهم بالزيارة : يا فرحة القلب لا قالوا دخلْ شهر هودْ ثمانية أيام في راحه ونحنا قعودْ