خرجت حشود ضخمة في انحاء اليمن يوم الجمعة للمطالبة بالرحيل الفوري للرئيس اليمني علي عبد الله صالح بدلا من تسليمه السلطة تدريجيا كما ينص اتفاق يرعاه مجلس التعاون الخليجي سيتم توقيعه خلال يومين. لكن عشرات الالاف من الموالين لصالح خرجوا ايضا في مسيرة بالعاصمة في يوم اطلقوا عليه اسم "جمعة الشرعية الدستورية" وهم يلوحون بالاعلام اليمنية وصور الرئيس ورددوا هتاف "الشعب يريد علي عبد الله صالح". وفي شارع الستين في صنعاء غطى 100 ألف محتج من المناهضين لصالح مسافة خمسة كيلومترات في اليوم الذي اطلقوا عليه اسم "جمعة الوفاء للشهداء". وقتل نحو 142 متظاهرا في ثلاثة اشهر من الاحتجاجات في انحاء اليمن. وقال خطيب الجمعة ان اليمنيين سيواصلون ثورتهم بقوة وانهم لن يتراجعوا حتى لو قدموا مليون شهيد. واطلق المتظاهرون بالونات كتبت عليها كلمة "ارحل". وتمنح المبادرة الخليجية الرئيس 30 يوما للتنحي. ويخشى محللون ان هذه الفترة قد توفر فرصة لقوات مستاءة من الحرس القديم لاثارة مشكلات في الدولة الفقيرة التي يملك نصف سكانها السلاح والذي تتمتع القاعدة بوجود قوي في جباله. وتنشد الولاياتالمتحدة والسعودية أكبر مصدر للنفط في العالم حل الخلاف في اليمن لتجنب فوضى قد تمكن جناح تنظيم القاعدة في المنطقة من أن ينشط بحرية أكبر. وقال مسؤول محلي ان مسلحين يعتقد انهم ينتمون للقاعدة هاجموا من على دراجاتهم النارية نقطة تفتيش عسكرية خارج زنجبار في محافظة ابين الجنوبية المضطربة. وهذا هو الهجوم الثالث الذي يشنه متشددون هناك في ثلاثة أيام. واضاف ان راعي اغنام كان يمر بالمنطقة قتل واصيب طفل واثنان من الجنود. لكن الاحتجاجات لا المتشددين هي التي مثلت التحدي الاخطر لحكم صالح الممتد منذ 32 عاما. وتحدث صالح امام مؤيديه اليوم الجمعة قائلا ان جموع الشعب اليمني قالت كلمتها وهي "نعم نعم للشرعية الدستورية. لا للانقلابات. لا للفوضى لا لقتل النفس المحرمة." وربما توقف مصير المبادرة الخليجية على كيفية تعامل الرئيس اليمني مع الاحتجاجات الاخيرة مع تصاعد التوتر بمقتل 12 محتجا في صنعاء يوم الاربعاء. وانتهت المظاهرات المناوئة لصالح يوم الجمعة بجنازة للقتلى حيث مرت النعوش الخشبية بين الاف الايدي التي حملتها بينما هتف المتظاهرون "لا اله الا الله. والشهيد حبيب الله". وهتف بعض المتظاهرين المعارضين لصالح "الشعب يريد محاكمة القاتل". ودعا العديد من المحتجين الذين لا يثقون بالفعل في ائتلاف المعارضة الذي كان طرفا في الحكومة في السنوات الاخيرة الائتلاف الى الانسحاب من الاتفاق الذي طرحته المبادرة الخليجية. وقال عبد السلام محمود المحتج في صنعاء "لن يخسروا شيئا لان صالح لن يتمسك بالاتفاق. اذا لم يجد سببا للفكاك منه فسوف يشعل حربا." وحذر ائتلاف المعارضة الذي يشارك في التسوية صالح أمس من أن المزيد من العنف ضد المتظاهرين قد يؤدي لفشل خطة انتقال السلطة. وخرج عشرات الالاف من المحتجين المعارضين لصالح في مظاهرات في مدن يمنية اخرى من بينها اب والبيضاء والحديدة حيث قال ناشطون ان مسلحين بملابس مدنية أطلقوا النار وجرحوا عشرة متظاهرين قبل ان تفض قوات الامن المسيرة الاحتجاجية. وقالوا ان نحو 13 متظاهرا اخرين اعتقلوا لاسباب غير معروفة. وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش ان الرئيس اليمني يجب ألا يستخدم الحصانة من المحاكمة التي منحه اياها اتفاق تسليم السلطة كتصريح مفتوح بمهاجمة المتظاهرين سلميا. وقال جو ستورك نائب مدير قطاع الشرق الاوسط في المنظمة التي تتخذ من الولاياتالمتحدة مقرا بها "الرئيس صالح وهؤلاء الذين ينفذون اوامره يجب ان ينتبهوا.. لن يعفيكم اي اتفاق حصانة من المسؤولية عن القتل غير المشروع المنتشر." وسيعطي الاتفاق الذي توسطت فيه دول مجلس التعاون الخليجي صالح وحاشيته حصانة من المحاكمة. بعد توقيعه على الاتفاق يوم السبت في صنعاء سوف يرسل نائب رئيس حزبه الحاكم عبد الكريم الارياني الى الاحتفال الرسمي بالتوقيع في الرياض حيث تقوم المعارضة بالتوقيع على الاتفاق يوم الاحد. وعلى الرغم من انه قبل الاتفاق من حيث المبدأ فقد اثار مشكلة يوم الخميس عندما اعترض على وجود مسؤولين قطريين في احتفال التوقيع متهما الدوحة بالتورط في "مؤامرة" ضد اليمن وكل الدول العربية. وكان صالح قد اتهم قناة الجزيرة القطرية من قبل باثارة الاحتجاجات في العالم العربي. وأثارت تصريحات صالح السخرية في شوارع صنعاء. وقالت اليمنية عايدة محمد "يبحث الرئيس عن طريقة لتجنب توقيع المبادرة الخليجية لذا فانه يستخدم عذر قطر والمرة القادمة سيبحث عن عذر اخر."