رحبت الرئاسة اليمنية بالمبادرة الخليجية على أن يسبقها حوار معمق، فيما رفضتها المعارضة لأنها تضمن عدم محاكمة صالح. وكان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني قد أعلن أمس أن دول المجلس طلبت من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح تسليم السلطة لنائبه لحل الأزمة في بلاده، نقلاً عن وكالة الصحافة الفرنسية. وعقب اجتماع لوزراء خارجية الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي في الرياض، دعت هذه الدول حكومة صالح والمعارضة إلى عقد اجتماع في المملكة العربية السعودية بهدف الإعداد لانتقال سلمي للسلطة في اليمن. وأوضح الزياني معددا الخطوات المطلوبة لحل الأزمة "يعلن رئيس الجمهورية نقل صلاحياته إلى نائب رئيس الجمهورية" عبد ربه منصور هادي، و"تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة المعارضة ولها الحق في تشكيل اللجان والمجالس المختصة لتسيير الأمور سياسيا وأمنيا واقتصاديا، ووضع دستور وإجراء انتخابات". وأضاف الأمين العام للمجلس الذي تلا البيان الختامي للاجتماع الوزاري أن أي حل "سيفضي إلى الحفاظ على وحدة اليمن واستقراره وأمنه" و"يلبي طموحات الشعب اليمني في التغيير والاصلاح هو مايسعى إليه المجلس". وأكد على ضرورة أن "يتم انتقال السلطة بطريقة سلسلة وآمنة تجنب اليمن الانزلاق إلى الفوضى والعنف ضمن توافق وطني". كما يجب أن "تلتزم كافة الأطراف بإزالة عناصر التوتر سياسيا وأمنيا". كذلك دعا مجلس التعاون الخليجي إلى أن "تلتزم كافة الأطراف بوقف كافة أشكال الانتقام والمتابعة والملاحقة من خلال ضمانات وتعهدات تعطى لهذا الغرض". من جهة ثانية، لم يصدر أي موقف عن الوزراء بشأن ترشيح عبد الرحمن العطية الأمين العام السابق لمجلس التعاون الخليجي لمنصب الأمين العام للجامعة العربية خلفا لعمرو موسى. والاجتماع الوزراي عقد بشكل مغلق في قاعدة جوية في العاصمة السعودية بمشاركة الأعضاء الستة في مجلس التعاون الخليجي (السعودية، والامارات، والبحرين، وقطر، وسلطنة عمان، والكويت)، لكن في غياب وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي الذي أعلن عن مشاركته في الاجتماع في وقت سابق الأحد من جانب نظيره الكويتي الشيخ محمد الصباح السالم الصباح. ويأتي الاجتماع في حين استدعى اليمن السبت سفيره من الدوحة احتجاجا على تصريحات رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني التي دعا فيها إلى تنحي الرئيس اليمني. وكان الشيخ حمد أعلن الأربعاء أن دول الخليج التي تجري وساطة لحل الأزمة في اليمن تأمل في التوصل إلى اتفاق لتنحي صالح الذي وصل إلى سدة الحكم قبل 32 عاما. وردت الرئاسة اليمنية بأن صالح "يرحب بجهود مجلس التعاون الخليجي التي تقودها السعودية لتسوية الأزمة، وأنها ترفض تصريحات قطر التي تعتبر تدخلا غير مقبول في الشؤون اليمنية". ويشهد اليمن منذ نهاية يناير/كانون الثاني تظاهرات تطالب بتنحي الرئيس صالح أوقعت حوالى مئة قتيل. رفض شباب التغيير أعلنت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية بصنعاء رفضها المطلق للمبادرة التي أطلقها وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، مؤكدة استمرار الاعتصام في ساحة التغيير بصنعاء حتى تنحي الرئيس علي عبد الله صالح ومحاكمته. وقالت اللجنة في بيان صدر مساء الأحد إن "المبادرة بشكلها النهائي أثبتت صحة موقف الشباب المعلن سابقاً والرافض لأي مبادرة لا تنطلق من الساحات كونها لن تلبي طموحات شباب الثورة". وأشارت إلى أن المبادرة لا تمثل إرادة ومطالب الشعب اليمني وعلى رأسها تنحي الرئيس وأقاربه فورا ومحاكمتهم مع كل المتورطين في جرائم قتل أبناء الشعب، على حد قول البيان، مؤكدا "استمرار الثورة السلمية في الساحات حتى تحقيق كافة المطالب". وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي دعوا في اجتماع استثنائي عقد في الرياض الأحد الحكومة والمعارضة إلى الاجتماع في المملكة ونقل صلاحيات الرئيس علي عبد الله صالح لنائبه وتشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة المعارضة والتحضير لاجراء انتخابات عامة. وشدد بيان صدر في نهاية الاجتماع الطارئ بحضور وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي على "أن يؤدي الحل الذي سيفضي إلى اتفاق الحكومة اليمنية والمعارضة إلى الحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره". يذكر أن الرئيس صالح كان رحب بمبادرة دول مجلس التعاون الخليجي، ثم استبعدها، ثم رحب بها مرة أخرى. ويرى أحد الدبلوماسيين في صنعاء أن هذه الرسائل المتضاربة التي تصدرعن صالح تنم عن عدم رغبته في التنحي عن الحكم. هذا وستخوض البلدان العربية، التي تقوم بدور الوسيط، في تفاصيل الخطة، ثم تدعو الرئيس اليمني الى الرياض للتوقيع على الاتفاق المقترح. ويرى البعض أن مبادرة المجلس ربما ولدت كسيحة نتيجة تصريحات الرئيس صالح بعدم جدواها. لكن يبدو أن آخرين أكثر تفاؤلا بفرص نجاح المبادرة، ويعزون تعليقات صالح السلبية تجاه المبادرة إنما هي محاولات منه لكسب المزيد من الضمانات قبل أن يتنحى، خصوصا ضمان عدم ملاحقة أفراد اسرته الذين يتقلد كثير منهم مناصب مهمة في الدولة. وهو يتعرض الى ضغطهم. الديار