المقصود به هنا ليس الخروج للنزهة أو الترويح على النفس وان كان هذا الأمر حسن ولا باس فيه ولكنه ليس المطلوب , أما ما قصده هنا من خروج للحضارم للشارع هو خروج احتجاج ودفاع عن الحقوق ورفع للمظالم وهذا شيء حسن ومرغب فيه أيضا . أوجدت ما يسمى بثورات ( الربيع العربي ) وسائل للتغيير وإسقاط للأنظمة الفاسدة وأهم وسيلة من هذه الوسائل هو : الخروج للشارع والتظاهر وبالفعل نجحت هذه الاحتجاجات في الإطاحة بالعديد من الأنظمة الفاسدة , وكانت أروع صورة ومثال لهذه الحركات والتظاهرات والهبات الشعبية هي : ما شهدته بلاد ( مصر العربية ) ولا تزال تتابع فصول هذه الحركات التغيرية فيها حتى هذه اللحظة وهو ما يطلق عليه : (استكمال أهداف الثورة ) . سبق أن كتبت وقلت أن ( الوطن الحضرمي ) ليس بمنى ومعزل عن هذه ( الثورات العربية ) ولكن للحضارمة طريقتهم وأسلوبهم الخاص بهم في نضالهم الثوري النابع من عمق تاريخهم وحضارتهم وثقافتهم . نحن الحضارم بالطبع لنا قضية اسمها ( القضية الحضرمية ) وهي قضية وطن وحضارة وتاريخ وليس كما يردد البعض ويريد أن يشوه هذه الثورة ويصورها على أنها لا تعدوا أن تكون مجرد غضب وسخط حضرمي وردة فعل على نهب ثرواتنا النفطية والسمكية وغيرها فمن كان هذا اعتقاده فقد جانب الصواب , ثورتنا ( الحضرمية ) ثوره تحررية لعودة وطن سلب منا وهوية وقيم نعتز بها يريد ون طمسها وتشويها . نحن ليس هنا بصدد تقييم نجاحات وإخفاقات هذه ( الثورة الحضرمية ) ولكن نرد مزاعم كل من يريد ينتقص من شانها ويقول عنها : ليست إلا زوبعة في فنجان أو كتابة أحروف بالضرب على لوحة مفاتيح الكمبيوتر ثم نشر هذه الموضوعات على شبكة النت هذا قول قائلهم , أما نحن لا نقلل من أهمية ما يكتبه قادة الفكر والسياسة والأدب من الحضارمة من مواضيع تدافع عن الهوية الحضرمية و المطالبة بعودة الوطن المسلوبة حقوقه بل نعد ذلك خطوة على طريق الألف ميل و المعسور لا يقصد بالميسور وما لا يدرك كله فلا يترك جله و أن نضيء شمعة خير لنا من أن نلعن الظلام . لقد بلغ اليوم السيل الزبى وتجاوز الحد من الاعتداء على الأوطان إلى الاعتداء على الأموال والأعراض والأنفس والفساد في الأرض فهنا يجب أن نأخذ على يد الظالم وإذا هابت الأمة أن تقول لظالم يا ظالم فقد تودع منها , ومن عجز عن الدفاع عن دينه وعرضه وماله ووطنه فلا يستحق الحياة وبطن الأرض خيرا له من ظهرها . نعم اليوم يجب أن يخرج الحضارم إلى الشوارع عن بكرة أبيهم احتجاجا على الأوضاع المعيشية والاجتماعية والسياسية المزرية التي وصل إليها واقع و حال مجتمعنا الحضرمي والساكت على الحق ( شيطان اخرس ) . لقد أصبحت حركة الاحتجاجات الشعبية الوسيلة المعبرة والمجدية في تحقيق أهداف الشعوب والدفاع عن حقوقها ورفع المظالم عنها وكم هي المظالم التي يعيشها مجتمعنا الحضرمي فلماذا هذا السكوت يا حضارم والى متى ؟ وإذا لم نخرج للاحتجاج على مثل هذه الأوضاع و في هذا الوقت بالذات فمتى نخرج ؟ وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح والحمد لله رب العالمين .