نظم منتدى حضرموت الثقافي العلمي مساء أمس بالمكلا ندوة بعنوان "الأخطاء الطيبة " بمشاركة عدد من المختصين في القطاع الصحي بمحافظة حضرموت. وفي الندوة رحب الدكتور عبدالله باحاج رئيس المنتدى بالمشاركين من المختصين في مجال الطب في حضرموت في هذه الندوة التي ستسهم في توضيح الكثير من الأغلاط وتصحيح المسار والتعامل مع الأخطاء الطبية بتعقل ، مبينا أن مهنة الطب يحكمها مبدأ أمانة الطبيب في عمله وتطبيق ما تعلمه من علوم وأهمية تربية الوازع الديني عند الطبيب من خلال معرفته بما يفعله وفق ما تعلمه من علوم والتزام المنهج الصحيح من قبل الطبيب في التعامل مع المريض. وأكد د. باحاج على ضرورة التأكيد على الجهات المختصة في إعداد الأطباء بالحرص على الأخلاقيات وأهمية خلق علاقة ثقة بين الطبيب والمريض الحضرمي الذي ارتأى السفر إلى الخارج للعلاج بعد هوة بدأت تتسع في السنوات الأخيرة في مجال التطبيب في حضرموت . بدوره أستعرض الدكتور طريف عباس الاختصاصي في الطب الشرعي أهمية امتلاك الطبيب لأخلاقيات المهنة للتعامل مع المريض بجانب إنساني ، حيث يضع المريض كامل الثقة في الطبيب المعالج لتخفيف آلامه ويكون مصدر إلهام له لتجاوز مرحلة من الخطر والألم. فيما عدد المحامي غالب عبدالله القعيطي بعض مواد القانون اليمني الذي ينظم علاقة الطبيب بالمريض في الجانب القانوني ، وأشار إلى أن مهنة الطب مهنة سامية ونبيلة يحتاج فيها الطبيب لكثير من الثقة ،مبينا أن الأخطاء الطبية واردة كغيرها من المهن الأخرى ، وتتعرض للمساءلة والمقاضاة في حال الإهمال وتعمد الخطأ التي قد يفقد بها المريض حياته أو يتعرض لأضرار في جسده ، يحكمها في ذلك العبارة الشهيرة " لاجريمة ولاعقوبة إلابنص" ، موضحا أن الأخطاء المهنية أخطاء غير عمدية إلا إذا تصرف الفاعل برعونة وتسرع وإهمال وعدم تقدير. فيما استعرض الأستاذ صالح العطاس مهام جمعية حماية المريض وسبل تعزيز العلاقات بين مختلف شرائح المجتمع المدني. وتحدث في الندوة بعض الأطباء عن ضرورة إنشاء مجلس طبي يعنى بمتابعة مثل هذه الحالات وأرجع بعضهم أسباب عدم الثقة التي برزت مؤخرا بين الطبيب والمريض إلى التأجيج الإعلامي الذي تمارسه بعض وسائل الإعلام دون مصداقية أو تحري في الأسباب التي أدت إلى بعض الأخطاء الطبية ، مشيرين إلى أن وضع القطاع الصحي بحضرموت يحتاج لوقفة تصحيحية جادة قبل الحديث عن أخطاء الأطباء الذين يعملون في ظروف صعبة وغير صحية ، ونادى آخرون بضرورة توفير الأجهزة الطبية الحديثة التي تعين الطبيب على التشخيص في ظل وضع صحي مزري تعيشه مستشفيات المحافظة التي لاتتوفر فيها أبسط التجهيزات والإمكانات الطبية " الأشعة المقطعية" كمثال . وأوضح الأطباء الذين تداخلوا في الندوة أن القطاع الصحي منظومة متكاملة من الإمكانات المادية والبشرية ، مشيرين إلى افتقاد الطبيب إلى التأمين الصحي الذي تعمل به مختلف المؤسسات الصحية في الكثير من دول العالم ، مشددين على ضرورة عدم السماح بإصدار تراخيص لأطباء أجانب دون التحقق من مصداقية امتلاكهم لشهادات تؤهلهم للعمل في هذا المجال وخرجت الندوة بتوصية أقرت تشكيل لجنة مشكلة من الدكتور أحمد محمد باذيب والدكتور عبدالقادر بايزيد لمتابعة قرار إنشاء مجلس طبي في حضرموت.