أكد الأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني الدكتور احمد عوض بن مبارك أن وثيقة اتفاق الحل العادل للقضية الجنوبية تعتبر محل إجماع وطني وستشكل أساس الدولة المدنية الحديثة والمدخل الحقيقي والصحيح لإعادة توزيع السلطة والثروة ولملمة ما يحدث اليوم في الوطن. وقال الدكتور احمد بن مبارك في مؤتمر صحفي عقده اليوم بالمركز الاعلامي للحوار بصنعاء ان " الأطراف التي تدعي إن وثيقة حلول وضمانات القضية الجنوبية تقسم اليمن هي من طالبت بدولة اتحادية بأقاليم و كل رؤاها تتحدث عن دولة اتحادية متعددة الأقاليم". وأضاف"أن من حق أي طرف سياسي التعليق أو الرفض أو الموافقة على أي مخرجات يتوصل إليها أي فريق وهذا حق أصيل لأي طرف". لافتا الى ان بعض الأطراف المعترضة على الوثيقة، لديها ملاحظات فقط حول أمور جزئية في وثيقة الحل العادل للقضية الجنوبية، وعلينا الاستماع للملاحظات والرؤى ومناقشتها". وفيما يخص الأنباء التي تناقلتها بعض الوسائل الإعلامية حول تلقي المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر تهديدات، قال بن مبارك: "الحديث حول التهديدات مجرد فرقعات إعلامية اعتاد البعض إرسالها بين الفينة والأخرى". وقال: "بنعمر وفريقه الدولي ذهبوا للاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية الجديدة وسيعودون لاستكمال ما تبقى من قضايا والاحتفال بانتهاء المؤتمر".. مؤكدا في ذات الوقت أن "مؤتمر الحوار الوطني يدار بأياد يمنية خالصة وجهود بنعمر هي للمساندة فقط". من جهته قال رئيس فريق القضية الجنوبية بمؤتمر الحوار الوطني اللواء خالد باراس " إن وثيقة حلول وضمانات القضية الجنوبية لم تنصف الجنوبيين بشكل كامل ولم تعطهم حتى النصف مما يريدون لكنها أقل ما يمكن الخروج به من مؤتمر الحوار الوطني الشامل ". وأوضح باراس في تصريح خاص ل" 26 سبتمبرنت " "هذا هو ما يمكن لنا كمحاورين أن نصل إليه وهو أقصى ما يمكن الحصول عليه, وكان يفترض من إخواننا في شمال الوطن أن يقدروا موقف إخوانهم في الجنوب ويستمعوا إليهم لأننا نحن تحت الرحى وليس هم, بدلا من أن يأتوا بشروط ويفرضوها علينا فرضا وكأنهم هم أصحاب القضية" وأضاف " صحيح أنهم شركاء في هذه القضية وهي قضية الجميع لكنها قضيتنا نحن بالدرجة الأولى ". وأشار إلى أنه في ظل كل هذه المشاكل والوضع الذي يمر به اليمن فالوثيقة أقصى ما يمكن الحصول عليه فإن قبل بها الجنوبيون فهو أفضل, وإن لم يكن كذلك فسنسمع صوتهم وصوتهم سيكون الغالب والأمر يعود إليهم في الأول والأخير. واعتبر باراس أن ممثلي " الحراك الجنوبي " في مؤتمر الحوار هم آخر فرسان التحاور ولن يكون هناك فرسان غيرهم وقال " حاليا نحن نقوم بعملية قلب مفتوح للوحدة ونريد لها أن تتعافى فإذا لم يتم ذلك فستنتقل الأمور إلى الشارع الجنوبي وهناك سيكون الأمر أسوأ بكثير, فليكن إخواننا في شمال الوطن عونا لنا في هذه العملية لا عونا علينا " . وطالب باراس بعدم إخضاع القضايا السياسية وخاصة وثيقة حلول وضمانات القضية الجنوبية للفتاوى الدينية وقال " لا لزوم للفتاوى الدينية في مثل هذه القضايا لأنها مسائل سياسية وطنية تتعلق بكل فئات المجتمع ولكل رأيه يحدده بحرية ويقول ما يريد ويحترم رأي الآخرين, والشعب اليمني يعرف مصلحته وقد شب عن الطوق ومر بتجارب مريرة ولم تعد تؤثر فيه مثل تلك الفتاوى. وحول من يزعم أن الوثيقة ستمهد الطريق لتدخل أو هيمنة أجنبية في اليمن, تساءل باراس " أين كان هؤلاء عندما كانت صنعاء تشتعل نارا والكل في البدرومات ورحبنا ورحبت كل القوى السياسية بالمبادرة الخليجية, فهل معنى ذلك أن المبادرة مرفوضة, إن هذا لا يجوز مطلقا ".