في لحظة من لحظات الزمن ونحن على مفترق طرق شتى تتجاذبنا الأهواء على غير هدى تبحث الناس عن الرجال بمعادنهم الأصيلة وتتوقف للحظات لسبر أغوار مكنوناتهم لالشيء إلات لأنهم آثروا على انفسهم معانات وطن على رغد حياتهم التي ربما يعيشوها لو سلكوا طريق الظل… أسرة آل باشراحيل لاتذكر الا وذكر معها مجد الصحافة العدنية وهم لاشك عمدائها بإمتياز مع آل لقمان وغيره من العوائل التي سطرت تاريخها الصحافي بنور أحرفها الوضاءة وفكرها المستنير وقد جاءت لتجدده مع إنبلاج فجر جديد ظننا جميعا منه أن يطوي الليالي الحالكات من ليل الجنوب القاتم ..لكنه مع الايام وب( الأيام) الصحيفة كشفت سوءة القادم بكل عفنه وظل الفقيد الاستاذ / هشام باشراحيل يدفع من صحته اذا لم نقل حياته ثمنا في سبيل تعرية ذلك النظام الذي لايزال بشقائقه يخيم على جنوبنا الحبيب.. لقد عملت (الايام) الصحيفة بكل مهنية تحت قيادة الفقيد سبيلا منها الى فضح ممارسات النظام وكشف ألاعيبه وفضح فساده المستشري كمرض وصل حدا لايطاق نحو معاني ومفردات الاحتلال بسلوكاته الفجة والمتعرفجة والتي إزدادت بعد إنتهاء الحرب الظالمة صيف 1994م على الجنوب أرضا وإنسانا وثروة … كان للفقيد مع إخوته رفقاء الكلمة والدار إسهاماتهم الطيبة في إذكاء الروح الوطنية نحو بلورة حقيقية للقضية الجنوبية منذ بزوغها ونمو وعيها السياسي وللايام في ذلك نصيبا مفروضا من الاسهام اذا لم نقل أنها تحملت أعباءه بكل شجاعة وأستهدف الفقيد وأخوته وكل العائلة بسبب هذه المواقف الوطنية التي لاتزال الاسرة والايام الصحيفة بإغلاقها تدفع فواتير مواقفها الوطنية.. اليوم ونحن نشجع أحد رموزها الابطال المدافعين عن مهنية الكلمة وشرفها نقرأ عنوانات المرحلة القادمة وكنا بأمس الحاجة للفقيد أن يرافقنا مع وطن على مفترق طرق وودنا أن يكون بين ظهرانيننا ويرى تشكلات الجنين الآتي من رحم الايام وقد تمخض وولد على سني إكتمالاته .. لكنها الاقدار تسابقنا والمنون لا تعطينا مانريد بالمطلق .. لقد رحل هشام باشراحيل وفي ذاكرة الجميع هو قرين أيامه الخوالي والمستمرة ببزوغ فجر الايام من جديد… رحم الله عميد الايام وستظل الايام كأيامه تخلده في سفر وطن يتوق للحرية والانعتاق من رقاب محتل غاشم .. ونحن في لحظات الوداع المهيب لانملك له الا الدعاء بالمغفرة من رب العزة والجلال بأن يتقبله بقبول حسن وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان ..عزاؤنا جميعا في هذا المصاب الجلل ولآل باشراحيل جميعهم حسن العزاء ولا نقول الا كما قال الصابرون ..إنا لله وإنا إليه راجعون ..