انهارت الهدنة في اليمن بين الحوثيين وأفراد القبائل أمس، حيث اندلعت اشتباكات ضارية بين الطرفين في أرحب شمالي العاصمة صنعاء قرب المطار الدولي، وسط تبادل الاتهامات بالمسؤولية عن تجدد المواجهات العنيفة، في وقت يتجه الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى إصدار يقضي بإعادة أربعة آلاف يمني جنوبي إلى وظائفهم بعد ان أبعدوا منها إبان حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وقالت مصادر قبلية يمنية ل«البيان» امس إن «المعارك تجددت بين الحوثيين ومسلحي القبائل في أرحب (35 كيلومترا شمال صنعاء) بعد وصول تعزيزات من المقاتلين الحوثيين من محافظة الجوف حيث نصب لهم أفراد القبائل كمينا واصابوا عددا منهم كما عطبوا سيارتين». وتدور المعارك على المدخل الشمالي لصنعاء غير بعيد عن المطار الدولي. وأفادت المصادر ان مواجهات عنيفة دارت بين الجانبين في محيط جبل الشبكة وعزان الذي يتمركز فيه رجال القبائل وان الرئيس عبد ربه منصور هادي دفع بعدد من زعماء القبائل وقادة عسكريين إلى المنطقة في مهمة إحياء اتفاق وقف إطلاق النار. وذكرت أن لجنة الوساطة وصلت جبل ريام الواقع تحت سيطرة المسلحين الحوثيين لاستئناف جهود الوساطة بين الطرفين. وفي السياق، قالت مصادر يمنية أن الحوثيين نقلوا ثلاث دبابات وثلاث عربات مدرعة وعشرة أطقم عسكرية محملة بالمسلحين بالإضافة إلى مدفعي «هوزر» من مديرية سفيان في محافظة عمران إلى أرحب. وأبرمت جماعة الحوثي عدداً من الاتفاقات مع بعض قبائل وعشائر حاشد في محافظة عمران شمالي صنعاء لتأمين الطرقات بعد أيام من سيطرتهم على معقل أسرة الأحمر زعماء حاشد في حوث والخمري. وكان الحوثيون سيطروا، اثر مواجهات اوقعت حوالي 150 قتيلا، على بلدات في محافظة عمران ما ادى الى اخلاء آل الاحمر، زعماء تجمع حاشد القبلي الكبير، منازلهم والانسحاب من المنطقة. وتقول مصادر سياسية ان الحوثيين يسعون الى توسيع مناطق سيطرتهم قبل ترسيم حدود الأقاليم التي ستشكل الدولة الاتحادية الجديدة في اليمن. واعتبرت قبائل ارحب، المحسوبة على تجمع الاصلاح، وصول تعزيزات للحوثيين «خرقا لاتفاق الهدنة». ونقل عن مصادر قبلية قولها إن الحوثيين قاموا بإطلاق سراح أبناء قبائل بني صريم وخارف والعصيمات الذين أسروا أثناء المواجهات بعد توقيع هذه القبائل اتفاقاً مع الحوثي على التعاون والاحترام والتعايش وتأمين الطرق من التقطعات والاعتداءات ما يسهل تنقل الحوثيين بسهولة وحرية من معقلهم في صعدة إلى صنعاء عبر عمران. كما نص اتفاق ما سمى ب«المؤاخاة» على خروج المسلحين من غير أبناء هذه المناطق. توظيف الجنوبيين من جهة أخرى، قال مصدر في الرئاسة اليمنية ان هادي سيصدر قرارا بإعادة اربعة الف جنوبي الى وظائفهم بعد ان ابعدوا منها ابان حكم الرئيس السابق. وقال المصدر ل«البيان» إن «هادي وضمن اجراءات معالجة الوضع في الجنوب سيصدر خلال ايام قرارا بإعادة اربعة آلاف من العسكريين والمدنيين الى وظائفهم التي ابعدوا عنها ابان حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح». واضاف: «هذه هي الدفعة الثانية وستليها دفعات اخرى حيث تعمل اللجنة التي شكلت لهذا الغرض على دراسة الملفات والتظلمات التي تسلمتها من المبعدين من وظائفهم وترفع بنتائج تلك الدراسة الى الرئيس هادي ليصدر قرارات بشأنها». واردف ان «اللجنة المعنية بدراسة المبعدين الجنوبيين من وظائفهم تسلمت اكثر من مئة الف تظلم من مدنيين وعسكريين»، وأنها «ستصدر قرارات نهائية بشأن احقية المتظلمين بالعودة الى الخدمة او الحصول على التعويض العادل». واوضح المصدر ان الرئيس اليمني «وجه ايضا بإعطاء ابناء محافظة حضرموت نسبة 70 في المئة من الوظائف العمالية في الشركات النفطية، كما تم الشروع في تسليم المهام الامنية لأبناء المحافظة ضمن الاجراءات التي تتخذ للاستجابة لمطالبة تحالف القبائل». دعم أميركي عبرت أميركا عن إدانتها لموجة العنف والاشتباكات الطائفية الأخيرة في اليمن، مؤكدة دعمها كافة الجهود الرامية إلى التوصل لوقف إطلاق نار دائم في البلاد. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي خلال مؤتمر صحافي: نحن ندين بالتأكيد موجة العنف والاشتباكات الطائفية الأخيرة في اليمن. وأضافت: نحن ندعم الجهود للتفاوض حول وقف إطلاق نار دائم وندعو كل الأطراف إلى الامتناع عن إشعال التوترات الطائفية أو التحريض على العنف في هذه المرحلة الحساسة من العملية الانتقالية اليمنية. وسئلت عن الموقف من الاتفاق بين الحوثيين وقبائل حاشد، فأجابت بساكي: ندعم الجهود للتفاوض حول وقف إطلاق نار دائم، ولا بد من القيام بالمزيد بغية تحقيق هذا المر لذا نحن نشجع اليمنيين على الاستمرار في إحراز تقدم. صحيفة البيان الإماراتية عن واشنطن- يو.بي.آي