استنكرت شركة الخطوط الجوية اليمنية ما تناقلته بعض وسائل الاعلام والمواقع الالكترونية حول حدوث خلل فني في رحلتها رقم514 المغادرة إلى جده فجر اليوم على متن طائره الايرباص (310 A ) . وقال قائد الطائرة لتلك الرحلة الكابتن نضال صالح عبدالله لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) :" لم تكن خطورة الخلل الفني الذي حدث معنا بالصورة التي ذكرتها بعض وسائل الإعلام والمواقع الالكترونية حيث صاحبها بعض التهويل, الأمر الذي يدعونا إلى شرح ما حدث ببعض من التفاصيل" . وأضاف :" أثناء التحليق وعلى ارتفاع 25 ألف قدم تبين لدينا وجود خلل فني تعرض له جهاز ال " IRS " رقم 2 والمتعلق بإرسال جميع الإحداثيات من جهاز الكمبيوتر إلى الطيار المساعد" .. مشيراً إلى أن جهاز الآيرس ( IRS ) عبارة عن مجموعة ملاحية متكاملة وعددها 3 وهي المسؤولة عن جميع إحداثيات الرحلة من بيان السرعة والاتجاهات والارتفاعات. وتابع قائد الرحلة قائلا :" عند قربنا من الحدود اليمنية السعودية وعلى ارتفاع 36 ألف قدم , تطور هذا الخلل الفني إلى فقدان ال IRS رقم 3 ، فتبقى ال IRS رقم 1 وهذا لن يساعد في عملية مواصلة الرحلة إلى مطار جدة وكون مطار صنعاء كان هو الأقرب فقررنا العودة بالطائرة والهبوط بها بسلام". ولفت إلى أن فقدان اثنين من ال IRS يترتب عليه فقدان الطيار الآلي , وفقدان الأجهزة المساعدة في عمليات ثبات الطائرة في مستوى الارتفاع المطلوب، مما يؤدي إلى حدوث بعض الحركات الخفيفة (المشابهة للمطبات الهوائية الخفيفة ) والتي قد يشعر بها الراكب نتيجة الدوران الذي قمنا به للعودة إلى مطار صنعاء الأقرب للهبوط . وأكد قائد الرحلة أنه تم إصلاح الخلل كونه بسيطاً وغادرت الطائرة بكل سلاسة وسلامة في رحلاتها المعتادة وغادرت إلى القاهرة حسب برنامج الرحلات.. داعياً وسائل الإعلام إلى تحري الدقة والمصداقية في نقل الأخبار، توخياً للمهنية والأمانة الملقاة على عاتقهم، وتجنباً للاستغلال السيء للنقل الخاطئ للمعلومات والتي يترتب عليها إساءة لهذه المهنة العظيمة. وكان الزميل الإعلامي الرياضي سميح المعلمي مدير الأخبار الرياضية بقناة سبأ والمنسق الإعلامي لنادي اليرموك الرياضي قد وصف في اتصال هاتفي لموقع الرياضي نت الحادثة بالمرعبة والسيناريو الأكثر رعبا في حياته حامدا المولى عز وجل بأن كتب له ولأمه ولركاب الطائرة النجاة من الموت بعد أن كان يظنها اللحظات الأخيرة له في هذه الرحلة موجها الشكر الجزيل لكابتن الطائرة الذي كان أكثر حنكة واقتدار أمام الخلل الفني الذي أصاب الطائرة . وقد كتب على صفحته في فيسبوك عقب عودة الطائرة اضطراريا الى مطار صنعاء الدولي : بفضل الله وحفظه نجونا من كارثة كبيرة انا ووالدتي العزيزه ، برفقة أكثر من 150 راكبا ، على احدى طائرات اليمنية المتهالكة ،ونحن في اتجاهنا الى مطار جده ، للذهاب الى مكه لأداء مناسك العمرة .. فبعد نصف ساعة من إقلاعنا ونحن في الجو ، وعلى بعد آلاف من الأقدام عن سطح الأرض ، بدأت الطائرة بالصعود والهبوط بشكل مخيف ومفاجئ ، وكأننا في طائرة لحديقة ملاهي !!، اخبرونا انها مطبات جوية ، والأمر طبيعي ، ولكن الوضع ازداد سوء وأثارة للقلق ، فبدأت الطائرة تهوي بصورة مرعبة شيئا فشيئا نحو البحر ،و بعض المضيفات والركاب بدأو بالصراخ ، والاغراض تتساقط ، في مشهد مخيف ، لم اره الا في قناة ناشيونال جيوجرافيك ابوظبي .. و كان كل من في الطائرة مابين مشهد ومهلل ، وصراخ ، وموت اكثر من مره .. وبينما الوضع على ماهو عليه ، عادت الطائرة الى مطار صنعاء بصعوبة تامة ، بفضل الله ثم بمهارة كابتن الطائرة الذي اتضح من خلال انقاذه للموقف بأنه عانى معاناة كبيرة ، فأخبرنا فور الهبوط بالسلامة بأن هناك خلل فني في الطائرة ، كاد ان يتسبب بسقوطها لو استمرت بالطيران اكثر ..