توصل الجيش اليمني وقوات الحوثيين إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وقالت وكالة فرانس برس إن الاتفاق أبرم بوساطة جمال بن عمر مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن. ونقلت عن مكتب بن عمر قوله إن الاتفاق وقع بين مسؤولين حكوميين وممثلي متمردي أنصار الله "على إنهاء العنف" في محافظة عمران، شمالي اليمن. وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية سبأ إنه بدأ سريان الاتفاق منتصف اليوم بتوقيت اليمن التاسعة صباحا بتوقيت غرينتش. ويقول عبد الله غراب، مراسل بي بي سي في اليمن إن لجنة رئاسية ستشرف على تنيفذ الاتفاق. وينص الاتفاق على "وقف الحشود والتعزيزات العسكرية من الطرفين، ونشر مراقبين عسكريين غير منحازين لطرف للإشراف على وقف إطلاق النار، وانسحاب المسلحين الحوثيين من السجن المركزي وموقع (سحب) وتسليمهما للشرطة العسكرية." وحسب الاتفاق أيضا، فإنه سيعاد فتح طريق (عمران- صنعاء) على أن تتولى الشرطة العسكرية مسؤولية تأمينه. ولم يصدر تعليق فوري من الحوثيين على إعلان وزارة الدفاع وقف القتال. وكانت السفيرة البريطانية في صنعاء دعت، في تصريح لبي بي سي، الطرفين إلى وقف القتال والبدء في حوار سياسي لإنهاء التوتر مع الحوثيين في محافظة عمران. وقد قتل 120 شخصا على الاقل في اشتباكات بين القوات اليمنية ومسلحين حوثيين شمالي اليمن. وكانت القوات اليمنية تعززها الطائرات الحربية قد هاجمت مواقع للحوثيين في محافظة عمران يوم الاثنين. وأكد مصدر عسكري بوزارة الدفاع اليمنية لبي بي سي أن إجمالي قتلى الجيش في الموجهات منذ مساء الأحد وحتى صباح الثلاثاء ارتفع إلى 20 جنديا. وقال المصدر إن ما لا يقل عن 100 مسلحا من الحوثيين والقبائل المتحالفة معهم قتلوا في القصف المدفعي والغارات الجوية التي شنها الطيران الحربي لأول مرة واستهدفت مواقع تمركزهم ومخزن أسلحة ومركز قيادة ميداني تابع لهم في عدة مناطق محيطة بمدينة عمران. وذكر المصدر لمراسلنا في اليمن عبد الله غراب أن هناك خطة عسكرية شاملة لمواجهة الميليشيات الحوثية ووقف هجماتها المسلحة على مواقع الجيش شمالي البلاد حتى تسلم أسلحتها الثقيلة للدولة وفقا لقرارات مؤتمر الحوار الوطني. وأكد شهود عيان ومصادر محلية وصول مزيد من التعزيزات العسكرية التي أرسلتها وزارة الدفاع الى مناطق المواجهات للتعامل مع هجمات الحوثيين بالتزامن مع توافد مئات المسلحين الحوثيين من محافظة صعده للمشاركة في المواجهات الدائرة. "اقتحام صنعاء" وقال مسؤول في السلطة المحلية لبي بي سي إن الجيش نشر عددا من الدبابات والمدافع والمئات من أفراده في مواقع محيطة بمدينة عمران لحمايتها من أي محاولات جديدة للميليشيات الحوثية لاقتحامها. وكان وكيل محافظة عمران احمد البكري ذكر في تصريحات منشورة له أن قرابة خمسة آلاف مقاتل حوثي مزودين بتسعين مدفعا ومئات الرشاشات الثقيلة يحاصرون مدينة عمران يساندهم زعماء قبليون موالون للرئيس السابق علي عبدالله صالح. وقال بكري إن الحوثيين يخططون لاقتحام مدينة عمران والسيطرة على المواقع الجبلية الاستراتيجية المحيطة بها تمهيدا لاقتحام العاصمة صنعاء . من جانبه أكد الناطق الرسمي باسم الحوثيين محمد عبد السلام في تصريحات نشرتها قناة تلفزيونية تابعة للحوثيين مشاركة الطيران الحربي في قصف ميليشيات الحركة واعتبره بحسب وصفه "تصعيدا ومنزلقا خطرا للغاية وأمرا غير مقبول" من حركتهم. وأضاف أن تدخل الجيش " سيؤدي باليمن الى حافة الهاوية" مؤكدا أن تدخل الجيش "سيعيد البلد الى الهاوية ويعيد الأوضاع الى ما قبل مؤتمر الحوار ". وعلَق عبد السلام على توجه تعزيزات عسكرية من وزارة الدفاع باتجاه محافظة عمران قائلا :" لن نستقبل الحملة العسكرية بالورود وإنما سندافع عن أنفسنا بكل ما لدينا من قوة". ويتهم الحوثيون الجيش بإيواء مقاتلين يصفونهم بالتكفيريين في تبريرهم للهجمات التي يشنونها على مواقع الجيش منذ أسبوعين.