قديماً … قد أسأنا الى (الجَمَل) دون أن نسئ الى من يعتَليه وهو الجمّال والآن … أسأنا الى (عاداتِ وتقاليدِ الاجدادِ ) بدلاً أن نسئَ الى من طَمَسَ وجُودَها أسأنا الى (الوطن )ولم نستطع ان نسئٍَ الى من نَهَب الخيرات وكثّر المِحن أسأنا الى (المدرسة ) بدلاً أن نسئَ الى هواةِ الغشِ وروّادِ التسريب أسأنا الى (العلم ) ولم نسئ الى من حملوا راياتَ الجهلِ بكلِ مكان أسأنا الى (الاسلام ) ولم نسئ الى علماءِ السلطةِ وعبدةَ الأصنام أسأنا الى (القبيلة ) وتناسينا شيوخَ المصالحِ وتجّار الذمم ونشر الرذيلة أسأنا الى (وحدةِ الاوطان ) دون أن نسئ الى من هدّم وحدةِ بلد الايمان أسأنا الى (الانفصال ) بينما لم نسئ الى من باع الأرض بأبخس الأموال أسأنا الى (حضرموت الخير ) بدلاً أن نسئ الى صنّاع الشرِ والموت فيها . . عُذرَاً أيتها الجمادات … فنحنُ شعبٌ ثائرٌ…لا نثور الا على تلك الجماداتِ , وعَليها نستعرضُ العضلات , وتركنا المفترسَ من الحيواناتِ ,طليقةً سائبهً , في أرضنا عابثة , ولسمعتنا عائبة , حتى باغتتنا في عقر دارنا , ونهشتْ من عزتنا وكرامتنا . وبإسأتنا لتلك الجمادات نكونُ قد أسأنا الى (العدل),و ( الكرامة) ,و (الحرية) و أحسنا الى (الظلم )و ( الذلة)و (العبودية )… فرسمنا منهاجاً لحياةٍ متهمةً لسانُ حالها يردد (لا تَلُومُوني ولُومُوا أنْفُسَكُم ) .