نشاهد كثيراً وعلى قنوات تلفزيونية شهيرة أفلاماً جريئة للخيال العلمي وكيف تطورت أساليب العرض وأدواته من خلال البرامج الإلكترونية والتكنولوجية التي تحمل تقنيات إخراج عالية وعلى مستوى رفيع من الدقة والمهارة والقدرة على التمويه والمشكلة ليست في تلك التقنيات بقدر ما هي في الفكرة التي تحملها تلك الأفلام حيث نلمس الجرأة في الدخول إلى عالم الغيب وإثبات القدرة على إمكانية خلق إنسان جديد من صنع البشر يكون ربهُ إنسان مثله لا يملك لنفسه خيراً ولا يستطيع أن يدفع عنها شراً، إنسان يعلّق في أحشاء المعامل تغذيه الأنابيب يميز بين الخير والشر ويستطيع أن يكون حضارياً بما يكفي فهو في النهاية إنسان خلقته السينما الغربية ويجب أن يبدو مهاباً ورشيقاً ورياضياً وناضجاً ما يكفي فهو ابن هذه الحضارة المبهرة والزائفة والهزيلة والبالغة من الشطط حداً لا يمكن وصفه أو تخيله، كل هذا يدور على شاشات عربية لم يكن جميلاً في حقها أن تنسى أو تتناسى حجم مسؤوليتها الإعلامية حتى في أشد وأحلك فترات الزخم الثوري العربي والذي وقفت منه موقف المتفرج وهي تبث برامج المسابقات الغنائية في اللحظة التي كانت تبكي عيون الشعوب فيها دماً وتنزف قلوبهم حسرة على فلذات أكباد ينفقون كما تنفق النعاج. وإذاً فليس غريباً أن تعرض تلك القنوات أفلاماً تتعدى على القدرات السماوية لتصنع أصناماً آلهة في الأرض بعد أن انتهى زمن العبودية والاستعباد وتحطمت أصنام الشرك في عقر دارها لكن من يفهم ذلك ويستوعبه بعد أن أضحت المادة ديدن الناس والمصالح غايتهم؟! ..لقد وصل الحد في استعباد الغرب للعرب أن يملوا عليهم ثقافتهم ويأذنوا لهم بمعاملاتهم ويرسموا لهم طريق العبور إلى عالمهم اللامرئي العالم النقطي الذي أصبح فيه العرب مسيرين بالريموت كونترول حتى أصبح البعض منهم مسخاً لا يمت للإنسانية بصلة. الله يقبض ويبسط وهو وحده من يخلق وإليه يرجع الأمر كله وهذه عقيدتنا التي لا مناص عنها وهؤلاء يصورون حامية الديار العظمى بالقابضة والباسطة والقادرة على استنساخ البشر واستخلاف الكائنات الحية فتباً لهكذا عبودية وتباً لهكذا تبعية ملائكة بأجنحة وعالم آخر وردي ومخلوقات تسكن الكواكب التي لا يستطيع أن يصل إليها أحد إلا حامية الديار التي تصنع السلاح وتصدره للعرب ثم ترعى مؤتمرات السلام فقط لأن البزنس يتطلب ذلك، شياطين يتحدثون عن قوى خارقة ومواد خام معبأة في أنابيب بحجم الذرة وتكنولوجيا لا ندري أين ستسير بنا وهي في واقع الأمر عاجزة عن صد هزة أرضية بسيطة من تلك التي ينام الناس هناك ويستيقظون خوفاً منها فما حكم الإسلام في بلاد الإسلام تلك الأفلام؟! ..لقد نجح هؤلاء في تحويل الرأي المجتمعي وتغيير مسار الثقافة العربية حين وضعوا كرة السياسة وسط الملعب العربي ثم أنذرت صفارتهم الاقتصادية باللعب دون تحديد الوقت الذي تستغرقه المباراة وبدون حكام يراقبون سيرها! ..إننا نغرق في موجة عقائدية مادية جديدة أبهرت البعض وأعمت عيون آخرين وها هي تصرع شباب اليوم ثلة تتلوها ثلة وقليل يتبعه كثير فإلى متى الإستعماء وصم الآدان عن ما يحدث في أوطان الإسلام أيها المسلمون لبيت الطاعة الغربي؟!! رابط المقال على الفيس بوك