الواحد منا يعتريه الشطط وتاخذه العزة بالاثم فيتخلى عن التسامح والصفح لأخيه الانسان بحجة يراها البعض ضعف او هوان هكذا سولت له نفسه والشيطان لم يقصر لأنه يجري مجرى الدم في بني ادم فيوسوس ويغوي الكثير وقع في المحذور واصابة شي من الغرور والكبر فلم يبادر البته بمسامحة أخيه ان وجد منه أي تقصير بل دائما مانرى في حالة وجهات النظر اختلاف القلوب وخلق اجواء من التباغض وشن حرب ضروس على كل من خالفه الرأي او قد يأتي الاختلاف نتيجة حسد فالحاسد دائما يتمنى زوال النعمة من اخيه وكم رأينا رأي العين من اناس اشتاطوا غضبا وحنقا دون سبب يذكر بل لأن البعض رأى في اخيه النعمة او حسده لأنه شعر بتطور اخيه او ترقيته في عمل ما فحز في نفسه وكأنه معترض على قسمة الله ولاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم بل لم يكتفي بهذا / واذا خاصم فجر / فراح يترصد كل الاخطاء وفي كل مجلس او مقهى لايخلو من الغيبة والحسد وتثبيط همم الاخرين بالرغم ان الكلاب تنبح والقافلة تسير يقول الدكتور عبد الرحمن الانصاري/ ان البداية الحقيقية في تصوري لتعزيز قيم التسامح وقبول الاخر تبدأ من البيت والأسرة الصغيرة في تسامح الابوين مع بعضهما وفي تسامح الاولاد مع بعضهم ومع الجيران والاصدقاء وكذلك تسامحهم مع الخدم في البيت وتمتد تلك الثقافة الى المؤسسات التعليمية فيكون المعلم نموذجا متسامحا هاديا لطلابه وزملائه/لابد ان نعمل جميعا على غرس شجرة التسامح في التربة المجتمعية ونتعهدها بعوامل النماء عبر التربية المتسامحة والتعليم المنفتح على الثقافات الانسانية والتثقيف المعزز لكرامة الانسان وحقوقه ليسمو فوق الانتماءات للطائفة والمذهب حتى تصبح ثقافة التسامح قناعة ثابتة تجسدها سلوكيات افراد المجتمع هي من اول شروطها اشاعة قيمة التسامح في المجتمع وتفاعل المنابر المختلفة في احداث التغيير المجتمعي ولامعنى للحديث عن التسامح اذا كانت التركيبة المجتمعية السياسية والاقتصادية والفكرية غير متسامحة يسودها التعصب والانغلاق والتكفير والتخوين والاقصاء ولاقيمة للتسامح في مجتمع تعاني فيه قطاعات عدة هضما في حقوقها وتعيش ممارسات تميزية ظالمة فالسؤال الذي يطرح مفاده هل التسامح ضرورة لعودة التوازن النفسي لمجتمعاتنا ومااحوجنا اليوم الى التسامح ونحن نعيش ايام الشهر الفضيل ونفحاته الربانية مطلوب ان يصفح بعضنا البعض ونبتعد بقدر الامكان عن الغدر والخيانة والنكاية بالاخرين لان البرسلف كما يقال فهل نكون صادقين مع انفسنا ومع الله ومهما عملنا لم ننجح طالما قلوبنا فيها مافيها لان الله يقول /ان الله لايصلح عمل المفسدين/ ورمضان كريم نجعله بداية التسامح مع الاخرين..