في الحقيقة الحوثيون يريدون ابتلاع اليمن كله, شماله وجنوبه, والمحصلة في الأخير هي الهيمنة الايرانية على اليمن كله.. ما المشكلة في خيار الستة أقاليم؟ وما المصلحة في خيار الإقليمين؟ في الحقيقة, المشكلة تتلخص وببساطة في قضية السيطرة, أي الخيارين سيضمن لهم ذلك. ستة أقاليم تعني صعوبة السيطرة عليها والتحكم فيها.. وبالأخص الجنوب الذي يرفض التواجد الحوثي المباشر, وفي نفس الأمر يرفض الوحدة الحالية, لذلك خيار الستة الأقاليم لن يسمح للحوثين بالسيطرة على الجنوب لا بالقوة ولا بالديمقراطية , لأنه سيكون الجنوب اقليمين, أي سلطتين, وبالتالي ستتحرك القوى الإقليمية والدولية على تحريك القوى في هذين الإقليمين , وخاصة وأن القوانين والتشريعات الاتحادية ستساعد على ذلك, في ظل التمزق الاجتماعي والسياسي الحالي, إذا كانت الدولة المركزية لم تستطع السيطرة على البلاد كلها, فكيف اذا كانت دولة اتحادية, وبشكل اوضح سيكون للسعودية دورا كبيرا في تحريك الاوضاع في اقليم حضرموت , وكذلك سيكون للقوى الأخرى الدولية دورا كبيرا وتقاربا مع الاقليم الجنوبي الآخر , بالأخص عدن , ومن ابرز البارزين لذلك بريطانيا , وهذا كله ليس لصالحة ايران, والهيمنة الايرانية الذي الحوثي ما هو إلا مجرد أداة لذلك, و ما المصلحة في خيار الاقليمين ؟ فقد يقول قائل ما الفرق؟ قد يتكرر ذلك الأمر الذي ذكرنا مع خيار الاقليمين, لكن في الحقيقة الأمر, وفي خيار الاقليمين سيختلف الأمر بالنسبة للحوثين وايران, فبمجرد السيطرة على السلطة في هذا الإقليم بطريقة وأخرى, يعني السيطرة على الجنوب كله, وهذا بدوره سيوفر للحوثين جهد الانتشار في الجنوب, الذي لن يتمكنوا من السيطرة عليه و تغطية مساحته الجغرافية الشاسعة, وفي ظل انتشار مجاميع القاعدة فيه, و في ظل غياب الحاضنة الاجتماعية لهم بعكس الشمال, و على هذا الأساس تتحرك ايران في استمالة بعض القيادات الجنوبية بالقبول بالانخراط في ترتيبات المشروع الايراني, لقيادة مقاليد الحكم في الاقليم الجنوبي, حتى ولو اعطي صلاحيات كاملة, الا أنه سيظل يدور في فلك التحكم الحوثي و الايران, وبهذا ضمن لهم الشمال والجنوب. اما بالنسبة للشمال فالأمور تختلف. فخيار الاقليمين يعني تحكمهم في الشمال كله ولهذا لن يرضوا بخيار الستة الاقاليم الذي سيحصرهم في اقليم داخلي ليس له منفذ بحري ولا موارد, و التوقيع على خيار السته اقاليم يعني بمثابة التوقيع على الانسحاب من صنعاء وباقي المحافظات التي سيطروا عليها, وهذا الذي لن يقبله الحوثيون. لذلك هم سيتحركون بكل ما اوتوا من قوه على افشال هذا الاتفاق تحت دريعة وثيقة السلم والشراكة, و هذا سوف يؤدي إلى اطالة الأزمة, حتى يحصلوا على الوقت الكافي للسيطرة على بعض المحافظات التي لازالت خارج السيطرة. واستمالة قوى أخرى في الجنوب, وهم الأن يتحركون في حضرموت وبعض المحافظات الجنوبين عن طريق رموز محسوبة على الرئيس السابق في شراء بعض الوجاهات وابرام بعض التحالفات, طبعا والمال والدعم الايراني حاضر في المشهد. د/ سالم أحمد باوادي 5/1/2015 م أعلى النموذج