رأس الشيخ سلطان البركاني الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام اليوم بمركز بلفقيه الثقافي بمدينة المكلا اللقاء التشاوري لقيادات المؤتمر الشعبي العام في محافظتي حضرموت (الساحل والوادي والصحراء وأرخبيل سقطرى) والمهرة وجامعة حضرموت للعلوم والتنكولوجيا بحضور عضوي اللجنة العامة للمؤتمر محمد حسين العيدورس ومحمد علي خودم وعدد من أعضاء الأمانة العامة وأعضاء مجلسي النواب والشورى .. وفي اللقاء القي الشيخ البركاني الكلمة التوجيهية للأخ عبدربه منصور هادي -رئيس الجمهورية النائب الأول لرئيس المؤتمر.. الأمين العام، الموجهة للقاءات التشاورية لفروع المؤتمر في مختلف محافظات الجمهورية حيا فيها أعضاء المؤتمر الشعبي العام المشاركين في الفعالية التنظيمية التشاورية التي تنعقد في ظل ظروف استثنائية يخوض الوطن غمارها في إطار عملية الانتقال المنشود نحو الاستقرار وبناء اليمن الجديد الذي يتطلع إليه كافة أبناء شعبنا على امتداد الوطن كله . وقال : أنكم بهذه الخطوة الإيجابية تؤكدون على تلك الروح الدءوبة والمسئولة التي أتسم بها المؤتمر الشعبي العام كتنظيم وطني وشعبي جسد الوسطية والاعتدال واستلهام التطلعات الوطنية وحمل مع غيره من القوى والفعاليات الوطنية مشعل الحرية والديمقراطية والبناء والتغيير الإيجابي نحو الأفضل وعليكم الشعور بالاعتزاز والفخر بدور تنظيمكم ومكانته وتاريخه وبما حققه من أجل الوطن وفي المقدمة منجز الوحدة العظيم الذي ينبغي الحفاظ عليه في إطار رؤية شاملة ومتجددة ينتجها الحوار الوطني وبما يرسخ اللحمة الوطنية ويحقق لكل أبناء الوطن في شرقه وغربه وشماله وجنوبه تطلعاتهم وغاياتهم المرجوة في الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار. وأضاف : لهذا فإن من المؤمل منكم – أيها الإخوة والأخوات – أن تقفوا في هذا اللقاء التشاوري كقيادات مجربة أمام كافة القضايا والتطورات بوعي عميق وإدراك لحقائق الواقع ومتطلباته وحرص واجب ومسئول مستلهمين كافة الظروف والتحديات والتحولات التي يشدها الوطن على أكثر من صعيد.. وما الذي ينبغي أن ينهض به المؤتمر منفرداً أو بالشراكة مع الآخرين من أجل تجاوز أي عثرات واستلهام المستقبل المنشود للوطن. وأكد الرئيس هادي إلى أن التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والتي كان لقيادة المؤتمر شرف اقتراح بنودها والعمل مع الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي والأصدقاء في العالم الحريصين على أمن اليمن واستقراره ووحدته، قد مثلت الإنقاذ الحقيقي للوطن وخطوة إيجابية وحكيمة وضعت اليمن في المسار الصحيح نحو التسوية السلمية مشيراً بانه سيتم مواصلة المشوار الوطني من أجل يمن جديد، ديمقراطي وموحد، معتمدين على الله ثم على الشعب اليمني العظيم الذي ساند عملية التغيير، ووقف يدعم خطواتنا لتحقيق الاستقرار والحفاظ على الدولة الموحدة. ونوه الرئيس هادي بأننا حققنا المزيد من النجاحات على طريق تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وجعلنا عملية التغيير مساراً لا رجعة فيه، وحافظنا على وحدة الموقف الوطني، حينما كان الآخرون يذهبون إلى طريق آخر، واستطعنا الحصول على دعم المجتمع الدولي، والأشقاء وعلى وجه الخصوص الأشقاء في المملكة العربية السعودية، الذين آزرونا في الشهور الماضية وساندوا بدعم مطلق كل خطواتنا. وقال : وها نحن الآن، وبعد الانتخابات الرئاسية، التي وطدت دعائم الشرعية الدستورية، وحالة الوفاق الوطني ومثلت في نهاية المطاف نقطة تحول مضيئة بين مرحلتين، نمضي بثبات نحو تنفيذ ما تبقى من مهام المرحلة المنصوص عليها في المبادرة الخليجية، ونجري تحضيرات بهمة عالية وثقة مطلقة لمؤتمر الحوار الوطني الذي نعول عليه كثيراً في إحداث التوازن، وتحقيق الوفاق الوطني الدائم، وبناء الدولة المدنية الحديثة و اللامركزية مؤكداً بأننا على مرمى حجر من تحقيق كل الأهداف التي نصبوا إليها والتي يتطلع إليها أبناء اليمن، كل أبناء اليمن، وطن موحد، وآمن وديمقراطي ومستقر، برغم الصعوبات التي تبرز أمامنا هنا وهناك، وفي ظل عدم إدراك البعض مننا لعظمة ما يحدث من تحول كبير في مسار التقدم في بلادنا، أو سلبية البعض الآخر. وتطرق الرئيس هادي إلى مؤتمر الحوار الوطني الذي سيعقد بعد أيام لافتاً بأنه المحطة الأكثر أهمية في مسار التسوية السياسية وعملية الانتقال والتغيير , موضحاً بأن هذا المؤتمر سيقف أمام جملة من الموضوعات الهامة التي سيمثل الاتفاق الوطني حولها رافعة للتحول والبناء. ومن المؤكد أن القضية الجنوبية ستكون الأكثر أهمية والأولى بالاهتمام من قبل المؤتمر. سنبذل قصارى جهودنا لجعل مطالب أهلنا في الجنوب أمراً قابلاً للتحقق، سنعيد للعدالة وجهها الحقيقي، وسنحقق المساواة لأهلنا هناك ولكافة أبناء اليمن شماله وجنوبه وشرقه وغربه. سنبحث بموضوعية في أسباب الأزمة وعوامل ظهورها وسنشجع المناقشات والنتائج الإيجابية التي سيتمخض عنها مؤتمر الحوار الوطني لمعالجتها، إننا هنا لن نحجر على رأي، ولن نمنع طرفاً من الحضور، وليس لدينا سقوف، أو خطوط حمراء مرجعيتنا فقط هو الحفاظ على يمن موحد ومستقر وآمن، وهي مهمة قد التزمنا بتحقيقها أما الشعب اليمن،ويساندنا في طريق الوصول إليها موقف دولي وإقليمي داعم ومؤيد بقوة. وأشار الرئيس هادي بإن مهمتنا الإستراتيجية والمركزية في نهاية المرحلة هو وضع اليمن على مسار جديد مختلف يحقق الرضا للجميع، وإننا لملتزمون بتحقيق هذه الأهداف وسنناضل بعزيمة لا تلين، وبصبر دؤوب من أجل تحقيقها. منوهاً بأن أزمة الجنوب، وبعض مناطق اليمن الأخرى تعود في جانب منها إلى حرمانها من حقها في الحصول على نصيب عادل من الثروة والسلطة، وقد التزمنا بأن نعيد لهذه المقولات قيمتها ومعناها الحقيقيين.. وقال : إننا نتوقع أن يضع مؤتمر الحوار الوطني الأساس الدستوري والقانوني للدولة المستقبلية شكلاً ومضموناً ومحتوى ويعيد صياغة شكل ومضمون الدولة التي نحلم بها، دولة القانون والمواطنة المتساوية والحكم الرشيد. وفيما يتعلق بالبحث عن حل عادل لقضية صعدة أوضح الرئيس هادي فإننا سنشجع المزيد والمزيد من الحوار حول الوضع هناك، والمآلات التي ذهبت إليها هذه القضية التي أرقت المجتمع اليمني طوال السنوات الماضية، إننا نؤكد لأهلنا هناك بأننا نقف إلى جانب مطالبهم العادلة وحقهم في رفض أي شكل من أشكال الظلم أياً كان مصدره، إننا هنا نجدد تأكيدنا أن وحدة اليمن وأمنه واستقرار هي أولوية في برنامجنا السياسي والوطني، إن المخرج لأزمتنا المتكررة في اليمن هو الاتفاق على مضامين الدولة المدنية الحديثة واللامركزية والتي لا تتفق مع أي شكل من أشكال العنف السياسية أو الاجتماعي ، تحت أية ذريعة كانت مذهبية أو مناطقية. داعياً كل القوى الوطنية والحريصة على استقرار ووحدة اليمن للتعاون والتضامن، والعمل المشترك، لتجاوز العقبات .و سنشجع الجميع على خوض مناقشات واسعة حتى نصل إلى اتفاق وتوافق حول قضايا الخلاف التي سببت الأزمة وأنتجت مخرجاتها. وتطرقت كلمة الرئيس هادي إلى النظرة للمستقبل وتحقيق مشاركة واسعة وعادلة للمرة والشباب وإعادة توحيد الجيش والأمن والجهود الوطنية المخلصة لاحتواء الأزمة منوهاً بإن تحقيق الرخاء والاستقرار في اليمن قد غدا أمراً ممكناً ومتاحاً بفضل الالتفاف الوطني الواسع الداعم للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية مؤكداً على المضي في تنفيذ البرنامج الاقتصادي بالتزامن مع برنامجنا السياسي والأمني، فغايتنا سامية، وهدفنا عظيم، ونحن واثقون من تحقيقه. وتمنى الرئيس هادي في ختام كلمة للقاء قياجات المؤتمر في محافظتي حضرموت والمهرة وجامعة حضرموت النجاح وللمؤتمر الشعبي العام المزيد من السداد والرشد والتوفيق في أداء مهامه الوطنية وتجسيداً لدوره التاريخي في الدفاع عن المصالح العليا للوطن. وكان الشيخ سلطان البركاني قد افتتح اللقاء بكلمة نقل فيها تحيات الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام للقيادات المؤتمرية المشاركة في هذا اللقاء التشاوري وتمنياته لهم بالتوفيق والنجاح.. وقال البركاني بأن الرئيس قال لي بالحرف الواحد أنني كلما شعرت بغدر الغادرين وخيانة الخائنين تذكرت أولئك الأوفياء الصادقين أنتم الأوفياء في هذه القاعة فلكم تحية قيادة المؤتمر بمختلف تكويناته . وفي الجلسة الافتتاحية للقاء التشاوري القى محافظ حضرموت رئيس الهيئة التنفيذية للمؤتمر خالد سعيد الديني كلمة رحب فيها بالضيوف والحاضرين جميعاً المشاركين في اللقاء الذي يأتي في إطار اجتماعات المؤتمر الشعبي العام وإسهاماته في معالجة الكثير من القضايا والإشكاليات والمشكلات العالقة .. وقال : إننا نقف اليوم لنجتمع على جملة من القضايا ومن أبرزها القضية الجنوبية تلك القضية التي كانت من بين أبرز المبررات لنشوء الأزمة السياسية التي شهدها الوطن منذ مطلع عام 2011م وحتى نهايته والتي كانت تؤدي بالوطن إلى حافة حرب أهلية كارثية مدمرة من الصعوبة بمكان التقدير بنتائجها لولا موقف الخيرين من أبناء هذا الوطن بمختلف ميولهم وانتماءاتهم السياسية والتنظيمية والفكرية إلى جانب الموقف الأخوي لدول مجلس التعاون الخليجي وكذلك موقف الأصدقاء التي لعبت دوراً رئيساً ومحورياً في تجاوز وطننا وشعبنا هذه المحنة . ونوه المحافظ الديني بأننا نقف اليوم أمام تحديات كبيرة ومشكلات ومعوقات جمة وأمر معالجتها مرهون بمدى إخلاصنا وتفاعلنا وتفهمنا وإدارتنا العقلانية لحوار يمني شامل ينضوي تحت لوائه الجميع دون استثناء وبأن نعمل بروح الفريق الواحد لإزالة أية عراقيل أو عوائق يمكن أن تحول دون تحقيق ما نريده لحل مشكلاتنا وتجاوز أثارها ومسبباتها وتداعياتها السلبية والتي أفرزتها ظروف الأزمة السياسية التي أثرت بشكل مباشر على مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية معبراً عن أمله في أن تحظى كافة القضايا المطروحة في هذا اللقاء بالنقاشات والحوارات الجادة والمسؤولة ووضع المعالجات والاقتراحات التي يمكن أن تجمع عليها كافة الفعاليات الوطنية والسياسية ونرتضي بها جميعاً كخيار أفضل يساعدنا على وضع حد لكافة مشكلاتنا وصعوباتنا ويحدد مستقبلنا المنشود الذي نطمح إليه والميل نحو قراءة ثاقبة لواقع حالنا ومعالجة اختلالاته وان نرسم اهدافه ونسلك السبل والطرق التي يمكن أن تقودنا إلى تحقيقها ودون أية معوقات أو عراقيل كما أننا لعل ثقة بأن الجميع سيكونوا على قدر كبير من المسؤولية في توحيد صفهم وكلمتهم وسيحافظون على كل ما من شأنه أن نعيش في وطن آمن ومستقر . كما القيت في الجلسة الافتتاحية كلمة فروع المؤتمر الشعبي العام المشاركة في اللقاء القاها الأستاذ عوض عبدالله حاتم رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام أشار فيها بأن هذا اللقاء التشاوري الموسع ينعقد في ظرف حساسة وظروف بالغة التعقيد تمر بها بلادنا والتي تتطلب المزيد من الحوار والتشاور وتبادل الرأي وملامسة القضايا الحيوية بكل وضوح والمشاركة الايجابية في مؤتمر الحوار الوطني الشامل . ونوه حاتم إلى شعبنا قد عاني الكثير من المشكلات والمصاعب وأثرت عليه الأزمة التي مر بها الوطن بشكل مباشر في حياته المعيشية والأمنية داعياً الجميع إلى تحمل المسؤوليات الوطنية والالتزام بالحوار كخيار أنسب للتحقيق التغيير المنشود بعيداً عن العنف والخراب ومن أجل الخروج بصورة آمنة من هذه الأزمة . وتحدث في اللقاء العديد من القيادات والكوادر المؤتمرية بمداخلات ونقاشات حيوية محددين تصوراتهم ورؤاهم حول جملة من القضايا الوطنية والمتعلقة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وبمؤتمر الحوار الوطني القادم.