بالتأكيد هناك من يتمنى السعادة لهذا الشعب الغلبان وقليلون من يردد قول التّمني وأقلّ منهم من يعمل ، فماذا يقول الحالمون وماذا يقول القليلون وماذا يفعل الأقل؟ ما نشهده صباح مساء هو فعل القادرين بفعل قوة النفوذ والسلاح ومملكة الإعلام ، ذلك الفعل الذي تشقى به البلاد والعباد ، والذين يشقون من أجل تحقيق السعادة لأهل الأرض لا فعل لهم … نعم لهم صوت ينبعث من قاع بئر ، فهل لا زال السيف يغلب آية القلم؟. سؤال موجه إلى متنبىْ الزمان . أقول نعم والأجر على الله ومع شديد الأسف وكيف أقول بغير ذلك والمتعاونين على الإثم والعدوان أكثر التزاما لتعاونهم وأكثر انضباط وأشد ضراوة بينما الحالمون ، المسرفون في القول يحيون في نكد في حال من التسكع والضّياع ويموتون في كمد . وإذا هم تعاونوا على الإثم والعدوان فلماذا لا نتعاون على البرّ؟ إن من الفعل ( اللحمة و الاتحاد ) والآثمون اتحدوا فلماذا لا يتحد الأشقياء سواء على مستوى القاعدة أو القمة ويزيلون آثار جرائم الآثمين المتعاونين على جرائم الظلم و القهر و الاستبداد؟ ( فليكن هذا الوطن مكاناً لسعادتنا أجمعين نبنيه بالحرية و الفكر و المصنع ) و لن تتحقق أية سعادة بدون حرية وفكر ولن تعطى حرية ومجال للفكر و الدولة الحديثة، دولة المؤسسات غائبة وليس دولة الأفراد من ذوي النفس العسكري وشتان بين دماء وجزمة غليظة. من أين جهة تأتي يواجهك عنوان واحد و من أي زاوية تتحرك يواجه نفس العنوان: توحيد الصف تحت قيادة موحدة أفكار موحدة و بالطبع مرجعية واحدة تجاه تحقيق السعادة ونقبل الاختلاف في التطبيق،أما وأن نختلف حول مكان السعادة وهو الوطن بما يعنيه من أمن واستقرار ومعيشة وعدالة فذلك أمر معيب يدل على قصور في الفهم إن لم تكن خدمات لشياطين الاستعمار في الخارج و شياطين القهر في الداخل …. وحتى لا يغلب الإنشاء على موضوع المقالنطالب بالآتي: مغادرة ذوي النفوذ في زمان العهر السياسي مغادرة دون رجعة على افتراض أنهم يودون تحقيق السعادة لأهل هذه البلاد كما يقولون في شعاراتهم وخطبهم و إن أرادوا العمل فعليهم العمل كمستشارين لدى شباب التغيير القادرين على تغيير وجه القضية وتأسيس كيان مؤسسي لا مكان فيه لدايناصورات السياسية البالية. كذلك نطالب الذين يسعون لإرضاء الاستعمار الخارجي على حساب القهر في الداخل أن يرفعوا أياديهم عن حكم هذه البلاد و اليوم قبل الغد كما نطالب الأحزاب التي لديها أمل بتصحيح واصلاح عبر أطر ديمقراطية بأن لا ينجروا خلف السراب إن هم صادقون وإن كان مطلبهم تموضع فنطلب منهم بأن لايتلاعبون بمصير أهل هذه البلاد الحالمون بالسعادة. دعونا نأمل دعونا نفكر دعونا نعمل أي كلام نقول والأرض يابسة لعقود الأسواق جافة البطون خاوية الخوف يخيم على الأجواء؟ لا نريد تغيير مسئول بمسئول آخر … نريد فهم للمسؤولية …؟ نريد الصدق والأمانة والإخلاص، نريد الوطنية ، فأي كلام نقول وأي أفعال ننتظر؟