تولي الشعوب الناهضة للتعليم بشكل عام وللتعليم الفني والتقني والمهني بشكل خاص اهتماما كبيرا وتضعه في سدة اهتمامها وبذلك ترصد له الميزانيات الكبيرة من اجل انشاء المعاهد الفنية والكليات التقنية والورش وتزويدها بالمعدات والاجهزة والمواد الخام الحديثة . وتشير كثير من التقارير انه لا يمكن ان تقوم اية نهضة عمرانية او صناعية مالم تتوفر الايادي العاملة الماهرة المتخصصة والمدربة بكفاءة عالية وان تعمل المعاهد على تلبية حاجة السوق المحلية أو المجاورة من الاطر المدربة والكفؤة . ان اية قيادة في الدولة ان كانت صادقة في خططها فإنها تولي للإعداد والتدريب جل اهتمامها فلا نهضة حقيقية بدون تخطيط استراتيجي واعي . ان هذا التخطيط ان لم يكن متكاملا من كافة نواحيه فانه العبث بعينه ذلك ان التوازن في اية تنمية بشرية لا يأخذ في الحسبان متطلباته بشكل مدروس ويعتمد على دراسة للواقع ومتطلبات المستقبل وامكانات الدولة ومواردها فانه يحرث في الماء . لقد انشأت الدولة عددا من المعاهد المهنية والتقنية في البلاد ولكنها لم تعط العناية بها او بخريجيها واصبح العاملون فيها لا ينظر اليهم بشيء من الاهتمام . لقد اصبحت هذه المعاهد عرضة للانتقاد وظهرت العشوائية المقيتة في اروقتها فالتعيينات لا تستند في الغالب على الاسس الموضوعية مما نتجت عنه مواقف رافضة فساد الامتعاض والسخط على ما يدور فيها اذ انه لابد ان يأخذ بالاعتبار الاسس المهنية فيوضع الرجل المناسب في المكان المناسب وان يكون هذا النوع من التعليم بعيدا عما نراه اليوم من واقع لا يسر . ان من الاهداف المتوخاة من هذا النوع من التعليم ومن اجل تحقيقها ا ن يتبناه ويقوده افراد مشهود لها بالكفاءة والنزاهة والايمان العميق بأهميته اضف الى ذلك ان تكون مخرجاته تتسم بالقدرة على تحقيق متطلبات السوق المحلية والاقليمية وان يسهم من خلال التخطيط السليم ,الى خلق فرص حقيقية للشباب وتقليص البطالة بينهم وفوق هذا وذاك ان يسهم هذا التعليم في ترسيخ ثقافة حب العمل والانتاج والابداع .. وان يؤمن المواطنون ان هذا النوع من التأهيل هو امتلاك صنعة لبوس تقي صاحبها الفقر والعوز . ان عالم اليوم يتنافس على استقطاب الفنيين المهرة .. وذوي الكفاءة العالية فنظرة لدول أسيا يعطينا فكرة كيف ان الايدي العاملة الماهرة قد سيطرت على دول الخليج ورفدت موازنات بلدانها بالعملة الصعبة ورفع هؤلاء الفنيين من مستويات معيشتهم واصبحوا ارفع مستويات من حملة الشهادات الجامعية في كثير من التخصصات. اننا بحاجة في حضرموت الى هيئه او مؤسسة رسمية او اهلية لتأخذ هذا الامر بعناية كبرى فلربما هناك مثل هذه الاطر لكنها اسماء بلا افعال .