شاهد: صورة تجمع سالم الدوسري بأولاده.. وزوجته تكشف عن أسمائهم    شاب يمني ينتحر شنقاً في صنعاء الخاضعة للحوثيين (صورة)    هل دقت ساعة سقوط الحوثيين؟...قبائل الجوف تكسر حصار الحوثيين    من طهران إلى صنعاء: رحلة الأسلحة الإيرانية التي تغذي الصراع في اليمن    عبدالملك الحوثي يغدر بأقرب المقربين من صالح الصماد .. و "مصادر موثوقة" تكشف ما حدث لزوجته وأطفاله!    "لا حق لكم بإقحام الجنوب في توجهاتكم الشاذة!"...قيادي بالحراك يهاجم "الانتقالي" ويصف قياداته بالمطبعين    مكافأة 10 آلاف دولار لمن يدلي بمعلومات عن طفل يمني اختفى    القاضي قطران ينتزع حقاً من الحوثيين لأول مرة في صنعاء... ماذا فعل؟    شاهد: فضيحة فيسبوك تهزّ منزل يمني: زوجة تكتشف زواج زوجها سراً عبر المنصة!    أولويات الكبار وميادين الصدق    قيادات بإصلاح المحويت: استمرار اختطاف قحطان يكشف الطبيعة العدوانية للحوثيين    مارب.. افتتاح مدرسة طاووس بن كيسان بدعم كويتي    دعم سعودي جديد لليمن ب9.5 مليون دولار    دراسة حديثة تدق ناقوس الخطر وتحذر من اخطر كارثة تتهدد اليمن !    برشلونة يختتم موسمه بالفوز امام اشبيلية    - 45أعلاميا وصحفيا يعقدون شراكة مع مصلحة الجمارك ليكشفون للشعب الحقيقة ؟كأول مبادرة تنفرد بها من بين المؤسسات الحكومية منذ2015 فماذا قال مرغم ورئيس التحرير؟ اقرا التفاصيل ؟    الاشتراكي اليمني يرحب بتوقيع قبائل الصبيحة ميثاق شرف لإنهاء الثأرات مميز    منظمة إيرانية منفية تكشف اساليب ووسائل إيران في نقل الأسلحة للحوثيين مميز    فتاة تكشف عن فضيحة كبرى تهز اليمن    قيادة «كاك بنك» تعزي في وفاة والدة وزير العدل القاضي بدر العارضة    وزير الصحة يلتقي مع المشرف العام لمركز الملك سلمان للأعمال الإغاثية والإنسانية    إب.. قيادي حوثي يسطو على مصلى للعيد بقوة السلاح    الإصلاح توأم الوحدة وحارس الجمهورية وصوت الجماهير    الأهلي المصري يتوج بطلًا لأبطال إفريقيا للمرة ال12 على حساب الترجي التونسي    الجامعة العربية تشدد على ضرورة تكاتف الجهود للنهوض بالشراكة العربية - الإفريقية نحو آفاق أوسع    تعز.. العثور على جثمان طفلة جرفتها سيول الأمطار بالمدينة    بينهم يمني.. شاهد: الأمن العام يُحكم قبضته على المُجرمين: لا مكان للجريمة في السعودية!    البنك المركزي يعلن عن مزاد إصدار سندات حكومية طويلة وقصيرة الأجل    الحكومة اليمنية ترحب بقرار "العدل الدولية" وقف الهجوم العسكري على رفح مميز    الصليب الأحمر يرحب بالإفراج عن 113 محتجزاً بصنعاء مميز    الثاني خلال أسبوع.. وفاة مواطن نتيجة خطأ طبي خلال عملية جراحية في أحد مستشفيات إب    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    الذهب يتجه صوب أكبر خسارة أسبوعية في أكثر من خمسة أشهر    عالم يمني يبهر العالم و يكشف عن أول نظام لزراعة الرأس - فيديو    "القسام" تعلن عن أسر جنود للاحتلال في كمين داخل نفق في جباليا    حصاد كهنة الآل لثمانية أشهر... بين استغلال المشاعر، واستثمار العاطفة!    السعودية: حالات اشتباه تسمم غذائي في حفر الباطن وإجراء عاجل من أمانة المنطقة    لعبة المصارفة التي تمارسها الشرعية تحصل على الدولار بسعر 250 ريال يمني    ماذا يحصل على مذبحة سعر صرف؟!    الونسو ينهي موسمه بخسارة وحيدة في جميع البطولات    باريس سان جيرمان يتوج بكأس فرنسا بعد تفوقه على ليون في النهائي    العميد طارق صالح يعلق على فوز العين الإماراتي بدوري أبطال آسيا والأهلي المصري بدوري أبطال إفريقيا    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    اللواء العرادة يعلن عن إنشاء مدينة طبية وبناء كلية طب ومستشفى جامعي بمأرب    برشلونة يعلن إقالة تشافي رسمياً    34 تحفة من آثار اليمن مهددة للبيع في مزاد بلندن    شاهد: مراسم تتويج الهلال بلقب الدوري السعودي    مليشيات الحوثي تصدر بيانا بشأن منعها نقل الحجاج جوا من مطار صنعاء إلى السعودية    عالم يرد على تسخير الإسلاميين للكوارث الطبيعية للنيل من خصومهم    الفن والدين.. مسيرة حياة    عن طريق أمين جدة السعودية.. بيع عشرات القطع الأثرية اليمنية في لندن    تصحيح التراث الشرعي (32) أين الأشهر الحرم!!؟    إعلان سعودي رسمي للحجاج اليمنيين القادمين عبر منفذ الوديعة    ما بين تهامة وحضرموت ومسمى الساحل الغربي والشرقي    وهم القوة وسراب البقاء    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المعاهد الفنية.. هل تلبي احتياجات ومتطلبات سوق العمل!
نشر في سبأنت يوم 29 - 03 - 2011

يتفق المهتمون في تنمية الموارد البشرية على أن التعليم والتدريب المهني والتقني هو المعالجة الأكثر أهمية لمشكلة البطالة في اليمن, ناهيك عن دوره في إحداث تنمية ونهضة اقتصادية حقيقية, في حال تمت معالجة الإشكاليات القائمة وتحسنت نوعية المخرجات.
"السياسية" سلطت الضوء على أوضاع المعاهد وقدرتها في تلبية احتياجات متطلبات سوق العمل...
التعليم والتدريب المهني تعليم يقدم للأفراد المهارات والمعرفة والتعلم وجميع الأساسيات المطلوبة من قبل المؤسسات والمصانع وهو يُعد ويجهز الطالب للانخراط في ميدان العمل مباشرة ويتميز الخريج المهني عن نظيره الجامعي بما لديه من الخبرات العلم والتطبيقية التي تؤهله للدخول في سوق العمل فور تخرجه.
مستوياتهم متدنية
وفي هذا السياق أنتقد محمد شماخ, الوضع المتردي لغالبية المعاهد الفنية والمهنية في اليمن, والتي قال إنها لا تواكب التطورات الحديثة التي تمر بها دول العالم اليوم, ولا تلبي متطلبات سوق العمل حتى المحلي, منوها بأن طالبي العمل الذين يتقدمون إليهم من خريجي هذه المعاهد مستوياتهم متدنية جدا.
وأرجع شماخ صاحب مكتب تشغيل أسباب ذلك إلى المقررات الدراسية والمناهج التي يتلقاها الطلاب, كونها قديمة جدا ولا تلبي متطلبات العصر والسوق, وكذا التجهيزات الموجودة داخل المعاهد التي أصبحت في حال يرثى لها, إلى جانب ضعف أو غياب تقييم أداء العاملين في المعاهد من معلمين ومدربين وغيرهم, وهو ما ينعكس سلبا على مخرجاتهم المتمثلة في الطلاب "فاقد الشيء لا يعطيه".
من جهته, يرى مستشار رئيس الوزراء, جمال الحضرمي, أن مخرجات المعاهد الفنية والمهنية لم تصل بعد إلى مرحلة تلبية احتياجات السوق المحلية لأنها بحاجة مستمرة إلى دراسة هذا السوق وتلبية احتياجاته من جهة وتطور المنهج الدراسي من جهة أخرى, وهذا مازال قاصرا في هذه المعاهد.
تعليم تلقيني
توجهنا بعد ذلك إلى المعهد التقني الصناعي في بغداد بأمانة العاصمة, والتقينا عميد المعهد عبد الله المطري, وسألناه عن مدى توفر التجهيزات وتدريب وتأهيل المعلمين داخل المعهد, فأوضح أن هاتين المسألتين مركزيتان, بمعنى ترتبطا بالوزارة, وأن الإدارة العامة للتدريب والتأهيل في الوزارة, تنفذ دورات تدريبية للمعلمين ولكن بأعداد متواضعة, وتسعى الوزارة حاليا لإرفاد بعض المعاهد بتجهيزات حديثة في الأمانة على مراحل, معترفا بأن المناهج الدراسية تحتاج إلى إعادة نظر, وبما يتطلبه سوق العمل وتواكب كافة المستجدات المحلية والإقليمية والعالمية, بعيدا عن التعليم التلقيني القائم حاليا والانتقال إلى مرحلة التعلم الذاتي, مطالبا بإدخال الانترنت للمعاهد كونه متطلب أساسي في الوقت الراهن, وكذا اللغة الإنجليزية, مبينا تدني مستوى المدخلات خاصة الطلاب القادمين من المحافظات النائية, والذين منهم من لا يستطيع أن يكتب, وهو ما يحتاج إلى وقفه جادة وإعادة النظر في قبول واختيار الطلاب.
تجهيزات لم تحدث
تجولنا في عدد من أقسام المعهد التقني الصناعي بأمانة العاصمة والذي افتتح عام 1979م، وكان ذلك قبل انتهاء العام الدراسي 2009 2010, للإطلاع بشكل أكبر على التجهيزات المتوفرة, فكانت صدمة بالنسبة لنا, فمنذ افتتاح المعهد في سبعينيات القرن الماضي وحتى اليوم لازالت تلك التجهيزات لم تحدث، إلا ما ندر، ولا زالت تستخدم حتى اليوم, رغم أن عمرها الافتراضي انتهى, ولم تعد مجدية مقارنة بتطور سوق العمل, ذلك أيضا ما أكده عدد من رؤساء الأقسام ومعلمين.
ما يجعلك تتحسر أكثر أن هذا المعهد يقع بالقرب من وزارة التعليم الفني والتدريب المهني ويربطهما ببعض سور واحد إلا أن ذلك لم يشفع له بالخروج من وضعه المتردي, وهو ما يعكس مدى اهتمام الوزارة ببقية المعاهد في مختلف محافظات الجمهورية, وكان ينبغي أن يعطى الأولوية للمعهد كونه الأقرب إليها وهو ما نتمناه من قيادة الوزارة.
عدد من العاملين في المعاهد ممن تواصلت معهم "أفاق جديدة", أجمعوا على تردي أوضاع المعاهد والمخرجات نتيجة للإهمال واللامبالاة من قبل المعنيين بالأمر الوزارة ومكاتبها.
فرص أفضل وفيما إذا كانت مخرجات المعهد التقني الصناعي بغداد تلبي احتياجات ومتطلبات سوق العمل من عدمه, لفت المطري بأنهم بقدر المستطاع يبحثون عن شراكة مع سوق العمل, وأنهم يلتزمون بالمناهج المعدة من قبل الوزارة وتنفيذها, إلى جانب أنهم يرسلون الطلاب إلى شركات القطاع الخاص لاكتساب الخبرة والاطلاع والتدريب على التجهيزات الحديثة والاحتياجات الضرورية والمواكبة. وزاد: "وبالتالي يحصلون على فرص أفضل من غيرهم, ولا نكتفي بالتدريب المؤسسي المحصور داخل المعاهد نفسها, ولكننا نعطي الطلاب بعد النصف الثاني من العام الدراسي وكذلك للطلاب الذين لديهم رغبة إرساليات للقطاع الخاص بهدف اكتساب المهارات".
عدم وجود مبنى
وفي حين رفض عميد المعهد البيطري الزراعي بأمانة العاصمة التحدث للمجلة بحجة أنهم في إجازة العام الدراسي, طالبتنا عميد "معهد أروى التجاري للفتيات بأمانة العاصمة" بشرى حمدي, بأن نوجه سؤال (قدرة المعاهد على تلبية مخرجات سوق العمل للجهة المختصة للوزارة, وطالبت في ذات الوقت بمبنى مستقل لمعهد أروى, ورفده بكوادر من المعلمين والمعلمات, باعتبارها أبرز إشكالية تواجههم, وأنهم حاليا يستخدمون دور واحد ضمن مبنى تابع للمعهد التقني الصناعي-حدة ومعملين للكمبيوتر (للتطبيق العملي), لتخصص إدارة أعمال فقط.
ماذا يقول الطلاب؟
وأثناء تواصلنا مع عدد من منتسبي هذه المعاهد ومتخرجين, أكدوا الإشكاليات السابقة وعدم تمكن البعض منهم من الاستفادة من التطبيق العملي نظرا لمحدودية الأجهزة والمعدات, ما يدفع بالقائمين على المعاهد بالتركيز بشكل أكبر على الجانب النظري.
ولم يستطع الكثير منهم إخفاء استنكارهم الشديد لتعامل الوزارة غير الجاد تجاه مسألة تأهيلهم وتدريبهم, وعدم أخذها بالجدية المطلوبة, لكنهم مع ذلك يتمنون أن يحضا الملتحقين الجدد بهذه المعاهد بالاهتمام الأمثل بما يحقق لهم ولمجتمعهم ووطنهم الفائدة القصوى, وذهب أحدهم للقول: "ندمت كثيرا على ضياع 3 سنوات من عمري في الالتحاق بأحد المعاهد بمحافظة عدن دون أن احصل على فرصة عمل حتى الآن ولم استفد كثيرا من التطبيق العملي".
وفي ذات الشأن يرى آخرون أنهم استفادوا عدة مهارات جراء التحاقهم بالمعاهد التقنية وساعدتهم كثيرا في سوق العمل.
القطاع الخاص
من جانبه, يؤكد محمد شماخ, أن استيراد الشركات الأجنبية العاملة في اليمن كشركات النفط وغيرها, عمالة أجنبية للعمل لديها, كون العمالة لا تلبي الدور المطلوب, ليس إلا دليلا على عدم قدرة هذه المعاهد على تلبية احتياجات السوق, ويسترسل: "تخيل أن غالبية المعاهد الموجودة لا تدرس إجراءات السلامة الوقائية لعمال هذه الشركات برغم أهمية هذا التخصص, فما الفائدة من هذا الكم الهائل من المعاهد!, لذا يجب إعادة النظر في افتتاح المعاهد, وإصلاح أوضاع المعاهد الموجودة أفضل من افتتاح معاهد جديدة, باعتباره الحل الأمثل لمعالجة الإشكالية القائمة".
لكن الحضرمي له رأي مختلف حول ذلك, حيث يدعوا للتوسع في انتشار المعاهد المتخصصة، والقطاع الخاص للدخول كرديف ومنافس وشريك للحكومة في التوسع لتدريب وتأهيل الخريجين ودمجهم في السوق المحلية أو الخارجية".
وبحسب تقارير وزارة التعليم الفني والتدريب المهني فان منشات التعليم الفني والمهني وصلت إلى 78 منشاة تعليمية وتدريبية, منتشرة على مستوى محافظات الجمهورية وأن إجمالي المقيدين فيها خلال عام 2008م بلغ 23509 طلاب وطالبات في المقابل بلغ عدد مؤسسات ومشروعات التعليم الفني غير العاملة حتى منتصف مايو 2009م عدد 137 مؤسسة ما بين (مسورة, قيد التسوير, قيد الدراسة والبحث, قيد التنفيذ, خطة 2009م, قيد التجهيزوالتأهيل).
من جانبه قال عميد كلية المجتمع بسنحان, إن التعليم الفني والمهني في اليمن يواجه مجموعة من المشاكل تكمن في جانبي الكم والنوع, وذلك لأن نسب الملتحقين فيه 2.67 بالمائة من مخرجات التعليم الأساسي للمهني, وتصل نسبة من يلتحقون بالتعليم التقني (الفني) إلى الجامعي فقط 10.66 بالمائة.
ومشاكل البنى التحتية (نقص في المعامل والورش والكادر الأكاديمي) وتدني الأجور للعاملين في هذه المؤسسات, والذي لا يشجع الكثيرين في الإلتحاق بها, يضاف إلى ذلك أن معظم الملتحقين بهذا التعليم من غير الراغبين به.
وأشار الدكتور حميد الريمي إلى أن نجاح التعليم الفني والمهني يكمن في استقطاب الشباب لهذا النوع من التعليم للحد من البطالة بتزويد السوق المحلية والإقليمية (الخليجية) بمخرجات نوعية ماهرة تلبي احتياجاته من العمالة, موضحا أنه لا يمكن إلقاء اللوم بفشل تلك السياسات والبرامج التي اتخذتها وزارة التعليم الفني والتدريب المهني خلال الفترة الماضية على قيادات وزارة التعليم الفني والمهني المتعاقبة, لأن مشكلة إصلاح التعليم هي مشكلة معقدة جداَ وينبغي على كل فئات المجتمع التعاضد في حلها, والتي أصبحت تهدد حاضرنا ومستقبلنا.
وأوضح أن من متطلبات إصلاح التعليم الفني وتطوير المخرجات, إصلاح نظام التعليم الأساسي والثانوي أولاَ, وأي جهود دون ذلك لن تكلل بالنجاح, بعدها لا بد أن تتولى جهات حكومية وخيرية عملية الترويج والتسويق لمخرجات التعليم الفني والمهني.
وأضاف: "أيضا تزويد المعاهد والكليات الفنية والتقنية بكادر علمي مؤهل وتوفير جميع المتطلبات الضرورية من معامل وورش وغيرها, إذ يعد الجانب التطبيقي عمود هذا النوع من التعليم, والتحديث والتقييم الدوري للمناهج بحيث تلبي متطلبات سوق العمل, وإشراك دول مجلس التعاون الخليجي وكذا القطاع الخاص المحلي في التمويل والمشاركة في رسم السياسات وإعداد الخطط والبرامج الدراسية, والإشراف على العملية التعليمية, والتوعية لتغير اتجاهات الشباب للالتحاق بهذا النوع من التعليم, والاستفادة من تجارب الدول التي حققت نجاحات رائدة في هذا المجال".
تقرير رسمي يؤكد غياب الدور الرقابي لصندوق التدريب المهني والتقني
كشف تقرير رسمي انخفاض مستوى كفاءة استخدام موارد صندوق التدريب المهني والتقني وتطوير المهارات في تنفيذ نشاطه الرئيسي في مجال البرامج التدريبية, حيث حقق الإنفاق الفعلي المخصص لهذا الغرض لعام 2008 (دعم برامج التدريب) صافي وفر بمبلغ وقدره 586 مليون ريال بنسبة 54 بالمائة من الربط المعتمد.
وأشار تقرير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة عن مراجعة وتحليل الحساب الختامي لموازنات الصناديق الخاصة للعام المالي 2008, عن نتائج تنفيذ موازنة صندوق التدريب المهني والتقني إلى أن هناك العديد من الملاحظات أهمها عدم إصدار اللائحة التنفيذية لقانون إنشاء الصندوق رقم 5 لسنة 1995 وتعديلاته بالقانون رقم 27 لسنة 1997 حتى صدور القانون الجديد عام 2009, وقيد مبلغ 50 مليون ريال في حساب نفقات التدريب وهو المبلغ المنصرف مقابل دعم المخيمات والمراكز الصيفية التي أقامتها وزارة الشباب والرياضة بموجب قرار مجلس الوزراء, رغم أن حساب نفقات التدريب مخصص للأغراض والأهداف المحددة في قانون الصندوق والخاصة بإعادة تمويل البرامج التدريبية التي يستفيد منها العاملين في الجهات التي تسدد مساهمات للصندوق وهو ما يعد صرف خارج إطار أهداف الصندوق بشكل عام والحساب المذكور بشكل خاص.
وأكد التقرير عدم وجود دور رقابي وإشرافي للصندوق على تنفيذ البرامج والدورات التدريبية التي يتم إعادة تمويلها من الصندوق, وقيامه بالاستثمار في أذون الخزانة وودائع لدى البنوك بلغ رصيدها كما في 31 ديسمبر 2008 مليار و871 مليونا و131 ألفا و120 ريالا وبما يتعارض مع أهداف إنشائه والمتمثلة في الدعم والإشراف والرقابة على البرامج التدريبية.
موضحا استمرار الصندوق بصرف مكافآت شهرية ثابتة لوزير التعليم الفني والتدريب المهني ونائبة دون وجود أساس قانوني لعملية الصرف, بلغ ما تم صرفه خلال العام المالي 2008 ثلاثة مليون ريال وبواقع 250 ألف ريال شهريا, وعدم تفعيل دور إدارتي الرقابة والتفتيش القانونية ورفدهما بالكوادر المؤهلة لتمكينها من القيام بالمهام والاختصاصات المناطة بهما.
مدير عام المناهج بوزارة التعليم الفني علي حمود:
الوزارة تسعى جاهدة إلى تلافي وحل الإشكاليات التي تعانيها بعض المعاهد
أكد مدير عام المناهج والوسائل التعليمية بوزارة التعليم الفني والتدريب المهني, إن ما تعانيه المعاهد المهنية والتقنية من نقص وعدم توفر بعض الإمكانيات المادية والمتطلبات الكافية لعملية التدريب لا يعني أنها غير قادرة على تلبية احتياجات سوق العمل.
وأشار علي حمود طاهر, إلى أن تخفيف موازنة التدريب في المعاهد وتأخيرها كما يحدث في بعض المحافظات والتي أصبحت من اختصاصات المجالس المحلية, تؤثر على مستوى التدريب وكفاءة المتدربين وتنعكس سلبيا على المخرجات, وأن الوزارة تسعى جاهدة إلى تلافي وحل الإشكاليات التي تعانيها بعض المعاهد والمتعلقة بالمواد الخام أو التجهيزات وحوافز المتدربين.
وأوضح أن الوزارة وبالتعاون مع القطاع الخاص تحرص على استكمال النقص في التطبيقات العملية للطلاب, خاصة في التجهيزات الحديثة التي يصعب على الوزارة أن توفرها في جميع المعاهد وما يظهر في سوق العمل من تكنولوجيا وأجهزة متطورة كونها مكلفة, من خلال تدريب الطلاب عمليا في مؤسسات القطاع الخاص (سوق العمل), بالإضافة إلى الاستفادة من بعض القروض والمساعدات المقدمة في تطوير كافة عناصر التدريب من مناهج ومدرب وتجهيزات.
غير منطقي
ولفت طاهر إلى أن الحكم بشكل عام على جميع مخرجات المعاهد بأنها لا تلبي احتياجات سوق العمل كلام غير منطقي, وأن مناهج هذه التخصصات أعدت بالتعاون مع القطاع الخاص ووفقا لاحتياجاتهم وذلك بتلبية متطلباتهم, وأن الوزارة قامت خلال الفترة الماضية وما تزال بتحديث مناهج جميع التخصصات بما يتفق والاحتياجات المحلية والإقليمية وتوحيدها بجميع معاهد محافظات الجمهورية, سواء كان ذلك من خلال ما تم إنجازه من مفردات أو مادة تعليمية, منوها بأن هناك طلبة متفوقين ومتميزين وآخرين في مستويات متوسطة أو ضعاف, وأن مستويات التدريب في المعاهد التابعة للوزارة تقع في أربعة مستويات ترتب من أعلى (التقنيين، المهنيين، المهرة، محدودي المهارة), والمهارات والمعارف لكل مستوى تختلف, مبينا أن العمل يتم تحت إشراف بعض أصحاب العمل, وأنه من الصعب أن يقوم متخرجو المعاهد المهنية بكل شيء تربويا كما يريد بعض أصحاب العمل.
وأشاد طاهر بدور كثير من الشركات والمنشآت التابعة للقطاع الخاص والتي تتعاون وبشكل فعال في جميع الأنشطة التي تنفذها الوزارة, ولها إسهامات فعالة وجدية, متمنيا أن تتسع قاعدة الشراكة للوصول إلى شراكة حقيقية بما يحقق المصلحة العامة للوطن.
صحيفة السياسية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.