لا يوجد هناك ما يلفت الانتباه عندما تطالعنا الصحف والمواقع الإلكترونية الإخبارية بخبر مفاده عمليات سرقه يتعرض لها الافراد لمساكنهم وممتلكاتهم حيث الامر اصبح مألوفا ان نرى بين الحين والاخر عمليات سطو تنفذ في وضح النهار وامام مرأى ومسمع الجميع وتبادر الجهات الأمنية بعملية البحث عن الجناة وملاحقتهم ليتم تقديمهم للعدالة وما ان يتم القبض عليهم حتى نرى اجهزتنا الأمنية الموقرة وعيونها الساهرة التي لا تعرف تعريف مصطلح النوم تحدثنا عن انجاز تاريخي في سرعة القبض على هؤلاء الجناة في فتره زمنيه قياسيه لا تتجاوز الأربعة والعشرين ساعه حتى تعطي لنا الإشارة ان الأمن لدينا لازال مستتب وانها قادرة على ملاحقة كل من تسول له نفسه القيام بأعمال تهدد امن وامان المواطن وينتهي ذلك السيناريو المتكرر بالقبض عليهم ويتضح فيما بعد ان ما تم الاستيلاء عليه من قبل هؤلاء اللصوص عباره عن هاتف محمول صيني الصنع ومبلغ من المال يقدر بعشرة آلاف ريال يمني ويعتبر استرجاع تلك المسروقات والقبض على الجناة انجاز يحسب للجهات الأمنية ! قبل عدة اسابيع قرأنا عبر هذه المواقع بخبر سرقة مدفعين تاريخيين من امام مبنى محافظة حضرموت في المكلا ولكننا سوف نقف قليلا عند جزئيه ملابسات هذه الحادثة من جانب آخر وهو حجم ووزن هذه المدافع فهي تزن عدة اطنان ونقلها من مواقعها يتطلب الاستعانة بونش وان اردنا تحريكها قليلا لعدة مترات فالأمر يتطلب ما يفوق عشرين شخص لتغيير موقعها وعلى الرغم من ذلك الا انها تعرضت للسرقة وعلى الفور قامت العيون الساهرة الأبية والتي ترفض تلك الممارسات الشنيعة والافعال الدنيئة المجرمة يتحركاتها والتي اسفرت كما هو معتاد عن انجاز تاريخي آخر يحسب لأجهزتها الأمنية بالقبض على الجناة وبنفس السيناريوا في وقت قياسي بسيط … صحيح انه تجاوز ال 48 ساعة الا انه يعتبر قياسي نظرا لحجم ووزن هذه السرقة فهي هذه المرة ليست هاتف نقال وانما مدفعين قد يتم الاستعانة بهم مستقبلا … ولكن اجهزتنا الأمنية الموقرة والتي نفخر بإنجازاتها المتعددة غاب عنها شيء مهم لم يتم التطرق له وهو جدير بالوقوف عليه ،حيث هؤلاء الجناة قدموا لنا مثالا واقعيا لحجم السرقات ووزنها في جمهوريتنا الفتيه واستطاعوا ان يلفتوا انتباهنا إلى ان سرقة مدفعين بذلك الحجم والوزن ماهو الا مثالا للسرقات التي تتم في محافظتنا حضرموت فجميع حالات السطو على المساحات الشاسعة من اراضي حضرموت من قبل بعض المتنفذين تأتي تحت بند السرقات الكبرى ذات الحجم الكبير والتي يندى له الجبين ، كذلك المناقصات ذات الملايين والتي تعطى لمسؤولين هي ايضا سرقات تأتي تحت بند السرقات الكبرى وغيرها الكثير من الامور التي تلفت الانتباه ويفلت منها الجناة ، وكل تلك السرقات تتم والعيون الساهرة في غفوة عنها وكم كنا نتمنى ان يتم ملاحقة كل هؤلاء وتقديمهم للعدالة اسوة بلصوص الهواتف النقالة الا ان الامر باعتقادنا الشخصي انه يتطلب صرف النظر عن هذه السرقات حيث حجم ووزن تلك السرقات الكبرى موازيا لحجم ووزن الجاني لها وبذلك نكون اصحاب نظريه علميه تدرس في مناهجنا ليتعلم منها طلابنا وهي تسمى ان اردنا تسميتها بالنظرية الأمنية اليمنية صرف النظر + صرف الاراضي = صرف الرواتب والله من وراء القصد