كم هو مؤلم عليك أن تفارق شخصا عزيزا ، نشأت معه وترعرعت معه ، أكلت و شربت معه وعشت معه لقد كان العام المنصرم بالنسبة لي عام حزن ! فقد اختار الموت ولا أقول اختطف من بيننا أحبابا كثر ، على المستوى البيتي ، و الأسري ، و العائلي ، والمجتمعي ، و الوطني ، و العربي ، و الإسلامي بل و الإنساني فقد رحل سيدي الوالد في شهر أبريل من العام المنصرم ورحلت بعده في أواخر رمضان طفلتنا الصغيرة 3 سنوات فاطمة ثم تبعتها جدتي العزيزة أيام عيد الفطر المبارك وخلال هذا العام دفن في مقبرة قريتنا الصغيرة مدودة أناس كثر ومن مختلف الأعمار أطفالا ، شبّانا ، رجالا ، كهولا ، و شيوخا .. ومن الجنسين فلله الثناء على ما أعطى ، و له الحمد سبحانه على ما أخذ ! ورحل السيد المعمّر " محمد بن عمر السقاف " واستشهد " حبّوشي " و غيرهم كثير هنا وهنا وهناك … وقريبا جدا ، ودعنا ابن السلطان رشاد علي بن منصور الكثيري و اليوم نودع شيخ الصحافيين الحضارمة / الأستاذ أحمد بن عوض باوزير ولا ندري غدا من سنودع !! هذه هي الحياة الدنيا .. والآخرة خير و أبقى . حينما يتأمل الإنسان هذه الحياة بتمعن ، يجد أنها لا تستحق كل هذا التكالب و التخاصم والتناحر و العداء فهي بسيطة جدا ، و أحقر من ان نتقاتل عليها ، إذ أنها لا تعدل عند الله جناح بعوضة ! لقد كان والدي الحبيب ، وجدتي الغالية ، و طفلتنا الحبوبة فاطمة يملأون البيت علينا دفئا و عطفا وحنانا و فرحا و بهجة و سرورا .. و اليوم أصبحنا نتذكرهم و نتذكر أقوالهم و أفعالهم و آثارهم وصرنا ، نترحّم عليهم ! أصبحنا نفتش في خصوصياتهم ، و نتعرف على خفاياهم ، ونكتشف أسرارهم لا أحد يمنعنا عنها ، أصبحنا نتقاسم ممتلكاتهم ، و البعض منا يتناحر على ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله . رحم الله موتانا و موتاكم و موتى جميع المسلمين وتغمدهم بواسع مغفرته و أسكنهم فسيح جنته وجمعنا بهم في مستقر رحمته على ما يحب ربنا و يرضى ذو الجلال و الإكرام نعزي أنفسنا .. ولنا أمل في عامنا القادم أن يحمل لنا البشرى