قصر المعين بالمكلا يندب حاله لما وصل له اليوم من إهمال من قبل سكان حضرموت عامة والمكلا خاصة ،فيبكي كل من رآه من الخارج ، أما من يدخله فيتحول بكاؤه إلى نحيب لا يتوقف بسبب ما وصل له حال هذه التحفة المميزة والتي سميت بقصر 14 أكتوبر بعد الاستقلال تيمناً بثورة الرابع عشر من أكتوبر عام 1963م ، ومازال أسمه كذلك إلى اليوم في الأوراق الرسمية فقط ، ولكن عامة الناس كبيرهم وصغيرهم يسميه قصر السلطان ،أما بانيه ومؤسسه السلطان عمر بن عوض القعيطي فأطلق عليه قصر المعين عام 1925م،وهذا الاسم مسجل في أحد مرايا شرفاته. وبعد الثورة تحول جزءاً منه إلى متحف يضم مقتنيات السلطان وبعض القطع الأثرية التي أدخلت فيه والجزء الآخر تحول إلى مكاتب حكومية،وهذا الجزء مغلق حالياً ، ولم يبقى من قصر المعين سوى المتحف الذي أصبح في حالة يرثى لها. (360) مليون ريال يمني لغرض ترميم القصر ذهبت أدراج الرياح في قصرالمعين وجدنا مجموعة قليلة من الموظفين يعدون باصابع اليد،هم موظفو الهيئة العامة للآثار ،هناك يخبرنا نائب مدير الهيئة بقوله إن الهيئة تتبع وزارة الثقافة والسياحة والتي تشرف على جزء من القصر السلطاني وأكد أنه تم اعتماد مبلغ (360) مليون ريال يمني لغرض ترميم القصر في عهد المحافظ عبدالقادر هلال وبعد تغيير المحافظ هلال لم نلمس أي ترميم لهذا القصر الذي تابعنا مراراً وتكراراً لترميمه ، وليصبح قبلة للسياح الوافدين لمدينة المكلا مثلما هو قصر السلطان الكثيري بسيئون ولكن لا حياة لمن تنادي،ومعظم زوار المتحف حالياً من طلبة المدارس والذين يدخلون مجاناً ونخاف أن يقع على رؤوسهم ورؤوسنا هذا المبنى في يوم من الأيام،لما وصل له من حال يرثى لها فسقوفه متشققه وجدرانه متهالكه. إيرادات المتحف السنوية (58ألف ريال يمني ) لانستطيع الترميم هذا ماقاله صراحة نائب مدير الهيئة العامة للآثار من إيرادات المتحف بسبب ضعفها وشحتها حيث بلغت إيرادات المتحف السنوية مبلغ (58ألف ريال يمني ) بسبب ضعف إيرادات المتحف والتي يتم توريد (20%) منها لصندوق التراث الذي لايقدم لنا شيئاً يذكر ، وبسبب العمليات الإرهابية في اليمن تقلص عدد السواح الأجانب بشكل كبير جداً ومثلما ترى أن القصر خاوي على عروشه بالرغم من أن هذه الشهور تعتبر شهور سياحية وهي نوفمبر وديسمبر ويناير،ومعظم مقتنيات المتحف نهبت بعد حرب صيف 94م،وأضاف أنه في عام 2007م قامت منظمة اليونسكو بوضع ( رفع هندسي ) للقصر بالكامل وهو جاهز ولكنه يحتاج إلى تمويل،وآخر بعثة زارتنا مختصة بالآثار عام 2005م بعثة امريكية وكانت تنقب في (وادي سنا). المسئولون يتسابقون إلى الأماكن النفيسة وبنبرة حزينة يقول نائب مدير الهيئة العامة للآثار أصبحنا اليوم في حالة يرثى لها ونخاف على أنفسنا من أن ينهار المبنى فوق رؤوسنا ونصبح شهداء الواجب دون واجب يذكر ، حتى مسئولي السلطة المحلية لا يكلفون أنفسهم عناء الزيارة للمتحف أو القصر والذين لاتفصلنا عنهم سوى أقدام معدودة هكذا اختتم صالح سعيد العطاس نائب مدير هيئة الآثار حديثه لنا إن حال قصر المعين اليوم يرثى لها فتحول من قصر معمور في يوم من الأيام إلى مرتع للغربان،وصدق الشاعرحينما قال (ياحصن محلى ركونك…خيفان بعد الزوامل ينعق عليك الغراب). هذا ما وصل له اليوم حال هذه التحفه الفنية التي إن استغلت سياحياً لذرت الملايين من الريالات سنوياً ، ولكن لا حياة لمن تنادي فهذا حال معظم الآثار في حضرموت التي اندثر الكثير منها والآخر في طريقه إلى الموت .