في حضرموت كان الإعلام في الخمسينات وأوائل الستينات فاعلاً ومؤثرا في المجتمع الحضرمي وكان لحضرموت صحفها التي يتهافت الناس على متابعتها في تلك الفترة مثل صحيفة الطليعة لكن الجو الإعلامي في الوقت الحاضر في حضرموت (( خامل )) و(( كسول)) جدا ..وقد لا يكون الامر غريبا ان تكون ميناء المكلا بلا عمل ومطاري المكلا وسيئون مقتنعان بالنصيب من الرحلات الجويه التي لا تتجاوز اصابع اليدين في الاسبوع ..لكن الغرابة أن يفتقر المجتمع الحضرمي إلى الحضور الإعلامي..فالصحف الصادره من حضرموت حاليا لا تجد انتشاراً كبيرا بين جمهور المجتمع باعتبارها ذات صفة حزبية. ومع كل التقدير والشكر للمواقع الإليكترونيه التي باتت هي جهات الوصل بين الحضرمي ومجتمعه…لكن من الضروري أن تنطلق من حضرموت قناة تلفزيونيه بالإضافة إلى صحيفة ومجلة (( رصينتين )) بطرح مميز وإخراج رفيع المستوى. الحضرمي كما يقال عنه .. مهووس بالعدي (( المال))..والإعلام مخزن هائل للأموال والاستثمار فيه مربح ولم يجرب الحضارمة مذاق العوائد من النشاط الإعلامي وإلا كانوا قد استثمروا فيه. يمتاز الاستثمار في الإعلام عن الاستثمار في الأنشطة الاخرى انه يقدم رسائل تثقيفية وتوجيهيه وترفيهية ويمتاز ايضا بتنوعه من إعلام مقروء ومسموع ومرئي وإعلانات ..كما انّ احتمالات الخسارة في النشاط الإعلامي تكاد تكون غير محتمله ..خاصة للحضارمة ..إذ انّ كثيرا من العائلات الحضرميه تمتلك وكالات تجارية عالمية في البلدان التي يقيمون بها سواء كانوا مواطنين أم مستثمرين فيمكنهم دعم وسائلهم الإعلاميه من خلال توجيه الكم الاكبر من إعلاناتهم إلى الوسائل الإعلاميه التابعة لهم. المشكله التي تواجه رجال الأعمال في الاستثمار الإعلامي لاسيما القناة الفضائية ..هو كيف يبدأون ..وأين تكون القناه… وماهو التأثير السلبي او الإيجابي عليهم بعد إطلاق القناة؟ بالنسبة للبداية فيمكن إنشاء شركة مساهمة تضم مجموعة من رجال الأعمال الحضارمة ثم اختيار مدينة دبي أو القاهره أو لندن كمقر للقناة ، وفيما إذا تجمّعّ الراغبون على قلب واحد لتحقيق هدف واحد هو إطلاق القناة ..وتحددّ رأس المال والمدينة التي تنطلق منها القناه فإنه يمكن الاستعانة بخبراء إعلاميين حضارمة وعرب وأجانب وقانونيين لتحديد المواد التي تبثها القناه شريطة أن لا تتعارض مواد برامجها مع مصالح المساهمين في الدول التي يقيمون فيها فالحضرمي ليس من ذوي الهوى للتكتلات التي ربما تُلحِق الضرر بتجارته وستكون القناة حريصة على ذلك حرصها على إبراز خصوصية الإنسان الحضرمي والتاريخ الحضرمي والعادات الحضرمية. وقد يقول قائل لماذا لا تكون القناة في المكلا ..فالإجابة ببساطة أن هناك قناة حكومية قادمة باسم حضرموت ستنطلق من المكلا في منتصف العام الجديد لكنها بمواصفات رسمية كما أنّ حركة الإعلانات والخبراء الإعلاميين فيما إذا كان مقر القناة مهاجرا في دبي أوالقاهرة أولندن… فإن فُرص نجاحه أوفر لأنّ الحضارمة حيث مارحلوا (( نصبوا )) خياما من التفوق لكنهم (( لاينصبون )) مثل تلك الخيام في بلادهم حضرموت. [email protected]