قد تجد في بعض الأحيان دعوة من البعض لك بالابتعاد عن السياسة لأنها لعبة قذرة ويجب الابتعاد عنها وعدم ممارستها وتبادر الى ذهني هذا السؤال - هل السياسة فعلا لعبة قذرة أم تصرفاتنا هي من تجعلها كذلك؟؟؟ - وإذا كانت قذرة لماذا يمارسها الغرب بنزاهة وشفافية عكسنا تماماً؟ فلماذا لا نعبر عن أفكارنا وآرائنا بعفوية وصدق ولنحكم تصرفاتنا بالضوابط الاخلاقية التى لا تخرجنا عن الممارسة الرشيدة للسياسية الى حيز القذارة والنتانه فنحقق للمدعين ما الصقوه بها إذاً لماذا لا تكون السياسية فن وذكاء ودهاء هل لقلة الوعي السياسي دخل في نعتنا لها بالقذارة ؟؟؟؟ أم لأننا شعوب عاطفية بطبعنا ولذا نتبع كل ما يقال لنا دون ان نفكر في أهداف ما وراء ذلك ؟؟؟ ولا يستطيع الإنسان أن يعيش بدون السياسة والتفاعل مع مجتمعه ومحيطه كما أن السياسة يمارسها الصغير والكبير والغني والفقير بل مارسها رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء والعظماء وكذلك أصحابه و عند وصفنا لها بأنها لعبة قذرة في اعتقادي فيها ظلم لها وظلم لكل من يمارسها أو مارسها سابقا. لنبدأ من تعريف السياسة - اشتقت كلمة سياسية من اليونانية من كلمة بولس و تعني الدولة المدنية و يقصد بها "القلعة في قلب المدينة" و ترمز للمدينة وساكنوا الضواحي الذين يتشاركون في تلك المدينة و أعمالها مفهوم السياسة و السياسة هي جزء من محاولة الإنسان المستمرة لفهم نفسه ومحيطه ، و علاقاته مع الآخرين الذين يتعامل معهم . و مفهوم السياسية هي دراسة الدولة و مؤسساتها و أجهزتها و المهام التي تقوم بها هذه المؤسسات و الأجهزة و الغايات التي أنشئت من اجلها. معنى السياسة الجوهري هي البحث عن العدالة و هي مفهوم القوة و النفوذ و السلطة هي نشاط الدولة ، والآن نأتي إلى التعريف اللغوي - لغوياً "سياسة" مشتقة من سَاسَ ويَسُوسُ. أي ينصرف إلى معالجة الأمور. ماهية السياسة ؟؟ هي الإجراءات و الطرق المؤدية لإتخاذ قرارات من أجل المجموعات و المجتمعات البشرية ومع أن هذه الكلمة ترتبط بسياسات الدول و أمور الحكومات فإن كلمة سياسة قد تستخدم أيضا للدلالة على تسيير أمور أي جماعة و قيادتها و معرفة كيفية التوفيق بين التوجهات الإنسانية المختلفة و التفاعلات بين أفراد المجتمع الواحد بما فيها التجمعات الدينية و الأكاديميات و المنظمات . وتعرف السياسة بكيفية توزيع القوة والنفوذ بمجتمع ما أو نظام معين ، ولو نظرنا بعمق إلى مفهوم السياسه فهي فن الممكن في تحقيق الأهداف. أو بمعنى آخر فن الممكن في بحر المستحيل. ولو أمعنا النظر في تاريخنا وديننا لوجدنا النماذج الحقيقيه للسياسة حيث أن السياسة في الإسلام هي القيام على الشىء بما يصلحه ؟ وهى تتفوق على نظام الديمقراطيه الغربى أي الشورى في الإسلام بتمتعها بالشرعية والمشروعية معا عكس الديمقراطية الغربية لا تتمتع سوى بالشرعيه فقط طبقا للمفاهيم السياسيه والقانونيه المعاصره ؟ لأن الإسلام يضع ضمانات من داخل النموذج ذاته تكفل تحقيق الرقابه الفعاله للوصول لى الاهداف العليا للمجتمع , وهو فوق ذلك يتمتع ايضا بضمانات عقائديه, اذ جعل الرقابه لاحاد الرعيه واخضع لها الحاكم والمحكوم " كنتم خير امه اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر " صدق الله العظيم , وعلى سبيل المثال لا الحصر معركة الجمل هي خلاف سياسي ومعركة وقعت في البصرة عام 36 ه بين قوات أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه والجيش الذي يقوده الصحابيان طلحة بن عبيد الله و الزبير بن العوام بالإضافة إلى أم المؤمنين السيدة عائشة التي قيل أنها ذهبت مع جيش المدينة في هودج من حديد على ظهر جمل ، و سميت المعركة بالجمل نسبة إلى هذا الجمل. في اعتقادي أن وصف السياسة بالقذرة هو إجحاف كبير في حقها ولا أنكر ان ممارسات بعض الساسة تتسم بالقذارة وتلوث مفهوم السياسة الحقيقية ولذلك شاع بين العامة ان السياسة لعبة قذرة وهذا غير صحيح وما يجعل السياسة لعبة قذرة هو عدم تقيد الساسة بضوابط واطر أخلاقية تكسب الممارسة السياسية هدى ورشاد ومن شذوذ هؤلاء الساسة هو أنهم لا يتورعون في فعل أي شئ والغاية تبرر الوسيلة للوصول إلى أهدافهم السياسية ومع الأسف هذا منهج غربي سوق لنا لإستعباد الشعوب واستغلالها، جلبناه من أوربا وأمريكا ولم نخضعه للدراسة او نطوعه ليناسب عاداتنا وتقاليدنا ومعتقداتنا ومن هنا أقول لكل من يدعوننا لنبتعد عن السياسة كأنما يدعونا ان ننفصل عن بلدنا ودولتنا ووطننا ومحيطنا لأن في عدم اهتمامنا بقضينا الوطنية والقومية والسياسة يعني أننا لا نهتم لأمر هذا البلد، وفي حين نصف السياسة بأنها لعبة قذرة (Dirty Game) نجد الخواجات يمارسونها ولكن بأخلاق ومثل ولو تذكرنا قصة بيل كلنتون مع مونيكا فقد أدان الشعب الأمريكي خيانة بيل كلنتون لهيلاري كلنتون وليس علاقة الرئيس بالموظفة وأيضا تناسى ذلك تماماً وتحولت القضية برمتها الى أخلاقيات الرئيس الأمريكي وقسمه يميناً كاذباً وأصبحت تلك هي القضية لأن في عاداتهم علاقة الرجل بالمرأة خارج إطار الزواج ليس فيها حرج كبير وقد كادت عملية كذب الرئيس بيل كلنتون أن تعصف بمستقبله السياسي وتحولت القضية إلى قضية أخلاقية بحته اذا لماذا نترك أمور السياسة لهؤلاء الساسة يقرروا مصيرنا وفق أهوائهم ولعباتهم القذرة التي يمارسونها وبذلك نكون أشخاص بلا أهداف فقط نأكل وننام ولا ننشغل بأمر الوطن والسياسة لأنها لعبة قذرة وكل يغلب بمكره ودهائه يستحق ان يحكمنا لأننا بلا أهداف وبلا رؤى. والآن هل نترك السياسة وهل هي لعبة قذرة فعلا؟ أم ان تصرفاتنا هي من تجعلها قذرة؟؟ *نائب رئيس جبهة مستقبل حضرموت