الشباب هم أساس النهضة والتقدم , وعصب الأمة وروحها , وقلب الوطن النابض وساعده القوى , وجيشه المجاهد وسيفه المهند , فإذا أردت أن تعرف تقدم الوطن أو تأخره فأنظر إلى الشباب , نعم فمنهم المعلم والطبيب والمهندس والطالب , ولا تنظر في أخلاقهم وملابسهم وكلامهم لأنها لا تعني لك شي فقد تظن في شكل شاب انه ليس بمهم وعند ما تسأل عنه ترى عكس ذلك والعكس ايضا ، فليس تقدم الوطن في اللبس او الكلام ولكن في الهمة والإرادة التي توجد بداخلهم وعند اشتداد الازمة في حضرموت أثناء احداث الثورة من حمى الحمى وشكل درع واقيا وحارساً مخلصا لأحيائه واختلط الشباب بين الأمي والمثقف والمفكر والمبدع ألم يشكل هذا أثرا في حضرموت ودل على تمسك الشباب بالإرادة ومن ينصر الأمة و يبر والديه و يحرر المقدسات أليس هم الشباب بارك الله لنا فى شبابنا ووصانا الرسول بالشباب فقال : ( استوصوا بالشباب خيراً فقد نصرنى الشباب وخذلنى الشيوخ ) , فما أجمل أن يهتم الشباب بالعلم والإيمان والأخلاق والصلاة والرجولة والكرامة وبر الوالدين وصلة الأرحام وقضايا الوطن المهمة وشئون الأمة. السلطة والمنظمات كل يوم تهتف بشعار ( الشباب .. الشباب ) ولكن ! لا تهتم السلطة ومنظمات المجتمع المدني والتجار بهولاء الشباب وتجعلهم في أماكن مرموقة وقادة وتضعهم فى مكانة عالية وتغدق عليهم الجوائز والأوسمة أليس هم من قال الله فيهم : ( إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى ) . الشباب المثقف يقول ( الشباب الحضرمي حق مقاهي ) شدني حديث لبعض الشباب الذي يرى من نفسه انه مثقف وغيره لا ، إلى كتابة هذا المقال فهناك العديد من الشباب من ينتظر ان يأتي إليه شخص لكي يحتضنه وأنا أخالف رأي هؤلاء الشباب لان شبابنا ليس حق مقاهي فلو نظرت في الصباح أو العصر إلى المقاهي فلن تجد سوى رجال كبار السن إما الشباب فتغطت عليهم لقمة العيش فهم يجاهدون بالصباح والمساء لتوفيرها ولكن بعض الشباب المثقف ميسوري الحال أو يتم الصرف عليه من قبل أسرة ، وأنت أيها المثقف تبخس عليهم جلسة الليل لشرب كوب من الشاي وان جئت جلست معهم وقرأت أفكارهم ولوجدتهم يتمتعون بأفكار قد لا تخطر على بالك وتؤدي إلى خدمة هذا المجتمع وتطويره لذلك لا تستهين بالشباب الحضرمي وانتم أصلا منهم وارجع لقول الشاعر الأديب علي أحمد با كثير (لو ثقفتَ يوماً حضرمياً لجاءك آيةً في النابغينا ) . رسالة لمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني والمشايخ والتجار الحضارمة ألا يوجد هناك شباب يحتاجون لدعمكم السخي في إكمال دراستهم أو حضن مواهبهم وأفكارهم وإبداعاتهم لكي تنمى ، ألا يرى المشايخ الذين لهم مؤسسات تدعم الشباب ان الشباب الذي يلتقون به في كل مكان نفس الوجوه ولا تتغير وكأن شباب حضرموت اقتصروا على أولئك فقط . أرجو منكم البحث والتنقيب عليهم وستجدون شباب محب لحضرموت ويكفي أن أقرب مثالا لذلك الملتقيات الشبابية التطوعية التي تخدم هذا المجتمع من دون أن تجتمع داخل الغرف المغلقة وتخرج بدون فائدة وهم يتشوقون أن يروا حضرموت نظيفة وكل مصالحها شغالة هؤلاء هم من يريد أحد أن يحضنهم وأنا أقولها بصراحة أنكم ( وضعتوا الشخص الغير مناسب في المكان المناسب ) فأعيدوا حساباتكم أكرمكم الله . رسالة لكافة الشباب على شباب حضرموت أن يهتم بالعمل والمذاكرة إن كان طالباً وأن يهتم بالإنتاج والعمل إن كان خريجاً وموظفاً , فما أجمل أن نأكل من عمل أيدينا وما أجمل أن نحافظ على شعار ( كلنا تحت أمرك ياحضرموت ) , وتعالوا بنا نرى كيف وصف الشاعر ( إبراهيم الناجى ) الشباب فقال : شباب إذا نامت عيون فإننا *** بكرنا بكور الطير نستقبل الفجرا شباب نزلنا حومة المجد كلنا *** ومن يعتدي للنصر ينتزع النصرا دعوني أهمس في آذانكم مقولة قالها علينا الغرب قديما : (إن العرب يأكلون ما لا يزرعون , ويلبسون ما لا ينتجون , ويقولون ما لا يفعلون , ويفعلون ما لا يعقلون ). أما الآن قد بدأت هذه المقولة تتغير فشاركوا جادين في هذا التغيير ولا تقفوا سلبيين , ولنسمع إلى الطبيب ( إبراهيم ناجى ) ينادى علينا جميعا فيقول : تعالوا نقل للصعب أهلا فإننا شباب ألفنا الصعب والمطلب الوعرا تعالوا فقد حانت أمور عظيمة فلا كان منا غافل يصم العصرا إن العمل أساس الحياة وروحها وهو الذي يعطى صاحبه المكانة بين الناس ويكسبه الحب والاحترام ما دام العمل شريفا , قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ( إني أرى الرجل فيعجبني فإذا قيل : لا يعمل سقط من عيني) و قول الله تعالى ( هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه ) آخر كلمتي هي أحبائي الشباب … كونوا قوة لأمتكم بالعلم والإيمان واتخذوا القدوة الحسنة من نبيكم وأصحابه وإياكم وانتظار الحق قبل أداء الواجب وأن التفوق والمجد والعمل هو أساس بناء حضرموت. فهل من مستجيب ؟