مع إشراقه الصباح الممزوجة بنكهة الحرية والعزة والكرامة لاحت في الأفق لحمة الأجداد في تعاملات الأحفاد باجتماع وادي نحب بتاريخ 10/12 بعد بمقتل شيخ مشايخ حضرموت المقدم سعد بن حبريش العلي عليه رحمة الله . توقع الكثير من الشباب وأنا منهم أن تسجل جريمة الشيخ سعد إلى جانب الجرائم المرتكبة في حق أبناء حضرموت بأنها حادث عرضي أو تتحملها شماعة المجهول – كما تقول حكومة صنعاء – ظنا ًمنهم أنهم سيخمد الشعلة التي لم تنصاع لصنعاء ولمبالغها التي اشتروا بها بعض النفوس المريضة , وصحيح أنهم قتلوا بن حبريش إلا أن روحه الطاهرة التي صدقت مع الله توغلت في جسد كل حضرمي وكونت بن حبريش العاشق للحرية والكرامة والتواق للباذل . حيث كان في تصورهم أن الحضارم مبدأهم (ما سيبي .كل سكر وسكت ) وغيرها من هذي العبارات , ودائما نقول لزملائنا لازال لحضرموت رجالها وأهلها وفي وقت الشدائد ستعرفون من هم الحضارم وكان الكل يضحك من كلامي ويستهزأ, والآن الاشخاص أنفسهم يقولوا عرفنا من هم الحضارم . صحيح أن الحضارم تميزهم طيبتهم ومسالمين بطبيعتهم ويصبرون على الظلم لفترات طويلة ومبدأهم في الحياة (( أن تكون مظلوما خير من أن تكون ظالما )) ولكنهم لم ينسوا عبارتهم الشهيرة (( كثر اللطم يعور )) والصبر لا جاوز حدوده قتل … وفي هذه الأيام يتصدر المشهد أشاوس حضرموت وجنودها المجندين لخدمتها , رجالاً لا يعرفون إلا "حقا مسلوب ويجب إعادته " والعمل على الأرض بعيدا عن مناقرات السياسيين والمخربين وأصحاب المصالح والمتخاذلين والمثبطين الذين لم نرى منهم إلا الويلات والبيع والشراء باسم الشعوب وحتى المثقفين عجزوا عن جمع حضرموت كما جمعها الشيخ سعد اليوم . حضرموت جريحة ولبت ندائها باقي مدن الجنوب ومن شبوة الحرية انطلقت وفود المبايعة للهبة الشعبية وهم على أهبة الاستعداد لمساندة إخوانهم في حضرموت أما عن المهرة فلم تتأخر فهي درع حضرموت الشرقي وأبين وعدن ولحج ويافع والضالع كلهم قالوا ما يجري عليكي ياحضرموت يجري علينا فنحن جسد واحد ولحمة واحدة نموت كل يوم في خندق الظلم والاضطهاد المشترك ..والله ولي التوفيق …..