يستمر طلبة المعاهد المهنية الداخليين بمحافظة حضرموت في وإضرابهم عن الدراسة واعتصامهم أمام بوابات معاهدهم للأسبوع الثاني على التوالي ولا مجيب .. التقيت بالطلبة المعتصمين أمام بوابة المعهد التقني التجاري بفوه وتحدث الكثير منهم عن كم من الإهمال واللامبالاة من قبل إدارة المعهد ومدير مكتب وزارة التعليم الفني والتدريب المهني بالمحافظة وكذلك السلطة المحلية التي من وجهة نظر الطلبة لا تهش ولا تنش .. وهم كالبئر المعطلة .. لا يستفيد منها أحد، وكما أكد الأخ / رائد محمد منصور المتحدث باسم اللجنة الطلابية للشباب المعتصم بالمعهد التقني التجاري بفوة .. وقد تكلم بحرقة شديدة وتحسر على الساعات الدراسية التي تضيع بسبب تجاهل السلطة للمطالب المشروعة .. وهي لا تتجاوز الحقوق الإنسانية التي من حق كل مواطن أن يعيشها وعلى الحكومة تحقيقها .. نحن لا نطلب المستحيل .. كما يقول الأخ رائد، مطالبنا مطالب اعتيادية جداً .. مشكلتنا تكمن في السكن الداخلي ومن حقنا أن نطلب تحسينه بدء بالوجبات المقدمة وانتهاء بشربة الماء النقية .. وعلى المسئولين أن يفهموا بأننا بشر ولسنا حيوانات . حتى نسكت عن هذا الوضع المزري . وعندما سألته عن موقف إدارة المعهد من هذا الوضع قال: إدارة المعهد لم تقدم لنا إلا وعود عرقوب .. والكذب المستمر ولهذا فأننا لن نتزحزح عن مكاننا حتى نجد جهة ضامنة ومسئولة، وقد وعدنا بمقابلة الأخ المحافظ في بيته ولكن حتى اللحظة لم يتحقق ذلك بسبب سفر الأخ المحافظ وغيابه عن المحافظة . وعندما قلت له بأن المحافظة بها أكثر من وكيل وأكثر من نائب وكيل ماذا عن هؤلاء ؟! أجاب بأن جميعهم يجيدون الكلام أكثر من العمل ولا بأيديهم شي وكل شئ بيد المحافظ وما علينا إلا الانتظار حتى يعود المحافظ من العاصمة صنعاء. طلبت منهم أن يأخذونني في جولة لأرى بأم عيني لعلي أن أضيف جديد في ما كتب في معاناتهم وليس الخبر كالعيان، وحقيقة الأمر فالوضع مأساوي جداً .. بدئنا بصالات الطعام التي تشبه الهناجر، ولا شي فيها يوحي بأنها صالة طعام كل ما فيها مقرف يسد النفس .. فلا مراوح سقف تعمل.. ولا إضاءة..وكل شي معطل ولا تصلح أن تكون مربض للحمير . في فناء المعهد تنتشر القمامة في أكثر من زاوية وبالقرب من المطبخ توجد أطلال برادة معطلة ولا يوجد مصدر لمياه الشرب إلا داخل برادات المقصف الداخلي للمعهد والذي تملكه عميدة المعهد .. فعرفت حينها سبب إهمال البرادة وتعطيلها . بعدها أدخلوني إلى داخل غرف السكن الداخلي .. تفحصتها كمفتش صحة .. وجدتها مصدر لجميع الأمراض، فالأسرة لا يوجد مثيل لها إلا في مزبلة التاريخ وأسفنجات الأسرة لا ترتفع أكثر من هنش واحد والجدران مدهونه بالسواد، والبعوض يملى كل زاوية وأرضية الغرف مكشوفة تماما ولا يوجد بها أي فرش. والمصابيح معطلة. ولو تخيل أحدكم سجن بوزعبل في السينما المصرية لوجده أفضل حالاً من أحسن غرفة بالسكن الداخلي بالمعهد التقني التجاري بالمكلا طلبت أن يروني الحمامات .. وجدتها أسوء مما أتصور .. وأول ما يلفت انتباهك انتشار البعوض بصورة ملفته وبكثافة تحجب الرؤية، وعليك أن تهش البعوض بيدك من أمام عينيك حتى تتمكن من رؤية المشهد .. حنفيات مكسرة وأحواض مسدودة وأوساخ متراكمة ولا يعمل من هذه الحمامات إلا أثنين يتناوب عليها أكثر من 120 طالب . تعبوا وهم يتناوبون على نظافتها ويدفعون عن كل طالب 100 ريال شهرياً لشراء مواد النظافة والصيانة وأستأجر عمال تنظيف في حالة انسداد أحدها . وكل ذلك يضاف إلى الأعباء المالية للطالب الذي يشتري كل شي يخص السكن من أدوات كهربائية وإنارة ومواد نظافة وماء للشرب ناهيك عن كلفة الأكل في المطاعم بعد ما وصلت رداءة الغذاءات المقدمة في السكن الداخلي إلى درجة مادون الاستخدام الحيواني . وقبل مغادرتي لهذه المغارة التاريخية التي تسمى معهد في العصر الحديث.. لفت نظري مبنى حديث وكأنه (نكرة) داخل ساحة المعهد سألت الطلبة.. قالوا بأن هذا من المفترض أن يكون مطبخ وصالة طعام حديثة ولكن إدارة المعهد تحبذ أن يكون هذا المبنى صالة العاب .. فقلت صالة العاب (حته وحده) في ظل هذا الوضع المزري المخزي للمعهد والسكن الداخلي، فأين فقه الأولويات من هذا ؟!. أشار أحد الطلبة بأصبعه إلى نهاية سور ساحة المعهد من جهة الشارع قائلاً: هل تعرف أن ذلك مسجد؟ قلت نعم وكان يسمى مسجد بلال .. قال الآن هو يتبع المعهد والسكن الداخلي .. دعاني لزيارته .. لم تصدق عيني ما رأت .. فقد كنت أحد رواد هذا المسجد قبل أن يدخل داخل سور المعهد وكان يؤمه في ذلك الوقت الأخ الخلوق نبيل باتيس،المسجد يملؤه الإهمال في كل شي ..السقف آيل للسقوط والمراوح توشك أن تقع وقد أكلها الصداء مع الأبواب والنوافذ والمنبر والبراد .. تساءلت بصوت مرتفع وأين الحكومة من بيوت الله وأين أهل الخير إذا كان لا خير في الحكومة؟!، قال بعض الطلبة لا نخفيك سرا إذا قلنا لك بأن الكثير من أهل الخير تقدموا لإصلاح وإعادة تأهيل المسجد ولكن إدارة المعهد تشترط على المتصدق بأن يسلم المبلغ للإدارة وهي من ستقوم بالعمل ولكن عدم ثقة المتصدقين بإدارة المعهد تكون حائلاً أمام هذا العمل الجليل ..هذا ما نقله الطلبة.. وأنا أقول إذا كان ما نقله الطلبة غير صحيح في هذا الجانب، فإن أحد المتصدقين لديه الاستعداد لإعادة تأهيل المسجد وما على إدارة المعهد إلا التواصل مع الموقع برسالة وسنقوم بواجبنا.. وإذا كان هذا حال بيت الله فما دونه يهون. يتساءل الطلبة من ينصفهم وينصف معهدهم من هذا الظلم والإهمال ويوقف المستهترين الذين ضيعوا أماناتهم عند حدهم؟!. ومن يقف مع المظلومين ؟!. أسئلة نتمنى أن يكون لها صدى ومجيب. نعود ونذكر القارئ العزيز عن مطالب طلبة السكن الداخلي بالمعاهد المهنية بالمحافظة والتي نشرت في حينها على أكثر من موقع الكتروني وهي : 1. التغذية: من حيث نوعية ورداءة الطعام المقدم في السكن الداخلي. 2. حالة السكن: الذي يعاني من انقطاع دائم للماء. وعدم وجود ماء صالح للشرب. والبيئة الغير صالحة للسكن.لعدم وجود عمال خدمات . 3. وضع الحمامات المزري و المقزز.