لا أدري هل يصح الخبر المنشور في موقع عدن الغد، عن تهديد علي محسن الأحمر بإرسال ألفي مقاتل قبلي الى حضرموت ردًا على ما حدث للسكان الشماليين . وأنا بين مصدق للخبر ومكذبًا له لأنه لا يستوعب عقلي الذي يحيا في القرن الحادي والعشرين حدوث مثل ذلك ، ولأنه لا يستعبد اختلاق الخبر من قبل جهات مناوئة ضمن اطار الحرب الاعلامية المستعرة بين مكونات الدولة المهلهلة ، وكذلك أنا لا أستبعد صدق صدور هذا الفعل لأنه سبق منهم سابقة كهذه ، والمرء الذي لا يفطن لماضيه لا يبني مستقبله ، ثم إن عقلية الإخوة اليمنيين في الشمال لا تدفع لاستبعاد صدور مثل هذه الأوامر. وسواء صحّت هذه الأخبار أم لم تصح فإنها ستكون ذات انعكاسات خطيرة في سير العلاقات بين المستوطنين الشماليين والسكان الحضارم في حضرموت، وهي علاقات متوترة تحمل كثيرًا من الذكريات الأليمة ، وستكون لغمًا اضافيا تحت سيارة الوحدة المترنحة والصدئة. وباعتبار صحة هذا الخبر فإن هذا الخبر سيكون انتحارا سياسيًا للوجود الشمالي ودواعي هذه النتيجة ما يلي : - أنه تصرف أرعن يدل دلالة واضحة على عدم وجود الدولة ، وإنما الموجود قوى خارج إطار السلطة وهذا لا بد أن يدفع بآلاف المترددين في حضرموت إلى مناقشة وضع خطير كهذا ، والتعامل معه بناء على هذه النتيجة ، وأول نتائج ذلك ازدياد شعبية تأسيس لجان شعبية لحفظ الأمن وهذا سيكون مدعاة لانتشار السلاح في أيدي هذه اللجان الشعبية، وقد تخرج الأمور عن السيطرة فتكون مجموعات المستوطنين الشماليين أولى ضحاياها . - وجود ميلشيات قبلية خارج نطاق السلطة سيدفع قطاعات شعبية وقبلية لحمل السلاح ، وستؤدي هذه الخطوة إلى اعطاء أهل حضرموت حق شرعي ديني للدفاع عن أرضهم وأنفسهم ، ولن تجد من يجادل في مشروعية قتال المعتدي القادم بقصد الاعتداء، ولا زالت كثير من القطاعات الحضرمية انطلاقاً من وازع ديني تكف عن دماء الاخوة الشماليين المحرمة، لكن إن تدفقت مجموعات قبلية شمالية فإن ذلك سيدفع بلا شك إلى موجة من القتل والقتل المضاد، وقد درسنا منذ صغرنا في الفيزياء أن كل فعل له رد فعل مساوٍ له في القوة مضاد له في الاتجاه وهذا ما سيحدث للأسف. ختاما فإننا إن صح الخبر نعلن استنكارنا الشديد له، ونحذر الأحمر ومن معه بأن التاريخ لن يرحمه وسيدافع أبناء المجاهدين الأوائل على حرماتهم وقد حفظ لنا التاريخ غطرسة أكبر من هذه تهاوت تحت سلطان الحق ، وذهبت كل أوهامها إلى مزبلة التاريخ لتبقى الشعوب هي المنتصر الأوحد. وإن لم يصح الخبر فإننا كذلك نستنكر هذه الأخبار المثيرة للعداوات وإن كان لأصحابها قضية عادلة فإنها لن تنتصر بالكذب والتزوير وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.