لشيخنا الفاضل ثلاث مناقب لم أرها لغيره ممن عاصره : الأولى : أنه شيخ الصحوة المعاصرة في غيل باوزير خاصة وحضرموت عامة فلقد بدأ مشواره الدعوي مبكرا حيث الحكم الشمولي في الجنوب فصدع بالحق في وجه من كان يحارب الدعوة والتدين في حين غادر بعض الخيرين البلاد وسكت آخرون وربما داهن البعض الآخر . فلاقى في سبيل ذلك الأذى والتعذيب والسجن والحرمان وما زاده ذلك الا ثباتا وإصرارا على المضي في الدعوة الى الله . الثانية : الشيخ لم يكن آية فقط في حفظ كتاب الله واستظهاره بل كان آية في الاستشهاد به فيخيل اليك حينما يستشهد بالآيات أن المصحف أمامه وربما أبهرك بالاستدلال على ما يقول بالآيات القرآنية فلا يكاد يأتي على مسألة الا واستدل لها بشاهد من القرآن .واستمع اليه وهو يصف الجنة او النار او وهو يتكلم عن ثمار التقوى أو قلب محاضراته وخطبه فسترى العجب العجاب . الثالثة :كان الشيخ جبل في الدعوة والوعظ والتعليم فلا تكاد قرية في حضرموت الساحل ولا مدينة في الداخل الا دخلها واعظا ومحاضرا بل كانت له بعض الصولات والجولات في بعض المحافظات الأخرى كعدن و شبوة وبعد انتخابه في مجلس النواب استثمر جل وقته في صنعاء للدعوة الى الله . الشيخ لا يكاد يكل أو يمل من الدروس والمحاضرات والخطب حتى جلساته وقعداته كانت مليئة في الكلام على الدعوة وبيان الحق للناس حتى أنه كان له درسان في بيته لأهله يقول الأستاذ : أبوبكر اصغر أبنائه أنه ختم كتاب زاد المعاد لابن القيم والتذكرة القرطبي خلالهما . ولقد ختم تفسير القرآن الكريم كاملا غير مرة ومنها مرة في صنعاء كلها بعد صلاة الفجر وقرأ كتب عدة بعد صلاة العصر وفي رمضان في مسجده . وكان له درس أسبوعي في مسجد باهارون بالغيل في التفسير وأسس درس أسبوعي للنساء في مسجده باحميد . اما جهوده في نشر السنة والقضاء على العديد من العادات والتقاليد السيئة فهذا كثير .