قبل مايقارب الشهر تقريبا كنت في زيارة لمحافظتنا حضرموت وتحديدا لمدينتي الحامي وذلك لقضاء الإجازة عند الأهل والأصدقاء وعلى الرغم من غيابنا لفترة طويلة بأرض المهجر الا انني لم أرَ مايلفت الانتباه من حيث اي تغير جذري ايجابي في حضرموت بشكل عام والحامي على وجه الخصوص حيث مازال جسر شحير الشهير على شاكلته ومازالت مركبات ( المقيمين بصورة غير شرعية ) تمشي عكس السير عند سدة العيدروس في الشحر ومازال المواطنون في مدينة الحامي يستنشقون الغازات السامه المنبعثة من مصنع الفيبرجلاس ذلك المصنع الذي يقبع امام منازلهم ومازال الاخوه ابوقيس وابو ماجد وابومحمد يتمتعون بإقبال وترحيب من قبل الشباب على الرغم من المحاولات الجادة للحد من تواجدهم في حضرموت وأخيرا مازال عبود هو ذاك هو … جلست مع أحد الأصدقاء المقربين لي وهو الامين العام لملتقى شباب الحامي التطوعي الأستاذ عبيد سعيد واكد وتبادلنا الأحاديث والآراء وكل مايخص مدينتنا الحامي واثنيت كثيرا على المبادرات التي يقومون بها والتي تخدم الصالح العام للمجتمع وبنبذة مختصرة عن هذا الملتقى فإنه يعد نموذجا للعمل التطوعي واستطاع في فترة وجيزة استطاع القيام بأعمال تطوعيه الجميع أشاد بها ولاقت ترحيبا واستحسانا من قبل جميع الأطياف والمكونات في الحامي يضعون مصلحة الحامي أولا في اعينهم ويعملون دون كلل أو ملل ويعزز من القيم الاجتماعيه النبيله بين افراد المجتمع الواحد . وبالعودة الى محور حديثنا ولقائنا بالاستاذ عبيد واكد طلبت منه ان يحدثني عن اأاوضاع بشكل عام والحالة المعيشية لمدينتنا الحامي المحمية … ذهلت كثيرا عندما قام بسرد الأرقام من خلال إحصائيه تم اعدادها من قبل شباب الملتقى حيث تم إخبارنا أن عدد المصابين بمرض الضغط يتجاوز حاجز الاف مصاب والمصابون بمرض السكر يقدرون بستمائة حالة ومن بين المصابين بداء السكر طفل لايتجاوز من العمر عشر سنوات يطعم بأبرتين انسولين يوميا … اما المصابون بمرض القلب فعددهم ما يقارب مائة وخمسون شخصا وهناك حاله لطفله تبلغ سنة ونصف وبها ثقبين في القلب … كذلك المصابون بمرض السرطان تبلغ ثمان حالات بمختلف تنوعها وهناك ثلاث حالات تعاني من مرض فيروس الكبد وتم الكشف عن خمس وعشرون حالة مصابة بالصرع … وانتهى حديثنا مع الأمين العام للملتقى الاستاذ عبيد بعد ان أعطى لنا مشكورا هذه الاحصائية . هذه الحالات التي تم رصدها وتوثيقها من قبل شباب ملتقى الحامي التطوعي تجعلنا ندعو الله أن يمن عليهم بالشفاء العاجل ولجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وأن نسارع لمد يد العون لهم وما يلزم علينا من واجب ديني وأخلاقي يتحتم علينا مساعدة أسرهم والتكفل بعلاجهم بقدر الاستطاعه. ونحن هنا لاندعي الخصوصية لمدينتنا الحامي ولكننا نقوم بإسقاط هذا النموذج على بقية المدن الأخرى الأكبر من حيث الكثافة السكانية ونتمنى أن نكون عونا لهم والأخذ بأيديهم فلا خير فينا إن تركناهم يتألمون ونحن نتأمل فقط هذه الارقام المفزعه ولاتحرك بنا ساكنا … إنها دعوه لكل من يستطيع أن يعيد البسمة لهؤلاء المرضى بمساعدتهم ماديا ومعنويا وما بها من أجر كبير عند الباري عز وجل .