مرت أيام قليلة على الذكرى السادسة لرحيل الشيخ الجليل عبدالله أحمد بن محسن الناخبي الذي انتقل الى جوار ربه في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية في العاشر م يونيو 2007م وقضى في هذه المدينة 33 عاماً من عمره الذي تجاوز المائة بأعوام كان في هذه الفترة إماماً لمسجد بابيضان بالكندرة ويقوم بإلقاء الدروس والوعظ والارشاد بعد أن غادر مدينة المكلا التي أحبها غادرها مكرهاً عام 1974م تعرّض لصنوف من المضايقات لأنهُ لم يهادن وظلّ يصدح بالحق ولايخشى في هذا الأمر لومة لائم. الشيخ الجليل عبدالله الناخبي اشتهر بين الناس عالماً وفقيهاً بمبدأ الوسطية والاعتدال عرفتهُ العديد من مساجد مدينة المكلا بنشاطه الوعظي والديني ويعتبر أول إمام وخطيب في جامع عمر بالمكلا حيث أصدر السلطان عمر بن عوض القعيطي مرسوماً سلطانياً بهذا الأمر وظلّ أكثر من 3 عقود إلى أن تمّ إعفاؤه لعدم مهادنته للسلطات وخاصة بعد التوجهات السياسية التي سادت في تلك الفترة من تطرف وتشدّد. عمل لعدة سنوات إماماً لمسجد بازرعة برّع السدّة. ننتقل إلى اسهام آخر كانت لهُ فيه اليد الطولى والقدح المُعلّى عندما عمل أميناً للمكتبة السلطانيّة بالمكلا بعد عامين من تأسيسها حيث عيّن في هذا الموقع عام 1943م واستمر في هذا الموقع قرابة ربع قرن إلى عام 1968م كانت بصماته لاتخطئها العين في التطور الذي شهده هذا المعلم الثقافي حيث كان يجول العديد من البلدان العربية لجلب الكتب القيّمة والمراجع النفيسة. استلم المكتبة السلطانيّة وكانت تحتوي على 4000 كتاب ومجلّد وغادرها بعد أن أصبحت تحتوي على أكثر من 8000 كتاب ومجلّد. والشيخ الجليل عبدالله الناخبي شاعر مُبدع قال الشعر في معظم أغراضه أصدر السلطان المثقّف صالح بن غالب القعيطي مرسوماً سلطانيّاً أطلق على الشيخ الناخبي لقب شاعر الدولة اشتهر بقصائده الوطنيّة التي تحمل بشائر التفاؤل بالتغيير بعد سقوط السلطنة القعيطية على أيدي قوات من الجبهة القومية في 17 سبتمبر عام 1967م ومن بين القصائد الوطنيّة (لبّيك يا موطني)و (دقّت الساعة هيّا للعمل)و(سلامٌ ثورة العُربِ)غنّى ولحّن هذه الأناشيد الوطنيّة الفنان الشعبي الكبير كرامة سعيد مرسال وهذه الأناشيد الوطنيّة مسجّلة في إذاعة المكلا منذ عام 1968م وبعد عام ونصف من الاستقلال وانتصار الجناح ذو التوجه اليساري وصل الخلاف بين الشيخ الناخبي والسلطة آنذاك ذروته عانى من ذلك الشيخ الأمرّين . عُرف عن الشيخ الناخبي أنه رجل دولة من طراز رفيع وقد تبوأ العديد من المناصب الحكوومية وترأس العديد من اللجان الأهلية وكان رئيس تحريرمجلة ( الأخبار )الحكومية لسان حال الدولة القعيطية كما عرف عنه أنه مصلح اجتماعي يتم العودة إليه والاستئناس بآرائه في حل العديد من المنازعات والخصومات التي تحدث بسبب الثارات وخلافات الأرض الزراعية وأسهم في العديد من قضايا الصلح في منطقته يافع والعديد من مناطق حضرموت. أما عن دوره في ارساء مداميك التعليم النظامي الحديث وبالأخص تعليم الفتاة فإنني سأخصّص له مقالاً مستقلاً بذاته. والحقيقة ان ماتطرقت إليه يمثل النزر اليسير من عطاءات الشيخ الجمّة وهو غيض من فيض كما يقولون،كما أنه حزّ في نفسي أن تمر هذه المناسبة مرور الكرام وكأنّ شيئاً لم يكُن وهذا التقصير واللامبالاة أعتب فيه على بعض الجهات تحديداً مكتب وزارة الأوقاف والإرشاد بالمحافظة فرع جمعية علماء حضرموت هيئة علماء السنة والجماعة الهيئة العامة للكتاب بالمحافظة ، اتحاد الأدباء ساحل حضرموت وأستثني من عتابي هذا مكتب وزارة التربية والتعليم ساحل حضرموت حيث أكّد لي مدير عام مكتب وزارة التربية والتعليم الزميل/جمال سالم عبدون هذا الشاب النشط والمثابر أنهم بصدد إقامة فعالية إحتفاءً بالذكرى السادسة لرحيل الشيخ الناخبي وسيكلّف في هذا الأمر دائرتي تعليم الفتاة والاعلام التربوي وهذه المعلومة وردت في حوار قصير أجريته معهُ في حلقة خاصة ستقدمها إذاعة المكلا قريباً وقد حرصت هذه الاذاعة على الاحتفاء بالشيخ عبدالله الناخبي بصورة سنويّة. هذه اضاءات وعدتُ بها الإعلامي الخلوق/مجدي محمد بازياد ليقوم بنشرها في الموقع الإلكتروني ( هُنا حضرموت ). ليتعرّف متابعو هذا الموقع المنتشرين في العالم وهم كُثر عن جوانب وإضاءات عن هذهِ الشخصيّة العصاميّة الشيخ الجليل/عبدالله أحمد بن محسن الناخبي طيّب الله ثراه.