ما هي غريبة أبدا ولا هي شاذة ولا نادّة, وعادي جدا أن يقف المواطن سنين وسنين, وعادي جدا جدا أن المسؤول مخزن في ديوان المحافظ أو ديوان قائد القوات, ولا هو داري من واقف ومن جالس. قدها فضيلة ع المسكين. ومن متى شفنا محافظ أو مدير مكتب أو أمن يقول لبطنه: والله ما تشبعي حتى يشبع أخر طفل في حضرموت, أو يقول لزوجته ما تتهنّي بفللا حتى يسكن آخر متضرر من كارثة عمرها خمس سنوات, أظن أنني بالغت قليلا أو ربما كثيرا. البيوت – يا جماعة الخير – اللي تهدمت في كارثة 2008, ما هو أعلى بيت فيها؟ يعني كم دور ؟ خمسة .. سبعة .. عشرة…, وكم عددها؟ كلها بيوت ناس عاديين, الواحد منهم ما بنى الثلاث الغرف والمطبخ والحمام – أكرمكم الله – إلا بعد ما شاب شعر مسامعه. وكم هم المتضررون ؟ مليون متضرر؟ مليونان … ثلاثة …, ما أدري؟ الخبر في رأس مدير الصندوق اللي للأن ما جينا على مفتاحه. صاحب لي قال: نفسي أشوف الصندوق هذا وين مطروح؟ في دار من؟ وحق من هو؟ وكبير هو وإلا صغير؟ وشي بِيَس فيه والا خلي؟ ومفتاحه فين ؟ في المكلا المحروسة, وإلا على طريق صافر؟ قلت له: يظهر أنه صندوق سحري ما حد يعلم به إلا الكبار بس, لأنهم أهل الشن والشحن. في اليابان في سنة واحدة وكأن ما شي حصل فيها, كل شي رجعوه صحاب العيون الصغيرة, قالوا نحن مش كماهم, لأنها دولة اقتصادها قوي وما تعاني من الاسهال كما دولتنا, كله إسهال ماشي قبض أبدا, ولما شفنا اليابان شفنا عماير تسقط الكوفية من رأسك لما تطالع فيها, ونحن يادوب الواحد منا معاه دور وإلا دورين, ومدير الصندوق جالس يترزح ويترنح, ومخلي المساكين يخبخبون وراه. وايش بينقص أصحاب صندوق المساكين لو كل سنة نشروا تقرير, يقولون بنينا كذا,, ورممنا كذا,, ودفعنا كذا ,, وهذه أسماء المستلمين أصحاب الشأن,, وهذه صور البيوت اللي بنيناها,, وهذا إللي من زايد ,, وهذا من ناقص, عشان نقول أن صندوقنا الموقر فيه شفافيه. وممكن نتنازل ولا نبغاهم يقولون لنا كم وسطه من البيس – الزلط-, جم وإلا قليل؟ نحن موافقين وبانبصم بالعشرة, ومتنازلين عن معرفة كم وسطه, ولا بنحاكم حد؟ بس طلعوا لنا تقرير سنوي مفصل – حبة حبة – , مش خبر من خمسة أسطر في موقع, ونشروه في وسائل الإعلام, أو المحروس مدير الصندوق يسوي كل سنة مؤتمر صحفي, يكلم الناس , يقولهم , يعرّفهم, يبصّرهم, وايش سوّى, وكم صرف ؟ ومن هم اللي استلموا. لكن الشغلة كلوسة, وطبيعي الناس بيشكّوا وبيتكلموا وبيكتبوا, وخاصة أننا ما شاء الله في دولة كما المنخل ما يمسك شي – إسهال-, ونشوف المساكين واقفين من 2008 ما جلسوا أبدا. يا حضرة محافظ المحافظة أو يا حضرة مدير الصندوق, أو يا حضرة المدير الفعلي المختفي, عاد شي رحمة, قولوا لنا عام كم بتنتهي معاناة الناس وبترجع المياه لمياريها, إن كان الأمر من عندكم أو من فوقكم من عند الجماعة خوتنا في صنعاء جماعة صقر, أو من القاعدة أو الطائرات بدون نصراني, أو من جنِّي الرَّقَق, بغينا بنعرف السالفة وين راسها من رجولها, ودمتم بخير.