مازال الحوار الوطني مستمر وجلساته في انعقاد دائم لمناقشة الكثير من القضايا التي تخص اليمن ، وقد تحدث بعض أعضائه في أحد جلساتهم على ضرورة أن يكون التعليم مجاني ، وهو كلام جميل إلا أن الواقع في جانب والكلام في جانب ، وأنا هنا كولي أمر أقدم تساؤلي لرئيس الجمهورية ماذا تنتظرون من جيل لم يقدم له الوطن أبسط حقوقه في نيل تعليم مجاني فهل سينفع وطنه ؟ عندما أجلس مع نفسي لترهة من الزمن وأعيد شريط الذكريات بحلوها ومرّها ، وحتى المر حلو أيضا إذا ماقورن بواقع اليوم ، أتذكر توجيهات عقال حارتنا في ذاك الزمن في التوجه للدراسة ونجد التشجيع منهم ، وإدارة المدرسة أيضا دورهم كان أبرز فهم يصرفون لنا بعض المستلزمات الدراسية ، وأتذكر جيدا أصدقائنا من دارسي الثانوية حين توفر لهم وزارة المعارف وسائل لنقلهم من الحارة إلى الثانوية والعودة . كل تلك الذكريات الجميلة تصطدم بالواقع الحالي المرير فطلاب الثانويات والجامعات يذهبوا مشيا على أقدامهم في حين نرى فيه المسؤولين عن العناية بالجيل وتوفير لهم التعليم المجاني وتوفير لهم وسائل نقل وراحة يمتطون أغلى أنواع السيارات ، والدولة تتوسع في تشييد الجامعات في اهتمام منها بالكم لا بالكيف . بساحل حضرموت توجد جامعة تسمى بجامعة حضرموت وفيها طلاب يدرسون بمبلغ لا يقل عن مائة ألف ريال سنويا تحت مسمى تعليم موازي ، وسؤالي هل التعليم الموازي على أبناء الوطن ليتحمل الطالب الرسوم ، وأضف عليها متطلبات الدراسة فعن أي تعليم مجاني تتحدثون ؟ . وعند الاستفسار لدى مسؤولي الجامعة لماذا تأخذون هذا المبلغ يخبرونك بأنه لتحسين الجامعة ، فهل الدولة غير قادرة على تحسين الجامعة في الوقت الذي تصرف فيه مبالغ طائلة في شراء أحدث السيارات وإهدار مبالغ كبيرة في صرفيات قد تكون غير ضرورية ، أليس الأحرى بهم صرف تلك المبالغ في تعليم أبناءنا بالجامعة دون اللجوء إلى تكليف الأسر هذا العبء أما يكفيها ماتعانيه من ارتفاع للأسعار وقلة المعاشات ، أو أن المسألة أن البعض عنده هواية حرمان الجيل الصاعد من التعليم الجامعي وقد كان ينشد من الصغر: ياترى ماذا أصير ……. عندما أغدوا كبيرا هل ترى أغدوا طبيبا ……. أو زعيم أو وزيرا فهل هذا الحوار الذي يعتمل به قادر على تحريم التعليم الجامعي بالفلوس على أبناء الوطن الذين يعول عليهم خدمة الوطن والمواطن بعد تخرجهم أم أن الجيل سيبقى ضحية لرغبات بعض المسؤولين ، الدين يولدون روح الكراهية عند الجيل وتعميق فيه الرشوة وحقد الوطن والمواطن . مايسمى بالتعليم الموازي كان الأولى به استلام تلك المبالغ من الأجانب ، فهذه كلمة حق أحببنا إيصالها علّها تجد مستجيبا لها ، من أجل جيل صاعد ينفع وطنه وأهله . فما هو ذنب من يكتوي بنار حرمان أولاده من التعليم بسبب العجز وعدم المقدرة على دفع المبالغ الطائلة ! وصدق القائل ( من بايشترح يشترح والنار ماتكوي إلا حيث ماتنطرح ! )