خطر ببالي لو أن (شامبيون1) كانت تحمل دقيقاً أو اسمنتاً أو خشباً أو حتى حفاظات أو كوافي، ماكنا نطلب العون لإنقاذنا من الكارثة.. لو كانت تحمل أحذية أو فيمتو أو بنطلونات، كان الناس تسابقوا سباحة لأخذ ماخف وزنه.. (وبايقع علموا أولادكم السباحة حديث الصبح والمساء) أما لو كانت تحمل أسلحة وقنابل ومتفجرات، كان الأشاوس يصلون إليها قبل مغيب الشمس، والأطقم المزركشة تحيط بها، ولن تطلع الشمس إلا وحمولتها في مخازن آمنة.. أما لو كانت تحمل (شُرْبَة) وتلك كانت أمنيتي، لكفت سكان حضرموت (شُرْبَة) رمضان.. وكونها لاتبعد كثيراً عن (البريد) فالشربة بتكون للمتقاعدين (طسط كبير عائلي)وفوقه هدية مغرفةكبيرة تسمى مغرفة المازوت، ولباقي الموظفين(طسط)واحد صغير ومعه هدية عصا اتوماتيك لإيقاظ المسؤولين قبل أن يصل المازوت غرف نومنا.. لكن المصيبة إنها تحمل مازوتاً وهو كالرجس من عمل الشيطان.. وحقيقة الأمر أنا أستغرب، أي مساوئ صدف هذه التي لاترمي لنا مرة واحدة سفينة محملة بالديزل أو البترول أو حتى كزاب.. حتى نشبع، ونشكر نعمة الكوارث!! لاأدري أين يختفي أصحاب الشعارات الفضفاضة التي تطمئن المواطن على صحته!! صحتك تهمنا، وأنت في أيد أمينة، ومستقبلك معنا، ونحن نؤمن مستقبل أولادك!! وطابور طويل مما يصيبك بالغثيان.. كل ذلك يختفي ويختفي معه الجهد الرسمي(العاجل والفاعل) حين الكوارث.. ليجد المواطن المسكين أن لاأحد يهتم بصحته إلا أمه وأبيه وصاحبته وبنيه.. والباقي (طَقَعْ).. بقي أن ندعو الله، ونحن على الصوم، أن يكون لنا معيناً على هؤلاء الظلمة، الذين يصنعون الكوارث ويتفرجون عليها، اللهم اسقهم من شُرْبَة المازوت.. واجعل حياتهم مازوت أصلي..