الإعلام الجديد "New Media" جملة من تطبيقات النشر الإلكتروني والإتصال الرقمي بإستخدام وسائل الإتصال والإعلام المختلفة فضلاً عن تطبيقات اللاسلكية والإتصال عبر الأقمار الإصطناعية في سياق التزاوج بين تكنولوجيا الإتصال والمعلومات، وتتمثل وسائل الإعلام الجديد في كل ما ينشر على شبكة الإنترنت من المواقع الإلكترونية سواءا كانت بوابات الاخبار أوالصحف والمجلات الالكترونية والاذاعات المحلية والفضائيات الخاصة و كذلك المواقع الإعلامية الشخصية والمراصد الإعلامية والنشرات البريدية واللوائح البريدية والمدونات والمنتديات وغرف الدردشة التفاعلية ذات الوسائط المتعددة بالإضافة الى مواقع شبكات التواصل الإجتماعي كالفيس بوك والتويتر واليوتيوب وغيرها. ولم يكن دخول حضرموت إلى بوابة "الإعلام الجديد" في هذه الألفية الثالثة من القرن الحادي والعشرين بغريب على أحد فقد سطّر أبناء تاريخهم الإعلامي والصحفي منذ ما قبل العقد الثاني من القرن العشرين فقد عرف أبناء حضرموت "الصحافة" مؤسسين للصحف ومديرين ورؤساء تحرير، وقد بدأت أولى محاولاتهم لإصدار مطبوعة صحفية عام 1911م في منطقة المسيلة لصاحبها (السيد محمد عقيل بن يحيى)، أما في النصف الماضي من القرن العشرين أي في قرابة سنة 1945م فقد تمخضت حضرموت من أقصاها إلى أقصاها وفي ساحلها وواديها حركة صحافية كبيرة بعثت بارق الأمل والخير ليتوالى إصدار الصحف المخطوطة والمطبوعة. وقد دشّن دخول حضرموت بوابة "الإعلام الجديد" في هذه الألفية الثالثة بدء مرحلة جديدة من تاريخ الصحافة في حضرموت وتمثلت في الإنفتاح المعلوماتي الفضائي الحر الذي تجاوز الحدود والقيود لنشهد بذلك تدشين مواقع وصفحات ومنتديات إلكترونية على شبكة الإنترنت ومجموعات شبابية على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي كالفيس بوك والتويتر وغيرها من وسائل الإعلام الجديد لتقدم حضرموت لجمهورها في الداخل والخارج صورة عن هوية هذه البلدة المباركة وثقافتها وتراثها وعاداتها وتقاليدها وانجازاتها العلمية والمعرفية. وفي ظل ذلك الإنفتاح الإعلامي الذي شهدته حضرموت على بوابة "الإعلام الجديد" شهدت حضرموت حضورا إعلاميا ملموسا أصبح له صدى إعلامي في الداخل والخارج هذا الحضور الإعلامي اللافت للنظر الذي ارتسم جليا على بوابة "الإعلام الجديد" أوجد خطاب إعلامي معين ذو إستراتيجية إعلامية معينة ترسمه مؤسسات سياسية ودينية وإجتماعية في حضرموت لها أجندة خاصة تهدف للوصول لتحقيقها، هذا الخطاب الإعلامي الحضرمي بكل ما يحمله من توجهات ورؤى وأهداف وطموحات من قبل العديد من المهتمين بالشأن الحضرمي الموجودين في حضرموت والمهاجر والذي برز في العديد من الرؤى والكتابات والمقالات والحوارات وتبادل الآراء والنقاشات بتباينها كما ونوعا ومن مختلف المدارس والتيارات الحضرمية قد وجدت هذه المؤسسات والشخصيات والنخب الحضرمية في عالم "الإعلام الجديد" متنفس حر أوصلت به صوت حضرموت إلى مختلف البلدان والمهاجر في حين لم تجد هذا التنفس والإنفتاح الحر في "الإعلام التقليدي" كالصحافة والإذاعة والتلفزيون والذي يطغى عليها الطابع الرسمي الحكومي الموجه. تقع هناك على عاتق الأشخاص القائمين بالإتصال ومهندسي لغة الخطاب الإعلامي في حضرموت مسؤولية كبيرة وهي أن يتقوا الله سبحانه وتعالى في حضرموت وأهلها هذه البلدة الطيبة أهلها التي أوصلت رسالة الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة إلى كل أرجاء المعمورة، فعليهم واجب وضع حضرموت فوق كل إعتبار وفوق كل الأجندات والمصالح الخارجية سواءا الأجندات الحزبية أو الطائفية أو غيرها من الأجندات التي تلوح علينا في الأفق وأن حضرموت فوق الجميع وليست مطيّة توجهها الأهواء والأجندات والمصالح الشخصية بمختلف أهدافها فقد آن الأوان لحضرموت وأبنائها أن تعيش بكرامة وعزة في موطنها بأمان وسلام. وكما نعرف إيجابيات "الإعلام الجديد" من ايصال المعلومة والمعرفة إلى طالبها في أسرع وقت وأقل جهد علينا أن نتذكر سلبيات "الإعلام الجديد" والذي قد يدس السم في العسل عبر بوق التحريش الشيطاني والتي قد تجلب لحضرموت في قادم أيامها ما لا نحمد عقباه سواء ببث الفرقة بين أبنائها عبر هذه المنابر الإعلامية أوتأجيج الصراع والنزاع لا سمح الله فحضرموت ليست مسرحا للصراعات والنزاعات والتحريش بين أبنائها والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها.. … حفظ الله حضرموت من كل مكروه.. * باحث في علوم الإعلام والإتصال