تحدث الأستاذ عبد الحكيم علي بن محفوظ نائب رئيس منتدى المعلم الثقافي الاجتماعي بالمكلا في خطبة الجمعة اليوم بجامع النور ( بن جنيد ) عن القضية الجنوبية ( ما لها وما عليها ) ، حيث ذكر في بداية خطبته عن الأسباب التي أدت إلا تأجيجها والمطالبة بها ثم ذكر بعض المحاذير والنقاط التي تتعلق بذلك ، حيث قال : "هي قضية ينبغي أن تكون على رأس سلّم أولويات كل علم عاقل وناصح ، مما تستوجب حقن الدماء وإزالة فتيل الفتنة وإطفاء لهبها الذي يستعر ، وإن لم يتدارك ذلك العقلاء ، فستقضي على الأخضر واليابس ، القضية الجنوبية قضية بلد استشرى فيه الظلم وأهدر فيه العدل ، فلا تكاد تجد إلا آثار ذلك الظلم المنشر ". مركزا بأن أسباب ذلك تعود إلى : - إن هذا البلد بعد حرب 1994 م حدث فيه من المظالم والنهب ما ينبغي لنا أن نقف عندها فإن هناك نهب منظم ومستمر لمؤسسات الدولة والقطاع العام ونهب الأراضي العامة المملوكة للدولة ، بل وفي أحياناً كثيرة على الأراضي الخاصة المملوكة للناس . - أن عشرات الآلاف من الموظفين ، عسكريين ومدنيين تم تسريحهم من مهامهم ووظائفهم ، وإعطائهم رواتب زهيدة يعيلون بها أسرهم . - هيمنة القوى المتنفذة في الشمال على المناصب المهمة ، المدنية والعسكرية في عموم أنحاء البلاد ، وإن وجد جنوبي في منصب قيادي فصلاحياته غالباً أقل بكثير من صلاحيات من هو دونه ( من الشماليين ) . - ما تواتر واعترف به القاصي والداني من نهب هائل للثروات التي تتركز معظمها في حضرموت والجنوب ، سواء كانت ثروات نفطية أو معدنية أو غاز أو ثورات سمكية ، فذهبت معظمها لحفنة قليلة ولعائلة محدودة ولقبيلة معروفة ، تدافع اليوم عن الوحدة لا للوحدة وإنما لاستمرار النهب والفيد الذي مارسوه ويمارسونه . - إغراق المحافظات الجنوبية وبالأخص حضرموت في المخدرات والقات ، وجعلها أولاً من أهم ممرات المخدرات في الشرق الأوسط ثم تفشى هذا الوباء حتى أصبح يباع في الأماكن العامة ، كما في حديقة 22 مايو ولعل في اسمها دلالة عليها . - تفشي الفساد في معظم أجهزة الدولة وخاصة جهازي القضاء والأمن اللذين هما ملجأ الضعيف ومرجع المظلوم ، فالقضاء مرتشياً والأمن خرباً . - حالة الفقر العام والتدهور الاقتصادي بسبب السياسات المجرمة ، فأوصلت البلد إلى حافة المجاعة . - التهميش المتعمد للمرافق الحيوية مثل ميناء عدن وميناء المكلا ومطار المكلاوعدن ، مما أوجد شعورا بأن النظام في صنعاء استحوذ على الجنوب بأرضه الشاسعة وموقعه الإستراتيجي وشواطئه الواسعة وثرواته النفطية والمعدنية والغازية والسمكية ، وحولها إلى غنيمة وفيد بيد العائلة الحاكمة والحاشية . ثم تكلم عن الربيع العربي والأمل التي أعطته للعالم العربي ، وعن الثورة اليمنية فقال :" وقد كان هناك بصيص أمل في الثورات العربية التي قامت وفي الثورة اليمنية ، ولكنها وئدت وفشلت إلى الآن من خلال المبادرة الخليجية ، ولم يتغير إلا الأشخاص وبقي النظام وهيكلته ومتنفذيه وسياساته وما يتخذ قرار إلا تحت وصاية أمريكية . بعدها تناول موضوع شرعية القضية الجنوبية ، وحذر من محاذير ينبغي التنبه لها ، والحذر منها وأن أساس هذه القضية الجنوبية وعدالتها نابع من شرع الله عز وجل ، هذا في أصلها وفي حقيقتها إلا أن هناك محاذير قد تحول القضية من قضية عادلة لا لبس فيها ولا غبش إلى قضية يرد فيها الظلم بظلم مثله أو أعظم منه أو بفساد أفسد منه ، مما يستوجب أن نكون على قدر المسؤولية ، ولا أظن أن أحداً في هذه البلاد إلا ويحمل القضية الجنوبية ، ولكن تقف أمامه سدود لا تجعله ينخرط فيها بسبب عوائق تقف أمامه " ومنها أولاً لا بد من تحكيم وتطبيق الشريعة لأن ذلك هو الضمان الحقيقي للعدل ، و الحذر من ربط هذه القضية العادلة بالمد الرافضي وبإيران الرافضية ، فإن خطر إيران ليس بأقل من خطر إسرائيل وأمريكا فقد شاهدنا ما حصل بالعراق من قتل للأطفال والنساء لا لشيء إلا لأنهم من أهل السنة .فلا ننجر وراء الزعامات الماضية الذين ما عرفنا عنها خلال الأربعين الأعوام الماضية إلا أنها تسير بنا من نفق مظلم إلى نفق مظلم آخر ومن هاوية إلى هاوية أدنى منها إلى الجحيم . ثم علّق على المؤتمر الصحفي الذي عقد في بيروت لبعض قيادات الجنوب هناك فقال : " وقد سمعنا في وسائل الإعلام من خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في بيروت من خلال تصريح صريح ومصور ومتلفز من يقول أن الثورة السورية مدعومة من إسرائيل ، وذلك التصريح من أجل إرضاء إيران . كما طالب بن محفوظ بضرورة مقاطعة القات والمخدرات ، فلن تنتصر قضية بمن يتعاطى المخدرات والقات ثم علق على ما حدث في مسجد الشهداء يوم الاثنين الماضي من محاولة إفشال مهرجان إشهار اتحاد علماء ودعاة المحافظات الجنوبية فقال : " أن محاولة إفشال مهرجان إشهار اتحاد علماء ودعاة المحافظات الجنوبية ، ذلك الاتحاد التي عقدت من أجله اللقاءات واجتمع فيه الكثير من العلماء و الدعاة من حضرموت الساحل والوادي وعدن وشبوة وأبين ويافع ، وأن هذه المحاولة إلى رسالة تقول لنا ليس للعلماء والدعاة مكان بيننا ، وكأنهم يقولون سنعيدها كما كانت في السبعينات ، مؤكدا بأن العدالة والحرية ليست مرتبطة بأشخاص ولا بأحزاب ولا بجهات بل هي قضية عامة يشترك فيها الجميع ولا بد من تظافر الجهود ورص الصفوف أما أسلوب التخوين والإقصاء وأنه لا صوت يعلو فوق صوت كذا فقد انتهى زمنه ، وفكر واحد ينبغي أن يسود هذا قد أصبح في زبالة التاريخ .