أخيرا تمكنت من التقاط العم مبارك على شبكة الاسكايبي صوتا وصورة، ظهر أمامي فجأة بعد ان كنت اتربص تحركاته على شبكة النت، باغته بسؤال عابر للأميال،عم مبارك كيف حالك وايش اخبارك؟ تسمر أمام شاشة جهازه برهة من الوقت، وبدأ يصرخ من معي الأخ؟ عرف بنفسك؟ وأعطني بياناتك؟. معك صاحبك اللي تصنف على حذيه (السرب)، ودوب (يحوشبك). لحظة لحظة، سمعني صوتك، كي غن، غن. غن، تعرفنا صوتي بايخ خلقه. ايوه عرفتك أنت اللي تسافر دوب من دون ما تتكلم. والله ياعم مبارك ظروف قاهرة ارغمتني على السفر وانت عارف الدنيا رحلة واحنا فيها عابرين سبيل. افحمتني والله بكلامك هات أيش اخبارك؟ ما عندي اخبار مهمة، كيف المكلا وأهل المكلا؟ ليش ما تتابع الاخبار أول بأول يعني مش كثير صحفي تعراض، ولا تستهبل بي؟ ابدا ياعم مبارك، بس كنك لابس كمامات داخل الدار؟ بقعة قمامة، ومجاري طافحة، وتشامبيون ماقصرت كملت الباقي والبحر اصبح يقشع مازوت، وخلها بالسهالة يعني ما شي تحسن ابدا؟ أبدا عادنا افكر اشتري لي واقي. هاه ياعم مبارك عيب عليك هذا الكلام، شوفك رجال كبير في السن. لا لا أنت شكل فكرك راح لبعيد، انا ما أقصد واقي حق الشمس مرهم ولا كريم، أقصد واقي ضد الرصاص. واقي ضد الرصاص، ليش حد قلك أنك مستهدف أو تشتغل مع الجماعة. بندق لك، تعرفنا شخصية اجتماعية ومعروف عند الناس كلهم، انا كادر خبرة ولي تاريخي، والواحد يؤخذ احتياطاته والمثل قال الحذر ولا الشجاعة . بس بقعه هذه الأيام مصلوبة وكل شيء أمان أمان، امان اغنية تركية هذه، تغني انت سالي تغني. لا سالي ولا فلونة، بس اتكلم جد. ايوه خلينا في الجد، تصدق انا الوساويس حقي خلتنا، لما اتواعد مع حد علشان نروح في مشوار عمل ما أركب معه السيارة، إلا بعد ما اخليه يطفي المكينة واسمع شيء فيها صوت غريب، وادور حولها ولو شفته ما يراقبني انبطح تحت السيارة بسرعة اشوف شيء مركب فيها ولا شريحة ملصقة، والمشكلة كمين واحد يدق بي ويسألني وراك ياعم مبارك انقلبت مهندس ولا ضيعت شيء، نرد عليه بهدوء، لا بس نتأكد السيارة، هي ذكر ولا أنثى؟.