هناك خمسة بدائل للتعامل مع الاقليات في دول الغرب بديل الصهر وبديل الدمج وبديل التعددية وبديل التسامح وبديل الاستبعاد. من خلال اختيار الحكومة لأي من هذه البدائل تستطيع أن تفهم أين موقع ثقافتك وارثك الذي جئت تحمله وهل ثمة قبول واحترام لك أو لا. طبعا أجدى وأفضل هذه البدائل هو بديل التعددية لإنك ستمارس حياتك بواسطته وكأنك تعيش في بلدك الأم مهما بدت عادتك وتقاليدك مختلفة أو مصنفة أحيانا واي تعديل أو محاولة لالغاء أو استثناء أي عادة من عاداتك وتقاليدك فاعلم أنه لم يعد بديلا للتعددية بل الاستبعاد أو الدمج أو الصهر. كانت بريطانيا إلى عام 2015م تسمح للجاليات اليمنية والصومالية والاثيوبية بتعاطي القات لأنها تعرف أنه جزء من عادات وتقاليد هذه الشعوب يتناولونه أثناء جلساتهم الاجتماعية وعندما تم تصنيف القات على أنه نوع من المخدرات بدعوى من تيريزا ماي حينها كان على هذه الجاليات أن تستعد لمواجهة مصير صبها بثقافتها وعاداتها وتقاليدها في قالب الثقافة الاوروبية التي ترى أن على الاخرين الارتقاء إليها والغاء خصوصياتهم الثقافية. بريطانيا كانت آخر دولة اوروبية تسمح للجاليات المذكورة بتعاطي أعشاب القات لكن اين كان عقلها حتى عام 2015م والجواب أنها كانت تحترم العادات والتقاليد وإذا كان القانون في خدمة الانسانية فإن الغاء الخصوصيات الثقافية لأي اقلية باسم القانون يعتبر الغاءا لمبدأ الاحترام الذي هو أساس التعايش في المجتمعات. انه اشبه بمنح جميع الموظفين مكافئات واستثناء موظف واحد لا غير. ان واقع قبول واحترام الآخر يفرض قبوله واحترام كل خصوصياته جملة وتفصيلا فالقات في اليمن واثيوبيا والصومال يشبه الخمر في أوروبا ودول الغرب من حيث الاباحة لكن احترام هذه الخصوصيات لا يجب أن يتخذ طابع التحليل والتحريم بل طابع العادات والتقاليد واحترام اصحابها. كثير من اليمنيين والاثيوبيين والصوماليين في أمريكا واوروبا لا يستطيعون التأقلم والعيش بطبيعتهم واعتبار أنهم مواطنين رغم أنهم يحملون جنسيات تلك البلدان وجوازتها بسبب حرمانهم من عاداتهم وتقاليدهم التي نشأوا في بلدانهم عليها كجزء من تراثهم. وتستطيع فقط بهذه الامتيازات ان تعرف هل أنت مرغوب فيك أم لا في تلك البلدان وكما يقول المثل الغربي: من يحبني يحب كلبي. ومن يحبك سيحب عاداتك وتقاليدك لن يلغي أي جزء من تراثك ابدا. والاحترام هو سيد الموقف.