هدد لاعبو فريق الكرة بالنادي الأهلي بهجرة جماعية عن الفريق إذا قامت الإدارة بخصم جنيه واحد من عقودهم الجديدة.. هذا ما قاله اللاعبون صراحة لسيد عبدالحفيظ مدير الكرة عقب مران أمس الأول رافضين تخفيض عقودهم التي طرحتها عليهم لجنة الكرة من25% أو15%. وتوافد اللاعبون علي مكتب عبدالحفيظ بعد المران في مجموعات, وعبر كل منهم عن غضبه بطريقته, مشيرين إلي أنهم ساعدوا النادي بما فيه الكفاية, وهو ما وضع مدير الكرة في مأزق حرج بين اللاعبين والإدارة. وقد حذر اللاعبون من أن الأمر قد يصل بهم إلي عدم المشاركة أمام الزمالك في القمة الإفريقية, وفسرت المصادر تصرف لاعبي الأهلي بأن لديهم شعورا بأن الإدارة تفرض عليهم قرار الخصم رغم أنوفهم وهو ما أثار غضبهم الشديد, وشعورهم بأن الكيل قد فاض وأنهم لم يعودا يتحملون أكثر من ذلك. وبذلك تتصاعد الأمور داخل الفريق وتتحمل لجنة الكرة مسئولية ما يحدث لعدم اختيارها التوقيت المناسب في مفاتحة اللاعبين في هذا الموضوع, وهو ما ينذر بالخطر ويتوجب عليها دعوة اللاعبين للم الشمل واحتواء غضبهم, وتأجيل مناقشة مثل هذه الأمور لوقت آخر. وكانت لجنة الكرة بالأهلي قد فشلت في إقناع لاعبي الفريق الأول لكرة القدم في التعاطف مع ظروف النادي التي يمر بها حاليا بعد ما توقفت الحياة تماما في البلاد بسبب الأوضاع الراهنة وأجواء عدم الاستقرار. وحاول حسن حمدي والخطيب وهادي خشبة إقناع اللاعبين في أثناء الاجتماع بالقبول بالأمر الواقع ومد يد العون للنادي في الوقت الحالي, وبالموافقة علي تخفيض15% بدلا من25% من العقود الجديدة, إلا أن لجنة الكرة فوجئت بموقف اللاعبين وعدم قبولهم بالأمر الواقع نظرا لارتباطهم بالتزامات مادية للوفاء باحتياجاتهم الأسرية, ولم يعد الأمر مقبولا خاصة أنهم استجابوا من قبل لدعوة النادي. وحاولت لجنة الكرة إثناء اللاعبين عن موقفهم بأن ما يحدث الآن خارج إرادة النادي بعد إلغاء مسابقة الدوري وتعنت اتحاد الكرة وفرض شروط علي المشاركة في بطولة كأس مصر لكرة القدم مما دفع النادي إلي الاعتذار عنها. وشرحت لجنة الكرة للاعبين الموقف من كل جوانبه, وأن خسائر النادي بسبب إلغاء الموسم الحالي تفوق ال30 مليون جنيه, خاصة أن الرعاة لن يضخوا أموالا جديدة لعدم اكتمال الموسم وغياب الرؤية. وبدت في الأفق أزمة بين لجنة الكرة واللاعبين في هذا الإطار, وكان يتوجب علي لجنة الكرة تأجيل الاجتماع إلي ما بعد مباراة الزمالك في بطولة إفريقيا لعدم إحداث شرخ في علاقة اللاعبين مع النادي الذي يعاني الأمرين, ولكن علي ما يبدو أن الظروف بصفة عامة تفرض علي الجميع عدم تقديم تنازلات, فالنادي كان يتوقع من اللاعبين مساندته في الوقت الحالي, خاصة أنه لطالما ساندهم وجاء الوقت ليردوا الجميل, واللاعبون من ناحية يقعون تحت وطأة متطلبات الحياة, وأنهم قدموا من قبل ولا يملكون شيئا يستطيعون أن يفعلوه في هذه الأجواء الصعبة من وجهة نظرهم, وعلي الرغم من ذلك فإن لجنة الكرة أعطت للاعبين مهلة لبدء جولة جديدة من المفاوضات معهم. وأكدت مصادر أن ما أقدمت عليه لجنة الكرة في هذا الاجتماع دفع بعض اللاعبين إلي البحث عن عقود خارجية قبل انطلاق الموسم الجديد من خلال وكلاء لاعبين واتصالات أجروها مع أندية عربية. وتشير المعلومات إلي أن هناك عرضا من اتحاد جدة السعودي للحصول علي خدمات محمد أبوتريكة قائد الفريق للانتقال إليه الموسم المقبل, إلا أن أبوتريكة مازال بصدد دراسة العرض بصورة جيدة قبل إبداء أي رأي, خاصة أن المعلومة المؤكدة أن محمد يوسف المدير الفني يرفض التفريط في أي لاعب مهما يكن في الوقت الحالي, وربما لن يكون أبوتريكة الأخير, فهناك أحمد فتحي الذي لوح هو الآخر بالاحتراف, ولاعبون آخرون يفكرون في الأمر نفسه, فهناك محمد ناجي جدو الذي ينتظر تعافيه من الإصابة, وكذلك دومينيك وحسام عاشور, لكنها تأتي في إطار التسريبات للمقربين بعد ما تحولت الحياة في مصر إلي رؤية غير واضحة ومستقبل غير معلوم. وعلي صعيد آخر, ارتفعت أصوات داخل النادي تطالب بتأجيل العملية الانتخابية المقرر لها30 يوليو الحالي, والثاني من أغسطس المقبل لاختيار مجلس إدارة جديد لتولي شئون النادي, إلا أن الجميع يترقب من سيتولي حقيبة الرياضة في الوزارة الجديدة, ويعلل المطالبون بتأجيل العملية الانتخابية بسبب الظروف الحالية التي تمر بها البلاد, خاصة أن قرار حضور ما يقرب من10 آلاف إلي15 ألف عضو يوم الانتخابات سيحتاج إلي موافقة أمنية في ظل الظروف الحالية, ولا أحد يعرف من سيتحمل مسئولية القرار في هذا الوقت, وتأمين هذه الجموع, وهو ما دفع أعضاء الجمعية العمومية إلي المطالبة والرأفة بهم بتأجيل الانتخابات إلي شهر سبتمبر المقبل, ولكن تواجه هذا القرار عقبة هل سيأتي ذلك من خلال استمرار المجلس الحالي لإدارة العملية الانتخابية, أم يتم تشكيل لجنة لإدارة النادي, وهو ما تم رفضه من قبل من جانب المجلس. ولا يخفي علي أحد أن الوزير الجديد لن يسعفه الوقت في إعداد لائحة جديدة أو قانون للرياضة لأنها حكومة تسيير أعمال فقط, لأن إلغاء لائحة العامري فاروق ستدعوه لعمل لائحة جديدة لأن لائحة العامري ألغت لائحة حسن صقر فعليا, وهو ما نصت عليه في بنودها.
