يسيطر هذه الأيام على الأوساط الشعبية و السياسية في البلاد هاجس الخوف من التصعيد العسكري في اليمن، والتخلي عن سلمية الثورة، ومصدر هذه الهواجس يتلخص في المظاهر المسلحة التي تنتشر في شوارع العاصمة صنعاء من قبل معسكري النظام والمعارضة، فالنظام نشر عشرات الدبابات والمصفحات والآليات العسكرية في الشوارع الرئيسية وعلى مداخل الأحياء السكنية وسط العاصمة، فيما قامت قوات الجيش المنشقة بالانتشار في الجهتين الشرقية والغربية في تصعيد واضح للاستعدادات العسكرية من الجانبين. وفي حديث لبرنامج "بانوراما" يقول المحلل السياسي اليمني علي الزكري: "إذا نظرنا إلى الصورة الكاملة للوضع في البلاد نجد أن التصعيد كان دائما يأتي من قبل النظام، وما يقوم به عناصر الجيش الموالي للثوار هو الاستعداد والتأهب للدفاع عن الشعب اليمني، والجيش الموالي مع ذلك يصر على سلمية الثورة ويمتص الكثير من الاستفزازات من قبل جيش النظام". بالمقابل، يرى طارق الشامي مسؤول الاعلام في حزب المؤتمر الشعبي الحاكم إنه وبمجرد متابعة تصريحات المعارضة نستشف منها ببساطة بوادر التحريض، مردفا: "وبتنا نسمع كثيرا هذه الأيام أن عيد الفطر سيكون عيدين وذلك بالاحتفال بالانتهاء من النظام والتخلص من الرئيس علي عبد الله صالح، وهم حاولوا قبل ذلك بعدة طرق مختلفة السيطرة على الحكم، فمثلا سعوا إلى ذلك عن طريق الفوضى والتخريب وعن طريق تفجير أنابيب النفط والغاز، كما كانت لهم محاولة فاشلة وبائسة من خلال عملية الاغتيال الفاشلة التي استهدفت رئيس البلاد وأهم المسؤولين إثر الاعتداء الذي استهدف مسجد القصر الرئاسي، وما زالوا يصرون على الاستيلاء على الحكم بالعبث والتحريض والفوضى". ويرفض الشامي مقارنة الوضع في اليمن بما حدث في ليبيا، موضحا: "نحن نعيش في ظل دولة ديمقراطية ولدينا دستور ديمقراطي وانتخابات رئاسية وبرلمانية تعددية، والحزب الحاكم دعا قبل محاولة اغتيال صالح مرات عدة إلى تشكيل حكومة ائتلاف وطني والحوار مع المعارضة، ولكن بعد عملية الاغتيال الفاشلة واستشهاد رئيس مجلس الشورى فلابد من معرفة الذين قاموا بالقتل، ومحاكمتهم قبل الخوض في غمار أي حوار، لأنه من غير المعقول أن يشارك في الحكومة القادمة مجرمون وقتلة". وأردف: "نحن مستعدون للنظر في وضع دستور جديد، وسن قانون انتخابات تعددي وديمقراطي، وإجراء انتخابات بإشراف دولي، ولكن يجب أن يتم نقل السلطة بطريقة سلمية وليس من خلال الانقلاب العسكري والأساليب الدموية.