اليمن في ازمات لا تبارحها في ظل وجود لؤم سياسي لدى النخب السياسية التي ترى انها لا تستطيع تحقيق مكاسب سياسية إلا في ظل وجود الازمات ، ليكونوا هم الباحثين دائما عن حلول لمشاكل الماضي بينما تتفاقم مشاكل الحاضر . ويبقى السؤال الدائم .. لماذا لم يعش اليمن في فتراته المتلاحقة فترة استقرار سياسي؟ اين يكمن العيب .. هل العيب في الثورة أو النظام الجمهوري .. أو الوحدة ، رغم ان كل تلك اجمل ما تحقق لليمن ، ولكن العيب الحقيقي يكمن في الاشخاص الذين اخرجوها عن اطارها ومضمونها. السياسيون هم من غيبوا القانون وجعلوه في ادراج النسيان، لتلحق بنا تداعيات ازمة عدم التطبيق للقانون ، لم تعد توجد في البلاد مواطنة متساوية ، الفساد تمكن من بنى ومفاصل البلاد ، تعرقلت التنمية وضاعت الطموحات في تصاعدها ، وبعدها قد ضاعت المصالحة الوطنية بعد ان تحول الوطن إلى ولاء شخصي ، لتعم سياسة الارضاءات بحسب الثقل والقوة ، ثم تعممت ظاهرة التوريث في كل المفاصل الادارية للدولة والقوى السياسية. ازمة وطني ازمة أشخاص وضمائر ، الكل يتشدق بالوطنية بينما الكل فاقدين للضمير الوطني . اتمنى ان ياتي اليوم الذي نرى فيه الاطياف السياسية قد صحى ضميرها وقلت مطامعها الشخصية لتغليب مصلحة الوطن اولا ، وعندئذ بامكاننا ان نسمع عن مصالحة وطنية لا شخصية، وعن يمن بدون ازمات .