يبدو أن إخواننا المصريين تعودوا على مسألة "الحكم ظلمنا"، والعرب والأفارقة بل وكل سكان الكرة الأرضية لا يحبوننا بل ويتآمرون علينا، ويفرحون حين نخسر الخ السيمفونية المعهودة بعد كل مباراة تخسر فيها مصر أو الأندية المصرية. سيمفونية أصبحت مملة للغاية، ومستهلكة وتحتاج إلى إعادة نظر شاملة. بل أصبحت نظرية المؤامرة المصرية هي الشماعة التي يعلق عليها إخواننا المصريين كل خسائرهم وهزائمهم أمام منتخبات وأندية أفريقيا. يخسرون والعذر واضح، الحكم ضدنا، والجمهور ضدنا والعالم كله علينا... مسخرة والله! لماذا لا يتم الالتفات إلى الأسباب الحقيقية ومحاولة معالجتها، لماذا لا نعترف أن الكرة المصرية بحاجة إلى عملية تغيير شاملة بدءا من اللاعبين الذين عجزوا، وليس انتهاء بالمدربين الذين فرغت جعبتهم من الخطط الناجحة لتحقيق الانتصارات. أم أن الشماعة جاهزة وهي كبش الفداء الوهمي حتى لا تطير رؤوس غير وهمية آن لها أن تطير. لا شك أبدا أن الحكم الغاني جوزيف لامبتي قد أصيب بعمى الألوان حين احتسب هدف لاعب الترجي التونسي النيجيري اينرامو في شباك الأهلي في لقاء إياب نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا، يد اينرامو لم تكن يد الله بل كانت يد نيجيرية واضحة للعيان لا تحتاج حتى لإعادة، نعم اخطأ الحكم خطأ شنيعا، ولكن هل يبرر هذا الخسارة! فرص سهلة وعديدة لجدو واحمد فتحي ومحمد ابو تريكة، فرص في غاية السهولة تم إهدارها لإدراك التعادل، ثم يأتي الخطا الشنيع الذي ارتكبه بركات حين ضرب احد اللاعبين التونسيين ليخرج مطرودا على أثرها. لماذا لا نتكلم عن هذا بدل التشبث بنظرية المؤامرة، لماذا لا نتكلم عن نقص الجهوزية البدنية والنفسية ونقص التكتيك والتخطيط المهاري بدل تعليق الخسارة على شماعة المؤامرة الشهيرة نعم كان الحكم سيئا جدا، ولكن ألم يكن حكم مباراة الذهاب التي جرت في القاهرة سيئا جدا أيضا، ألم يرتكب نفس الخطأ لصالح الأهلي حين سجل محمد فضل هدفه الأول في شباك الترجي عن طريق يده، ولم تكن تلك اليد يد الله أيضا، ولا حتى يد مارادونا بل كانت يدا واضحة للعيان ومع ذلك احتسب الحكم الليبي الهدف وانتهت النتيجة بفوز الأهلي على الترجي بهدفين لهدف. لماذا لم يعلق التونسيون خسارتهم على شماعة نظرية المؤامرة، ولماذا لم نسمع من التونسيين كل هذا الصراخ والعويل والويل والثبور الخ السمفونية المملة؟ الأخطاء التحكيمية واردة في كل مباراة، وهي مرات تكون لصالحك ومرات عليك وهذا جزء من متعة كرة القدم وإثارتها. لكن الذي ليس ممتعا ولا مثيرا هو الاختفاء خلف نظرية المؤامرة بدل البحث عن الأسباب الحقيقية للهزائم المتتالية التي تمنى بها الكرة المصرية، تلك التي تحبها ونتمنى لها أن تعود لتطربنا وتمتعنا كالعهد بها دوما. هذا ما أراه على الأقل وربما تخالفونني الرأي فهذا من حقكم وسنسمع ونقرأ ونرى. [email protected] يوروسبورت