العالم كله ينتظر الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة هذه الليلة، حتى زوجتي وأطفالي انتقل لهم الجو المشحون خصوصا وأن ابني يمان يشجع الريال على عكس أخيه الأصغر كنان، المهم وبعيدا عن نقاشات يمان وكنان الحامية، لست ادري لماذا جاء إلى ذاكرتي زائر سابق ومواضب للموقع كان اسمه "مدريدي محشش". وقد سجل "المحشش" في الموقع مع بداياته تقريبا ولم يكن من هم لدى هذا الزائر الكريم سوى التهجم علي شخصيا، وكأنه كان ينتظر مقالاتي كل اثنين ليشن هجومه الذي كنت أجده مضحكا ضدي، وقد وصل به الأمر إلى حد السباب والشتم، طبعا نحن كصحفيين معتادون على هذا، ولا نتأثر به بل نجعله مكانا للتندر في جلساتنا الخاصة. المهم هذا العبد لله المحشش ذكرني بحال المشجعين العرب وأنا أتابع معاركهم ونقاشاتهم الحامية وانقسامهم الذي يصل حد الهوس بين البرشا والريال. تجد مقدارا كبيرا من السباب والشتائم لميسي ورونالدو وخضيرة وانيستا وتشافي وكأن هؤلاء يسمعون ويقرأون ما يكتبه الكثير من المحششين والمهووسين العرب! وهنا لا استثني أحدا فمشجعي الريال مثل مشجعي البرشا، ومع أني شخصيا من مشجعي الكتيبة الكتالونية وأعشق أسلوب اللعب والجميل والممتع لأولاد غراديولا لكن هذا لا يمنعني من الاعتراف بالقدرات المذهلة للاعبي ريال مدريد. لا شيء يقارن بسرعة رونالدو ودهاء خضيرة وقدرته على شل أعتى خطوط الوسط في العالم. – أتوقع مواجهة شرسة بين أفضل خطي وسط في العالم- فإذا أضفنا لكل هذا الداهية مورينيو وقدراته التكتيكية المذهلة والتي من أهمها قدرته الفذة على الانتقال من خطة لأخرى لثالثة في نفس المباراة وذلك حسب مجرياتها، وهذا يدل على المرونة التكيتيكية المرعبة لهذا المدرب الذي لا أحبه بالمرة، ومع ذلك عدم حبي له لا يمنعني أبدا من احترامه. في المقابل تجد غراديولا الهادئ والمبتسم والذي يملك سجلا مثاليا منذ أن استلم تدريب الفريق الكاتالوني حيث فاز في المباريات الأربع التي اشرف فيها على قيادته في مباريات الكلاسيكو بينها نتيجة تاريخية قوامها 6-2 على ملعب سانتياغو برنابيو. لكن غراديولا يعرف أكثر من غيره أن ريال اليوم ليس ريال الأمس وان الفوز اليوم سيكون أصعب بكثير من السابق، فليس من السهل مواجهة الداهية مورينيو ولا شباب الميرنغي الجدد وعلى رأسهم خضيرة ومسعود اوزيل وغيرهم من الوجوه الشابة الجديدة والتي تمتلئ حماسا لهزيمة الكتيبة الكتالونية في عقر دارها. ولعشاق برشلونة أقول أنني متشائم بنتيجة مباراة الليلة، ولا اعتقد بإمكانية الفوز فيها، وهو شيء مؤلم لكن لا بد من الاعتراف أن برشلونة لم يعد هو الذي نعرفه، والضعف – وإن لم يكن واضحا للعيان- بدأ ينخر في صفوف هذا الفريق العملاق الذي يحتاج بكل تأكيد لتجديد دمائه. هذا الكلام الواقعي سيفرح بكل تأكيد جميع محششي الريال ولكن مهلا، فوزكم –إن فزتم- سيكون مليئا بالدمع والدم، وأتمنى من الله أن يكون ميسي ورفاقه اليوم بأفضل حالاتهم، كما أتمنى أن لا نشهد اليوم رقصة جديدة لمورينيو في الكامب نو، بل أن نراه مهزوما مدحورا يغادر الملعب وهو يجر أذيال الخيبة كما ينبغي له. [email protected]